بندر  بن عبد الله بن تركي آل سعود يكتب.. اختلف اللِّصَان.. فظهر المسروق

  • 9/22/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طالما أكَّدنا مراراً، منذ اللحظة الأولى لاندلاع شرارة التَّمرد على الحكومة الشرعية في اليمن، والتآمر على الأمة وخيانتها بين حليفي الضرورة الخصمين اللَّدودين، حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعَّمه المخلوع علي (غير الصالح)، والحوثيين الذين يطلقون على أنفسهم (أنصار الله) بزعامة بدر الدين  الحوثي، الذي كنَّا نتمنى أن يكون فعلاً بدراً للدِّين، وليس حرباً عليه لحساب الإيرانيين؛ أقول: كنَّا نؤكد دوماً على فساد الحليفين اللَّدودين، وسوء نيَّتهما، وما يضمرانه للمنطقة والأُمَّة، بل حتى لليمن نفسها وأهلها الكرام، من حقد دفين وشرٍّ مستطيرٍ؛ الأول مدفوعاً بالأنانية المفرطة وحب السلطة وشهوة الحكم، ترفد ذلك كله، مهارة فائقة في التآمر والخيانة لكل يد امتدت إليه بخير؛ مع أن اليمنيين سلَّموا أمرهم إليه لخمسة وثلاثين سنة، بشهادة احتفاله مؤخراً بذكرى سيطرته على البلاد والعباد، قضى خلالها على كل شيء في اليمن، فأعاده إلى القرون الوسطى، فلم يعد فيه اليوم غير أشجار ذات أُكل خمطٍ و أثلٍ وشيء من سدرٍ قليل، فضلاً عن تغييب العقول التي لم تعد ترى غير (الزعيم الأوحد) (البهلوان) الذي لا يجاريه أحد في الرَّقص على رؤوس الثعابين. أما الحليف اللَّدود الآخر، فَمُغَرَّرٌ به ومَضْحُوكٌ عليه من قِبَلِ الفُرْس، خدمة لأجندتهم العنصرية التي تهدف للسيطرة على أرض العرب والتحكم في مقدساتهم كما يزعمون ويتوهمون، ويحسبونه هيِّناً، و هو عظيم دونه خرط القتاد وفناء العباد، فعلى الثغور أسود تزأر، لن تفرط في ذرة رمل من تراب الوطن مهما تكالب الأعداء. وقد ظهر خلال الأيام القليلة الماضية، لهيب تلك النار التي كانت تستعر ببطء تحت الرماد بين الحلفين اللَّدودين، منذ تفجير الأوضاع في اليمن قبل ثلاث سنوات. فتحدى كل منهما صاحبه في الخيانة والعمالة والتآمر، واصفاً إيَّاه بالغباء  والسَّذاجة والجهل والبلطجة، ونشر غسيله على الملأ، مؤكداً فساده وجهله وتخبطه في إدارة شؤون الدولة، وانفراده بالسلطة الوهمية وعمالته لقوىً خارجية، وعدم اكتراثه بحياة اليمنيين الأبرياء المساكين، الذين رضوا بأمثال هؤلاء قادة لهم؛ بل وصل التحدي لدرجة نشر ميليشيات، وأخرى مضادة، وطمس ملصقات ولوحات تحمل صور القادة غير الصالحين وإزالتها. وصحيح، ربَّما يكون هذا كله مفهوماً بالضرورة لكل مهتم بالشأن اليمني ومتابع له عن قرب، إلاَّ أن الذي يثير الحيرة حقاً هو تلك الغيبوبة التي ما يزال يعيش فيها كثير من الإخوة اليمنيين الذين تدافعوا يوم الخميس 2/12/1438ه، الموافق 24/8/2017 م، إلى ميدان السبعين، أكبر ميادين العاصمة صنعاء وأشهرها، استجابة لنداء من يرونه (الزعيم الأوحد) للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، تكريساً للجهل والخنوع لشعارات الوطنية و (القومجية) التي عفى عليها الزمن، بعد أن تركت أرض العرب شذر مذر، فيما يبحث العالم الآخر عن حياة أكثر رفاهية في كواكب أخرى غير الأرض التي اهتزت تحت أقدام العرب بفعل الغدر والخيانة والعمالة وفوضى (الخريف العربي) الذي أذكت ناره قطر. وعلى كل حال، لن أخوض في تفاصيل كثيرة هنا، مكتفياً بسؤال وحيد أوجهه لكل أولئك الذين احتشدوا في ميدان السبعين في صنعاء، مع ما كان يتهدَّد وجودهم من مخاطر حقيقية من شريكي الانقلاب: هل تستطيعوا أن تذكروا للعالم إنجازاً واحداً لـ (الزعيم الماهر) في الرقص على رؤوس الثعابين طيلة خمسة وثلاثين عاماً عجافاً، جعل البلاد فيها نهباً للفقر والجهل والمرض، يجعلكم تهتفون بحياته؟ أجل، هو الجهل الذي عشَّش في العقول، فجعل الحوثيين يضحكون على شباب في عمر الزهور، فيزودونهم بالقات ومفاتيح الجنة وصكوكها، ثم يدفعوا بهم حفاة عراة جوعى (مخزنين) غائبين عن الوعي إلى جبهات القتال ضد مقدسات المسلمين، لتلتهمهم نيران التحالف. أنظروا إلى هذا الإرث الذي أورثكم إيَّاه المؤتمر الشعبي العام خلال أربع عقود إلاَّ قليلاً من وباء فتَّاك هو الأسوأ على الإطلاق في تاريخ البشرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بشهادة الأمم (غير المتحدة).. أنظروا إلى هذه البنية التحتية المحطمة بفعل الزعيم غير الصالح والعميل الحوثي. فاليمن لا تستحق كل هذا العبث والضياع والتغييب لعقود، فهي أرض التاريخ والحضارات.. كنَّا نتمنى أن نراها شعلة تصدِّر العلوم والمعارف للعالم، لا القات.. كنَّا نتمنى أن تكون رافداً حقيقياً صادقاً لجهد العرب والمسلمين في تشكيل جبهة قوية ضد أطماع الغرب في بلاد العرب وسعيهم الحثيث لشق صفِّهم، كما تمنى لها الرجل الصالح الملك عبد العزيز آل سعود، طيَّب الله ثراه.. كنَّا نتمنى أن يهتم من تحكموا في مصيرها بتنميتها وتطويرها وازدهارها ورفاهية شعبها المغلوب على أمره، فتغري دول الخليج بضمِّها لمجلسهم، الذي يُعَدُّ أنجح عمل عربي مشترك في التاريخ حتى اليوم بشهادة العالم كله، مع ما لحق به مؤخراً من أذىً بسبب جنوح قطر، التي فضَّلت اقتفاء أثر الحوثيين، غير أن حكمة قادة دول الخليج قادرة بحول الله وقوته على احتواء الأزمة التي ثبت حتى الآن أنه لا علاج ناجع لها خارج البيت الخليجي.. أجل، كنَّا نتمنى أن يبقى إخوتنا اليمنيين، على اختلاف مذاهبهم، أقرب الناس إلينا، وآثرهم عندنا، وأكثرهم حظوة، كما كانوا في السابق. وصحيح أن سنين عديدة من عمر البلاد وأهلها ضاعت عبثاً بسبب حماقات الساسة، لكن مع هذا، ما زال في الوقت متسع، فعمر الشعوب لا يقاس بالسنين، بل بالإنجازات. فانفضوا عن هؤلاء الزعماء الغوغائيين غير الصالحين، الذين أفضت سياستهم إلى كل هذه المعاناة المزعجة لكل شرائح المجتمع، و ولُّوا أمركم لخياركم، فأرحام اليمن ولاَّدة، وقطعاً أن بينكم المئات، إن لم يكن الآلاف من قادة صالحين يستطيعون انتشال البلاد من هذه الهوة السحيقة التي يقودها إليها الزعيم غير الصالح  والعميل الحوثي اللذان لم يعد يهمهما شيء غير إرضاء غرورهما والقوى التي يعملان لأجلها على حساب اليمن وأهلها. وعلى كل حال، تأكدوا: لن تضع الحرب أوزارها قبل أن تحقق أهدافها باستجابة الانقلابيين لصوت العقل، فيذعنوا لرؤية العالم بشأن وضع حدٍ للخلاف والنزاع، فيسلِّموا الدولة (المسروقة) للسلطة الشرعية.. وساعتئذٍ أجزم يقيناً أن أسلحة التحالف العربي التي تكافح شرَّ الانقلابيين اليوم، ستتحول إلى أدوات بناء تبذل قصارى جهدها لإعادة اليمن سعيداً كما كان في غابر الزمان، قبل أن يأتيه سيل العرم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بندر  بن عبد الله بن تركي آل سعود يكتب.. اختلف اللِّصَان.. فظهر المسروق

مشاركة :