ملتقى الفكر الإسلامي: الأخلاق هي الأساس لبناء الفرد والمجتمع

  • 4/26/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور عبد الله النجار، أن الأخلاق هي تشريع الفطرة السوية في كونها تنسجم مع النفس لتكون علامة على استواء السلوك مع الخلق ومع الخالق (عز وجل) بحيث يكون التصرف على النحو الذي يريده الله (عز وجل).وقال النجار، في كلمته أمام ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ويشارك فيه الشيخ محمد عيد كيلاني، مدير عام المساجد الحكومية بوزارة الأوقاف، إن الأخلاق الحميدة غاية دينية، ولذلك حين حدد النبي (صلى الله عليه وسلم) منهج رسالته قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالأخلاق هي الغاية والهدف الذي يريد التشريع أن يصل إليه بأحكامه من خلال العبادات والمعاملات بجميع ميادينها وأحوالها .وأضاف أن الأخلاق الحميدة التي يدعو إليها الإسلام وتدعو إليها كل أديان السماء تشمل الكرم، الوفاء بالعهد، الرحمة، الشجاعة، النجدة، إغاثة الملهوف، الصدق والأمانة، الإيثار، بر الوالدين، واحترام الكبير والمسن وغيرها جملة من الأخلاق التي يدعو إليها الإسلام والتي تنسجم مع الفطرة السوية ومع النفس التقية البارة التي تستقيم على طاعة الله تعالى.وأوضح النجار أن الغاية المنشودة من العبادات هي تحسين السلوك وتزكية النفوس بالأخلاق وتقوية صلة الإنسان بربه وخالقه وبمن يعيشون معه، فالصلاة مثلًا تنهى عن الفحشاء والمنكر، وقال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45]، والزكاة تطهر النفس وتزكيها من أدران السلوك وضغائن الأحقاد، قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103]، لافتا إلى أن الصوم يدعو إلى تقوى الله في السر والعلانية وفي الظاهر والباطن من السلوك والأعمال والاعتقاد، قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] غير أنه يدرب المسلم على الصبر ومحاسن الأخلاق.وأشار إلى أن الحج كذلك يغرس في نفوس المسلمين الفضائل والسلوك القويم، قال تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197] فالعبادات بدون أخلاق لا يمكن أن تؤدي رسالتها في الحياة، ولا يمكن أن تثمر العبادة ثمرتها، إلا إذا انعكست في صورة أخلاق حميدة، تتجسد في السلوك وفي التصرف مع الناس، مؤكدا أن الأخلاق هي المدخل لنصرة الأمم، فالأمم لا يمكن أن تنتصر إلا بالأخلاق، والفرد لا يمكن أن يسعد في دنياه وأن يربح في معاملاته، إلا من خلال الأخلاق، فالأخلاق هي التي تجذب الناس نحو الإنسان، وهي التي تخلق الثقة فيه، وتجعل منه إنسانا مؤمنًا كامل الإيمان.بدوره، أكد الشيخ محمد عيد كيلاني - في كلمته - أن الأخلاق في الإسلام هي مفتاح الرقي للمجتمعات وسر سعادة البشرية، وحسبنا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان جملة من الأخلاق تمشي على الأرض، ومن أخلاقه حسن تعامله مع جميع الناس، حتى مع من أساء إليه، وصدق الله (عز وجل) حيث قال : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[آل عمران: 159] ، إنها جملة من الأخلاق العظيمة التي امتدح بها ربنا سبحانه وتعالى رسوله (صلى الله عليه وسلم)، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم أمرنا بالقول الطيب الحسن فقال سبحانه : {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83] ، فالقرآن الكريم أمرنا أن نتعامل مع جميع الناس بالخلق الطيب والقول الحسن اقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم).وقال كيلاني: "إذا أردنا أن نرتقي بأخلاقنا ومجتمعنا فلابد من الاقتداء بالقدوة الحسنة، فالقدوة عامل أساسيّ في تكوين الأخلاق، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب :21] ، فالأخلاق الفاضلة هي التي تعصم المجتمعات من الانحلال، وتصونها من الفوضى والضياع، فسلامة الأمة وقوة بنيانها، وسمو مكانتها وعزة أبنائها، بتمسكها بالأخلاق الفاضلة، كما أن شيوع الانحلال والرذيلة نتيجة لنبذ الأخلاق والأفعال الحميدة، فما أحوجنا إلى أن نقتدي بأخلاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سلوكنا، أخلاقنا، ومعاملاتنا، فنتحلى بالرحمة والرأفة واللين والسماحة، وأن نعامل الناس بما كان يعاملهم به (صلى الله عليه وسلم)، نشرًا لرسالته، وبيانًا لهديه وسنته، فتتحول الرحمة إلى سلوك عملي في حياتنا".يذكر أن ملتقى الفكر الإسلامي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالتنسيق والتعاون بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام بدون جمهور توافقا مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية والتي تتفق مع صحيح الدين ومع الشرع الحنيف، وذلك لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، إبراز سماحة الأديان ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم.

مشاركة :