في هذه المناسبة العظيمة التي تمر علينا بحلول شهر رمضان المبارك، يشرفني بالنيابة عن السفارة الصينية لدى مملكة البحرين، أن أقدم للشعب البحريني خالص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك!يصادف شهر رمضان العام الجاري تفشيا لجائحة فيروس كورونا في أنحاء العالم، ويضع تحديات بالغة أمام مملكة البحرين أيضا. أولت الحكومة البحرينية أهمية بالغة للتصدي لانتشار كوفيد-19، واتخذت بسرعة سلسلة من التدابير الاحترازية الفعالة والقوية في ظل قيادة قوية من قبل حضرة صاحب جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبفضل توجيهات مباشرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وصاحب السمو الملكي ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة، وحظيت الإنجازات التي حققتها البحرين خلال مكافحة الوباء بالتقدير الإيجابي من منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي. منذ تفشي الجائحة، شاهدت بعيني الإنجازات لاحتواء الوباء بمملكة البحرين- بلد رائع وثابت. وترك الكثير من التدابير الاحترازية التي اتخذتها البحرين انطباعا جيدا لي.أولا، تضع الحكومة البحرينية دوما صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في المقام الأول في ظل قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لذا اتخذت الحكومة البحرينية الإجراءات الاحترازية المبكرة والقوية لمنع انتقال الوباء من الخارج، ولن تدخر جهدا لرفع قدرتها للفحص والعلاج، وحشدت كل قوى وموارد الوطن بسرعة ليتحول مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات إلى مركز الحجر الصحي الاحترازي وتم إنشاء مستشفى ميداني جديد ووحدة للعناية المركزة، بما يمكن من إجراء الحجر الصحي لكل المصابين وأخذ العلاج اللازم. ثانيا، أظهرت الحكومة البحرينية الروح الإنسانية النبيلة، حيث قدمت الحكومة البحرينية العلاج المجاني للمصابين والحجر الصحي المجاني للمخالطين، فحصل الأجانب المقيمون في البحرين بمن فيهم الصينيون على الرعاية الطيبة. وتمت مواجهة زيادة الإصابات بين العمالة الوافدة، وأكد مسؤول من الفريق الطبي للتصدي لفيروس كورونا أن الوباء لا يرتبط بأي جنسية، مشيرًا إلى أن سبب الإصابات للعمالة الوافدة هو ظروف الكثافة السكانية، وقد اتخذت الإجراءات الجيدة لخفض الكثافة السكانية بين العمالة الأجنبية وتحسين ظروفهم المعيشية للتصدي للوباء.ثالثا، أظهر الشعب البحريني الانضباط الذاتي والوعي المجتمعي والروح الوطنية، وقد قرأت تقرير استطلاع رأي أجراه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، بينت النتائج تأييد 95% من المستطلعين للإجراءات المتخذة من قبل الحكومة البحرينية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، وتنفيذ كل هذه الإجراءات بشكل صارم. وبعد الإعلان عن فتح باب التطوع في الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا تقدم أكثر من 12700 مواطن ومواطنة إلى فريق البحرين بطلبات للتطوع في الحملة الوطنية لمكافحة كوفيد-19 في أولى ساعات فتح باب التطوع، كما شهدت حملة (فينا_خير) إقبالا واسعا من قبل المجالات المختلفة سواء من أفراد المجتمع أو الحكومة أو المؤسسات أو الشركات، ويدل هذا على روح الوطنية والشجاعة للفوز في المعركة ضد الوباء.تضرب جذور الصداقة بين الصين والبحرين في أعماق تاريخها، فإنها تتجدد باستمرار. إن مملكة البحرين ليست مجرد عضو مهم في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج فحسب، بل هي شريك مهم للصين في منطقة الخليج والتشارك في بناء «الحزام والطريق». وخلال الـ31 سنة التي مضت على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تزداد التبادلات الرفيعة المستوى بين البلدين وتتعمق الثقة السياسية المتبادلة يوما بعد يوم بالإضافة إلى تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بشكل مطرد، وقد حققت التبادلات الثقافية والإنسانية نتائج مثمرة، بما لا يعود على البلدين والشعبين بالمصالح الملموسة فحسب، بل يسهم في تحقيق الازدهار والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط. يتبادل البلدان الثقة والمساعدة، إن الصين لن تنسى الدعم الثابت والمساعدة الثمينة من البحرين عند محاربة الصين لكوفيد-19. وسيواصل الجانب الصيني دعم البحرين للتصدي لفيروس كورونا، وتعزيز التعاون معها بشأن مكافحة الوباء. ونحن على يقين بأن البحرين، حكومة وشعبا، ستتجاوز هذه المرحلة، وستتغلب على الوباء في أسرع وقت ممكن. وأتمنى للشعب البحريني رمضان كريما والخير والسلام والسعادة.سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين
مشاركة :