منذ أزمة روسيا مع السعودية و مجموعة أوبك بلس من تأثير ذلك على أسعار النفط بشكل عام و الخام الأمريكي بشكل خاص، وهذا ما حدث لأن القصة ببساطة أن روسيا هي التي أشعلت حرب الأسعار، وهي التي كانت تسعى إلى زيادة إنتاجها من النفط ،و أعلنت عن عدم التزامها بإنفاق أوبك بلس قبل أن تعود مرة أخرى و تتفق مع السعودية، والتي حذرت منذ البداية من محاولة، روسيا اللعب بالنار منفردة بقرارتها غير الصحيحة، وهذا كان سبباً في اضطراب أسواق النفط في الوقت الحالي بالإضافة إلى تأثير كورونا على الاقتصاد العالمي، و تراجع السفر و التنقل وهناك حالة من الركود، و الشلل التام في كل دول العالم بسبب الوباء أدى إلى فائض كبير في النفط على أسعاره، وهذا التأثير بدون فلسفة مؤقت، و سوف تعود أسعار النفط إلى معدلاتها الطبيعية مع عودة عمل اقتصاد الدول الكبرى و على رأسهم الولايات المتحدة و الصين. ترامب كان يتوقع هذا الهبوط الكبير وحاول أن يثني روسيا عن الضرب باتفاق أوبك بلس عرض الحائط لكن هناك من يعيب على ترامب أن الولايات المتحدة لم تنضم إلى اتفاق أوبك بلس إلى اليوم رغم أن ذلك سوف يكون في مصلحة الولايات المتحدة أيضاً، و التي تعاني من اضطراب كبير جداً في الإنتاج النفطي خاصة أن الذي يتحكم فيه شركات قطاع خاص وليس الحكومة الأمريكية، وهناك فائض كبير في الولايات المتحدة من المخزون النفطي وخلل يرجع إلى الإنتاج المضاعف للنفط، والذي يفوق إنتاج السعودية و روسيا وهذا في حدّ ذاته يحتاج إلى ضبط، و تدخل من الحكومة الأمريكية لوقف الإنتاج الهائل من النفط الصخري و الذي بهذا الانخفاض الكبير خسر مليارات الدولارات، و سوف يكون له تأثير على الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة بشكل خاص، والذي سوف يتراجع كثيراً بعد هذه الضربة و العالم و الدول المنتجة بشكل عام. التوقعات تؤكد عودة الانضباط إلى السوق في يونيو و يوليو لكن السعودية عندما أطلقت رؤية ٢٠٣٠ كان الهدف الرئيسي التخلص من الاعتماد على أسعار النفط و الذي يخضع للعرض ،و الطلب وهذه الأزمة سوف تعلم دول كثيرة أن تتوقف عن الاعتماد على النفط بشكل كبير ،و سوف تحذو دول أخرى كثيرة حذو السعودية، وتطلق خطط اقتصادية كما فعلت المملكة العربية السعودية، والتي توقعت كل الاحتمالات و السيناريوهات، وما حدث اليوم رغم تأثيره على دول الخليج و أسواقها المالية إلا أن السعودية تؤكد دائماً أنها سباقة في رؤيتها، وأن الإصلاحات التي قام بها أخي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قطاع الاقتصاد لن تجعل السعودية أسيرة لأسعار النفط مرة أخرى رغم أن هذه الأزمة سوف تنتهي قريباً مع عودة العالم للعمل مرة أخرى. المملكة العربية السعودية حذرت روسيا و لو اتبعت روسيا توصيات و قرارت المملكة مبكراً ما حدث هذا الانخفاض، والذي أثر بشكل كبير على النفط الصخري، والذي كان تأثيره أقل على خام برنت لكن أتوقع عودة قريبة سوف تضمد جراح هذا الهبوط الكبير وتعود أسواق النفط إلى مكاسبها إن شاء الله. بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود
مشاركة :