خطبة الجمعة: الأخلاق الفاضلة أساس بناء المجتمع

  • 8/6/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: الخليج أكد خطباء الجمعة، أمس، أن الأخلاق الفاضلة هي الأساس في بناء كل مجتمع ينشد المحبة والإخاء، ويحرص على التطور والبناء، فبالأخلاق ترتقي المجتمعات، وتعلو الحضارات، وقد كانت مهمة الرسل والأنبياء الكرام، عليهم السلام، عبر العصور غرس الأخلاق وبث القيم، والحث على طلب العلم ترسيخاً للأخلاق، وقد اهتم المربون والمفكرون بالمناهج التعليمية، التي بدورها تخرج أجيالاً تبني وتعرف للحياة حقها، وتحمل الفكر الناضج المتطور المنفتح، والتربية هي غرس القيم الحسنة، وتهذيب السلوك، ليكتسب صاحبها كل جميل من الأخلاق الراقية كالصدق والأمانة، وتطبيق النظام، والتزام القانون، واحترام الآخرين، وغيرها، فهي تزكية للنفوس، وتطهير للقلوب. وأشار الخطباء إلى أنه عرف عن العرب وغيرهم التحلي بالصفات النبيلة، والأخلاق العظيمة من الكرم، والشجاعة، والمروءة، والعفة، والشهامة، والنجدة، وعلو الهمة، والوفاء بالعهود، وحفظ الجوار، وغيرها من جميل السجايا، وكريم الخصال، وجاء الإسلام مؤكداً ومعززاً لها، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، لأن إكمال ما يحتاج إليه البشر من مكارم الأخلاق، وغرسه في نفوسهم رحمة لهم في الدنيا، ومنزلة عليا لهم في الآخرة، وتقاس عظمة الإنسان بأخلاقه، فما أجمل هذه التربية وهذه الصفات إذا تخلق بها النشء، وانتشرت في المجتمع. يا أهل الأخلاق ومكارم الصفات: إن بناء الشخصية على أساس من القيم والأخلاق الرفيعة، تكون منذ نشأة الإنسان وصغره وتعلمه، وما العلم في جوهره إلا تجسيد للأخلاق، وإعلاء للقيم، وقد ربط الإسلام بين العلم والأخلاق رباطاً وثيقاً، وجاءت المبادرة السامية لتدريس التربية الأخلاقية مستمدة قوتها من تعاليم الإسلام السمحة وقيمه النبيلة، لتعيد للإنسان توازنه في هذا الزمان، وإن إدراجها ضمن المناهج والمقررات الدراسية في الدولة، هو دعم للعملية التعليمية، لتنشئة جيل واع، يتزود بالإيمان، ويتمسك بالأصالة والقيم والمبادئ، ويتخذ من العادات والتقاليد الأصيلة لشعب دولة الإمارات سبيلاً وطريقاً ومنهجاً، تغلب عليه مفردات التسامح والمحبة، واحترام الآخر دون تفريق أو تمييز للون أو ملة أو عرق أو دين، وترتقي بهم إلى أعلى القيم والأخلاق في دولة تنطلق في توجهاتها ومنهجيتها الراسخة من مبادئ ديننا الحنيف، ومن قيم الآباء والأجداد، لتزرع في هذا الجيل حب الانتماء للوطن، والحرص على رفعته وتقدمه، وهذه التربية الأخلاقية تسهم في تكامل الفرد معرفياً وأخلاقياً وذهنياً، فيتشربها أبناؤنا الطلاب لترافقهم وتلازمهم في جميع تعاملاتهم. وأكد الخطباء، أهمية تفعيل الدور المشترك للمؤسسات التعليمية والتربوية في إعداد النشء وتربيته، وبناء شخصيته الفاعلة والطموحة، حيث يتعاظم دور الأسرة في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة سابقة، وكذا دعم الجهود المدرسية لدى الأبناء للالتزام بالأخلاق الفاضلة، التي نحافظ بها على حضارتنا. فالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسون الذين بنوا هذه الدولة كانوا مدرسة للأخلاق الراقية والقيم العالية، فعلى الجيل الناشئ أن يمتثل أخلاق أجداده وأهله.

مشاركة :