«المدينة» التقت بعدد من الزوار الذين شكوا بؤس حال الكورنيش، إذ يقول ياسر محمد أحد مرتاديه: «منذ أن كنت طفلًا وأنا احضر مع عائلتي إلى هذا المكان ومنذ ذلك الحين والى الآن مرت حوالى 20 سنة ولازال الحال مترديًا ولم يتغير شيء.. سمعنا بوعود كثيرة بتحويله إلى متنزه وتطويره من قبل الأمانة ولكن هذه الوعود ظلت مجرد حبر على ورق ولم تترجم على أرض الواقع. وفي السياق يقول يحيى الزهراني: استغرب أن يكون مثل هذا الكورنيش في جدة وهي بوابة المملكة الغربية وعروس البحر الأحمر، مع أن الكورنيش الشمالي يحظى باهتمام كبير إلا أن حالة نظيره الجنوبي سيئة للغاية وتقصده عوائل قليلة في فترة النهار وما إن توشك الشمس على الغروب حتى يغادر الجميع بسبب غياب الإنارة، ويزداد المكان وحشة خلال الليل، ويقول أبوعادل: أهرب من زحام الكورنيش الشمالي وضوضائه إلى هنا، لكن الحال سيء ولا يوجد مكان نظيف ولا وسائل ترفيه ولا أرصفة جيدة ولا إنارة محلات تجارية تساعدك على الجلوس، كما لا توجد حمامات أو حتى مسجد، وأضاف: لا أعرف إن كان هذا المكان في الخريطة جزءًا من محافظة جدة، وإن كان كذلك فأين حظه من الاهتمام». وفي السياق يقول لؤي طلال: بات التنزه في الكورنيش الجنوبي شبه مستحيل بسبب الروائح الكريهة التي تأتي من كل حدب وصوب والمخلفات التي تملأ المكان في ظل غياب أعمال النظافة، وانبعاثات الصرف الصحي كما يسبح الأطفال في البحر ونخشى عليهم من الأمراض، ونسمع وعودًا من سنين ولكن يبدوا أنها ذهبت أدراج الرياح. أما أبو هتان فيضيف: تجلس لتستمتع بمنظر البحر فترى الأوساخ وتشم روائح كريهة والذي يدهشك ويجعلك تستغرب أن المكان به أعمدة إنارة ولكن بلا فائدة فهي لا تضيء ولا يستفاد منها وغالبيتها أكلها الصدأ ناهيك عن مولدات الكهرباء المكشوفة. ويقول أبو محمد: أنا من خارج محافظة جدة وأسمع دائمًا بالكورنيش الجنوبي فقررت أن أتنزه مع عائلتي فيه وتوقعت ان أجد ساحلًا بحريًا جميلًا راقيًا، يستمتع الزائر فيه بمناظر جميلة بألعاب الأطفال، ومسطحات خضراء مهيأة للجلوس، إضافة إلى مقاعد ودورات مياه، إلاّ أنني صدمت بواقع مرير للغاية. أما محمد القحطاني فيوضح أن المكان كان مقصدا لهواة السباحة ومحبي الصيد حينما كان شابًا عمره 18 عامًا وكان يحضر مع أصدقائه للسباحة وكان البحر صافيًا يتميز بالنظافة، ويضيف الآن أصبح عمري 35 عامًا ولدي أسرة وأطفال فساء الحال عما كان عليه بل ولدي صور تذكارية للمكان في تلك الأيام لا تصدق حيث كان منظر البحر آنذاك أجمل بكثير ومن دون تلوث ونفايات. وفي السياق يقول أبو ناصر أحد سكان قرية القوزين القريبة من الكورنيش الجنوبي: إن محافظة جدة تشهد حزمة من المشروعات ونال منها الكورنيش الشمالي الحظ الاكبر متسائلًا عن مصير الكورنيش الجنوبي والذي يفتقد الاهتمام من قبل الأمانة والتجار حيث لا يوجد به مراكز تجارية ولا مسطحات خضراء ولا فنادق ولا مطاعم ولا دورات مياه فنحن ننتظر الغد المشرق الذي طالما حلمنا به دون جدوى، مشيرًا إلى اختلاط بقايا أطعمة مع رمال الشاطئ، ومياه الصرف الصحي، مطالبًا بتطوير المكان أسوة بالكورنيش الشمالي. «المدينة» قامت بالاتصال على المتحدث الرسمي لأمانة جدة المهندس سامي نوار ونقلت إليه مطالب مرتادي الكورنيش الجنوبي واستفساراتهم عن اسباب هذا الشاطيء، فأبدى في بدايه الأمراستعداده للرد إلا أنه لم يجب على الاتصالات والرسائل لأكثر من عشرة أيام. المزيد من الصور :
مشاركة :