تستعد أوروبا لدخول أسبوع حاسم يتواصل خلاله رفع تدابير العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد، لا سيما إسبانيا التي سمحت للأطفال بالخروج إلى الحدائق والمتنزهات العامة، في وقت أفادت جامعة «جونز هوبكنز» الأمريكية بأن معدل الإصابات اليومية في العالم شهد انخفاضاً كبيراً فيما قاربت الحصيلة النهائية مليونين و898 ألف شخص. واستفادت العائلات الإسبانية من القواعد الجديدة التي تسمح للأطفال بالخروج لأول مرة منذ 14 مارس، حيث شوهد الأطفال يلهون على دراجاتهم الهوائية في شوارع مدريد بينما ارتدى بعضهم أقنعة وقفازات صغيرة. وبدأ تطبيق القواعد الجديدة بينما تراجع عدد الوفيات في البلد الذي كان بين الأكثر تأثراً بالفيروس، إلى 288 الأحد، وهي الحصيلة الأقل منذ النصف الثاني من مارس. ويقدم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الثلاثاء، خطته الموسعة للخروج من الإغلاق، يرجح تنفيذها في النصف الثاني من مايو. ويكشف نظيره الفرنسي إدوار فيليب في اليوم نفسه أمام البرلمان «الاستراتيجية الوطنية لخطة رفع العزل»، الذي يفترض أن يبدأ في 11 مايو. وتستعد حكومات دول عدة، بينها إيطاليا والولايات المتحدة، لتخفيف جزئي للقيود المشددة التي أجبرت نصف البشر على التزام منازلهم لأسابيع. قال ستيفن بويس المدير الطبي لهيئة الصحة الوطنية في إنجلترا إن بريطانيا تشهد الآن اتجاها نزوليا أكيدا جدا لعدد المصابين في المستشفيات. وأضاف، الأمر ملحوظ بأكبر درجة في لندن لكن يمكنك رؤية ذلك أيضا في ميدلاندز وبداياته في مناطق أخرى بالمملكة المتحدة. وبدأت ثماني وحدات متنقلة يديرها أفراد من الجيش في التنقل عبر أراضي المملكة لإجراء اختبارات على أن تليها عشرات الوحدات الأخرى لمساعدة الحكومة على الاقتراب من تحقيق هدفها بإجراء 100 ألف اختبار يوميا.ومع الانحسار المستمر لمعدلات الإصابة تعتقد إيطاليا أن معدل العدوى بها والذي يقدر أنه بين 0.2 و 0.7، منخفض بما يكفي دون العتبة الأخطر للعدوى البالغة 1.0 لمحاولة العودة إلى العمل. وذكرت تقارير أنّ رئيس الوزراء جوزيي كونتي تلقى اقتراحا يتضمن رفع القيود تدريجيا خلال مايو. وقال كونتي في تصريحات «لا يمكننا الاستمرار أكثر في هذا الإغلاق نحن نخاطر أكثر من اللازم بإتلاف النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد».كما شهدت حصيلة الإصابات الجديدة في ألمانيا خلال الساعات ال24 الماضية، انخفاضا ملموسا مقارنة مع معدلات اليومين الماضيين. وأعلن معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، عن تسجيل 1737 إصابة جديدة منذ يوم السبت، مقارنة مع 2337 و2055 إصابة يومي الجمعة والسبت الماضيين. وأكد المعهد أن 140 شخصا توفوا إثر إصابتهم بالفيروس خلال آخر 24 ساعة. وأعلن حاكم نيويورك الأمريكية، أندريو كوومو، تسجيل 367 وفاة جديدة ناجمة عن فيروس كورونا في تراجع ملموس لهذا المعدل في الولاية على أساس يومي مقارنة مع الأيام الماضية. من جانب آخر، نفى البيت الأبيض تقارير ذكرت أنه يفكر باستبدال وزير الصحة إليكس عازار، بسبب أنباء صحفية أظهرته يحث الرئيس دونالد ترامب على خطوات لمواجهة الفيروس فيما يتجاهل الأخير تحذيراته. وقال متحدث عن البيت الأبيض إن «وزارة الصحة تحت قيادة الوزير عازار تواصل قيادة عدد من المهام الحاسمة التي يأمر الرئيس بها... أي تكهنات بشأن الموظفين غير مسؤولة وتشتت انتباه الحكومة العامة عن COVID-19».في غضون ذلك، طرحت مجموعة العشرين مبادرة دولية لتسريع الوصول للأدوات الصحية اللازمة لمكافحة فيروس كورونا المستجد. وقال محمد الجدعان وزير مالية السعودية الرئيس الحالي لمجموعة العشرين إن المجموعة ما زالت تعمل لسد الفجوة التمويلية لمكافحة هذه الجائحة والتي تقدر بثمانية مليارات دولار. وأضاف الجدعان في بيان دشن مبادرة «تسريع الوصول للأدوات الصحية الخاصة بجائحة كوفيد-19» «سوف تواصل مجموعة العشرين جهودها في تعزيز إطار التعاون العالمي على جميع الجبهات، وأهمها سد الفجوة التمويلية القائمة حاليا في القطاع الصحي». وأضاف أن «المجتمع الدولي لا يزال يواجه حالة عدم يقين تجاه مدى عمق ومدة هذه الأزمة الصحية».
مشاركة :