أعلنت الطبيعة حربها على الإنسان، فى ديسمبر الماضى، من خلال فيروس صغير غير مرئى، فيروس كورونا أو كما يطلق عليه "كوفيد 19"، والذى خرج من مدينة ووهان الصينة متجولًا فى كل دول العالم، ويصبح ككرة ثلج كل يوم فى زيادة، ليقتل ما يقرب من ربع مليون، ويتعدى حاجز 2 مليون مصاب، ليتخذ العالم كله الإجراءات الإحترازية ضد المرض، ويصبح أكثر من نصف العالم فى عزل أما طوعًا أو كرهًا، وأغلقت الدول حدودها، وداخل كل دولة فرض حظر التجوال، ليبقى الناس فى منازلهم، تحت مبدأ التباعد الإجتماعي حفاظًا عليهم وعلى أرواحهم.توقفت الحياة البشرية عن النبض فى كثير من دول العالم، الا أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها الأولى، فعاد سكن السماء الأصليين، فى مشهد نسيته الطبيعة لبعض سنوات كثيرة، ففى مدينة مومباي بالهند، تجمعت الآلاف من طيور النحام الوردي "فلامنغو" بعد أن أختفت الطائرات لأيام كثر، والتى تظهر من خلال مقطع فيديو أكثر من 150 ألف طائر من تلك الطيور محلقة تحتفل برجوعها إلى مسكنها.وقد أوضح باحثون البيئة أن طيور النحام تهاجر إلى المنطقة كل عام، إلا أن ذلك العام كان مميزًا بأعدادة الضخمة وغير مألوفة منها، وقد أرجعوا ذلك إلى نظافة الهواء والماء التي نجمت عن الإغلاق المحتم على كل دول العالم، من خلال الإجراءات الإحترازية والوقائية المفروضة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، والتى ساعدت على حضور أعداد أكبر من طيور فلامنغو هذا العام.وقد أكد سكان مدينة مومباي أن ذلك المشهد لم يروه من قبل، ليبقى التساؤل هل تسبب أيد الإنسان فى فساد ظهر فى البر والبحر، لتختفى من حياتنا تلك الصور.وصرحت جمعية بومباي للتاريخ الطبيعي أن تكون أعداد طيور الفلامنغو قذ زادت هذا العام بنسبة 25 بالمائة، مقارنة بالعام الماضي،ويذكر أن طيور النحام عادة ما تهاجر إلى مومباي بين فى شهور الهجرة أكتوبر ومارس، من ولايتي جوجارات وراجستان، وفي بعض الأحيان تأتي من دول آخرى من قارة آسيا مثل باكستان وأفغانستان وإيران قبل أن تباشر رحلة العودة في يونيو.
مشاركة :