استشهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الأحد) بعدم الاستقرار في دول مجاورة ليدعو الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة ائتلافية على وجه السرعة، وإلا ستواجه احتمال إجراء انتخابات جديدة. وقال "في ظل حصارها داخل حلقة حقيقة من النار، يتعين على تركيا أن تتفادى الأذى وتساعد أشقاءها؛ لذا ينبغي أن نكمل مرحلة ما بعد الانتخابات بسرعة". وتستضيف تركيا قرابة مليوني لاجئ هربوا من الحرب في سورية المجاورة. وأردوغان من أشد المنتقدين للرئيس السوري بشار الأسد، كما يشعر بالقلق أيضا من المكاسب التي حققها أكراد سورية في الآونة الأخيرة على طول الحدود مع تركيا. وخسر "حزب العدالة والتنمية"، الذي أسسه أردوغان وقاده حتى صار رئيسا العام الماضي، غالبيته البرلمانية في انتخابات السابع من حزيران (يونيو) الجاري، لتنتهي حقبة حكم الحزب الواحد التي استمرت لأكثر من عقد، ولتضع حدا لطموح أردوغان في زيادة سلطات منصب الرئاسة. وقال مسؤولون من الحزب، في أحاديث خاصة، إن أردوغان ربما ينظر إلى الانتخابات المبكرة على أنها أفضل أمل للحزب حتى يستعيد غالبيته ومساعدته على تحقيق رؤيته في شأن الرئاسة. وسيؤدي نواب البرلمان اليمين بعد غد الثلثاء، وبعدها سيفوض أردوغان "حزب العدالة والتنمية"؛ ذا الجذور الإسلامية وأكبر حزب في البرلمان، ليحاول تشكيل حكومة ائتلاف خلال 45 يوما. وقال الرئيس، خلال اجتماع مع المصدرين، "من المحتمل أن تستمر هذه العملية حتى منتصف آب (أغسطس) المقبل. أعتقد أن تركيا لن تتحمل خسارة كل هذا الوقت؛ لذا أريد تشكيل حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن". وتابع قوله "إذا لم يستطع الساسة أن يحلوا هذا الأمر، فإن الشعب سيكون هو المسار مرة أخرى لحل الأمر"، في إشارة إلى احتمال إجراء انتخابات جديدة في حال فشل محادثات تشكيل الائتلاف. ويواجه أردوغان اتهامات من منتقديه بأنه يتدخل في محادثات الائتلاف وينتهك الالتزام الدستوري بأن يبقى محايدا، لكنه يقول إنه مازال ضمن حدود تفويضه. ومن ناحية ثانية، قال وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي إن من غير المرجح تشكيل ائتلاف مع "حزب الشعب الجمهوري"؛ ثاني أكبر الأحزاب في البرلمان، لكنه قال إن المحتمل تشكيل ائتلاف مع "حزب الحركة القومية اليميني". وقال، خلال مقابلة مع "شبكة سي.إن.إن. تورك"، "إذا نظرت إلى وعود الانتخابات، فإن هناك صعوبات في أن يكون لـ (حزب الشعب الجمهوري) دور في الحكومة". وتابع قوله "إذا نظرت إلى (حزب الحركة القومية) منذ السابع من حزيران الجاري، سترى تصريحات إيجابية وواقعية بشكل متزايد ... هناك صعوبات مع (حزب الحركة القومية)، لكن هناك توافقات أيضا".
مشاركة :