لا أعتقد أن حلقة "دنفسة" والتي قدمها ناصر القصبي في بداية مسلسل "سيلفي" على قناة MBC توازي احتفائية الجمهور بعودة القصبي للدراما بعد غياب جاء بعد اهتزاز نجوميته في مسلسل "أبو الملايين" وتواصله في برامج اكتشاف المواهب كان آخرها "بعيون سعودية". الجمهور الذي ما زال ينبش في ذاكرته عبر جيلين في "طاش ما طاش" و"كلنا عيال قرية" ومسلسلات أخرى، كان يتوقع بداية قوية ل"سيلفي" لكن البداية جاءت أقل من التوقعات وجعلت الجميع يضع يده على قلبه خوفاً من أن يكون كل المسلسل بنفس المستوى المترهل، إلا أن الحلقتين الثانية والثالثة "بيضة الشيطان" سرعان ما أعادتا الأمور إلى نصابها الصحيح وطمأنت الجمهور من أن القصبي لا يزال في الموعد. وهكذا هي المسلسلات المتصلة المنفصلة تفاجئك بحلقة ذات قيمة وأخرى سطحية، لا علاقة لها في الدراما أو المتعة والترفيه، إنما "تعبئة فراغ وجبران خاطر"!. وهذا ما تعرض له القصبي في حلقة "دنفسة" وفي حلقتي "بيضة الشيطان" حيث هبط سهمه في الأولى وارتفع كثيراً في الحلقتين التاليتين. نفس الشيء قد ينطبق على مسلسل "منا وفينا" والذي عرض على القناة الأولى السعودية من بطولة عبدالله السدحان، رفيق درب ناصر القصبي سنوات طويلة، حيث قدم في أولى الحلقات التي حملت عنوان "القصر" قصة ممتازة ومحبوكة وكان فيها أكثر ذكاء وفطنة حين أعاد ذاكرة المشاهد ل"طاش ما طاش" حيث الكمُ الهائل من أبطاله قدمهم في افتتاحية حلقة تحمل "الفكرة والأداء والكوميديا السوداء وسرعة الإيقاع"، ولكن البداية المميزة هذه لا تعني أن العمل ككل سيكون بنفس المستوى، فمثل "سيلفي" قد تأتي حلقة مميزة ثم تتبعها حلقة لا تمت للدراما بأي صلة. حلقة "دنفسة" لم تكن إلا ظهوراً للقصبي في افتتاحية الموسم أتت مرتبكة وفكرة مستهلكة سبق وان قدمها محمد الفهادي في "شباب البومب" لتعاد وتطرح من جديد في "سيلفي" وبإيقاع بطيء، ومثلها قدم السدحان حلقة "لما" في "منا وفينا" عن استغلال البعض لمشاعر الناس في وسائل التواصل. القصبي والسدحان وإن اختلفت قوة التسويق لعمليهما والذي تتفوق فيه MBC بشكل واضح على التلفزيون السعودي، إلا أنهما يثبتان أنهما الرقم الأصعب في الدراما السعودية وأنه لا شبيه لهما فمهما اختلفت الظروف وتغيرت الأحوال وابتعدا عن المشهد لا يزالان حاضرين بقوة وتأثير لا يوصف. وهذا ما لا حظناه بوضوح في الأيام الأولى من رمضان حيث لا حديث يعلو على هذا الثنائي المبدع الذي رغم انفصاله بعد "طاش" ما يزال مهيمناً على المشهد باقتدار. والمهم هنا أن يعي الجمهور أن حلقة ضعيفة في أي عمل لهما لا يعني أن نحكم بالسوء على مجمل العمل، فأمام هذه الحلقة الضعيفة هناك الكثير والكثير من الحلقات المتميزة.
مشاركة :