أعلن مرصد حقوقي استمرار حملة الجيش التركي، وفصائل موالية، في تهجير أهالي منطقة خاضعة لسيطرتهم، ضمن سياسة «التغيير الديمغرافي» في شمال شرقي سوريا، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع التركية مقتل 20 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، خلال محاولتهم التسلل إلى منطقة عملية «نبع السلام» الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل السورية الموالية لها في شمال شرقي سوريا.وقالت الوزارة، في بيان أمس (السبت)، إن قوات المهام الخاصة التركية «أحبطت محاولة تسلل لعناصر من (وحدات حماية الشعب) الكردية، كانت تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة عملية نبع السلام، وقتل 20 عنصراً منهم في عملية ناجحة، دون السماح لهم بتحقيق أهدافهم».وسيطرت القوات التركية والفصائل الموالية لأنقرة، من خلال عملية «نبع السلام» العسكرية التي أطلقتها في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على مناطق كانت خاضعة لسيطرة «قسد» في شرق الفرات، وعلقت العملية في 17 من الشهر ذاته، بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب الوحدات الكردية من المنطقة، أعقبه اتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته، تضمن انسحاب الوحدات الكردية إلى مسافة 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية، وتسيير دوريات مشتركة في المنطقة. وفي سياق متصل، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات التركية والفصائل الموالية لها لا تزال تواصل سياستها الممنهجة لدفع من تبقى من السكان الأصليين في مناطق «نبع السلام» للخروج من مناطقهم، حالهم حال من رفض التهجير من أهالي عفرين، وذلك في إطار التغيير الديموغرافي في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة «قسد».وأضاف أن مناطق كثيرة في الرقة والحسكة تشهد توطين عائلات من الغوطة الشرقية ومناطق سورية أخرى، على حساب السكان الأصليين، عقب السيطرة التركية عليها، إسوة بما يجري في عفرين التي سيطرت عليها تركيا والفصائل الموالية لها في مارس (آذار) 2018، من خلال عملية «غصن الزيتون».وأشار المرصد إلى استمرار عمليات الخطف والاعتقالات التعسفية بحق أهالي مناطق «نبع السلام» و«غصن الزيتون»، دون التفريق بين مكونات الشعب، سواء من المكون الكردي أو العربي، موضحاً أن تل أبيض، على سبيل المثال، تتواصل فيها الممارسات التعسفية من قبل الفصائل الموالية لأنقرة، رغم أن غالبية سكانها من العرب، وليس الأكراد. وذكر المرصد أن مجموعات عسكرية تابعة للفصائل الموالية لتركيا داهمت، أمس، منازل المدنيين النازحين في منطقة «ميدانكي» بريف عفرين، وأن المنطقة تشهد تجاوزات من قبل السكان الجدد، واعتداءات على ممتلكات السكان الأكراد الأصليين، وتدمير الزراعة والأشجار المثمرة، وإلحاق أضرار كبيرة بالمحاصيل الزراعية.
مشاركة :