جنيف – الوكالات: تستعد أوروبا لدخول أسبوع حاسم يتواصل خلاله رفع تدابير العزل المفروضة لاحتواء فيروس كورونا المستجد، لا سيما إسبانيا التي سمحت للأطفال بالخروج اعتبارًا من أمس، في وقت تخطت فيه حصيلة الوفيات بفيروس كورونا المستجد عتبة الـ200 ألف. ومع أكثر من 53 ألف وفاة، تشكل الولايات المتحدة البلد الذي حصد الوباء فيه أكبر عدد من الأرواح، وتليه إيطاليا مع 26384 وفاة، وإسبانيا مع 22902 وفاة، ثم فرنسا مع 22614 وفاة، فالمملكة المتحدة مع 20319 وفاة، مع استعداد رئيس وزرائها بوريس جونسون الذي أصيب بالمرض، للعودة إلى العمل اليوم. وفي إسبانيا، ثالث دولة أكثر تضررا في العالم، سمح للأطفال بالخروج من منازلهم للمرة الأولى منذ ستة أسابيع. ويقدم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز غدا خطته الموسعة للخروج من الإغلاق، يرجح تنفيذها في النصف الثاني من مايو. ويكشف نظيره الفرنسي إدوار فيليب في اليوم نفسه أمام البرلمان «الاستراتيجية الوطنية لخطة رفع العزل»، الذي يفترض أن يبدأ في 11 مايو. وعلى ضوء رفع القيود، تبدأ بعض الدول، لا سيما إيطاليا، حملة اختبارات للأجسام المضادة على 150 ألف شخص على المستوى الوطني في محاولة لمعرفة المزيد حول هذا الوباء. وأكد الرئيس دونالد ترامب مرارا رغبته في استئناف النشاطات التجارية في أكبر اقتصاد في العالم حتى مع تحذير المستشارين الصحيين من خطورة تخفيف إجراءات الإغلاق بشكل مبكر أو متسرع أكثر مما ينبغي. سجّلت الولايات المتحدة 2494 وفاةً إضافيّة بفيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة ليُعاود بذلك عدد الوفيّات في البلاد الارتفاع، وفق أرقام نشرتها مساء السبت جامعة جونز هوبكنز. ويبلغ عدد الوفيّات في البلاد 53511 فضلا عن وجود 936293 إصابة مؤكّدة بالفيروس. وكان عدد الوفيّات الذي سُجّل في البلاد يوم الجمعة (1258) الأدنى منذ نحو ثلاثة أسابيع. ووقّع الرئيس ترامب خطة مساعدة جديدة تبلغ قيمتها نحو 500 مليار دولار للتخفيف من أعباء الشركات والمستشفيات. وأعلنت كندا مساء السبت أن خططها لإعادة فتح الاقتصاد غير قائمة على تحلي السكان مستقبليًا بمناعة ضد الفيروس، وفق رئيس الوزراء جاستن ترودو الذي دعا إلى «الحذر». ويترافق رفع القيود المقرر في بعض الدول مع قواعد جديدة للتنقل وممارسة الحياة اليومية. ففي جنوب إفريقيا، الدولة الأكثر تضررا في إفريقيا مع 75 وفاة، بات وضع الكمامات إلزاميا اعتبارا من 1 مايو، الموعد الذي ستُخفف فيه إجراءات العزل. في إيران حيث أودى الوباء بحياة 5650 شخصا بحسب الأرقام الرسمية، بدأ رمضان في أوج مخاوف من «طفرة» جديدة للوباء بعد أسبوعين على بدء إعادة الفتح الجزئية للمتاجر. وانتقد منسق حملة مكافحة الوباء في طهران علي رضا زالي «التسرع» في إعادة فتح المراكز والمتاجر، وقدّر أن «ذلك يمكن أن يولّد موجات جديدة للمرض في طهران ويعقّد احتواء الوباء». من جهته، قال مدير قسم الأمراض المعدية في وزارة الصحة محمد مهدي غويا للتلفزيون الحكومي إنه «في بعض المحافظات، مثل جيلان (شمال) وقم (وسط) ومازنداران (شمال)، حيث بذلنا جهودا كبيرا للسيطرة على الوباء، نلاحظ إشارات على وجود طفرة جديدة» في عدد الإصابات. في باكستان، تجمع الناس في المساجد والأسواق، غير آبهين بالنصائح الصحية. في الوقت نفسه، ينفذّ عشرات الأطباء والعاملين في المجال الصحي في هذا البلد الذي سجل في الأيام الأخيرة تسارعًا بارتفاع عدد الإصابات، إضرابًا عن الطعام منذ 10 أيام في لاهور في شرق البلاد، احتجاجًا على نقص معدات الحماية. ويدفع العاملون في المجال الصحي الثمن غاليًا عالميًا لتعرضهم للعدوى ولهشاشة الأنظمة الصحية في بعض البلدان. وروى ممرض إكوادوري لفرانس برس «الكابوس» الذي يعيشه في مستشفى في غواياكيل، حيث تكدست الجثث حتى في الحمامات. قررت الحكومة الأردنية أمس تمديد تعطيل عمل الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات والهيئات العامة حتى نهاية شهر رمضان في إطار جهودها لاحتواء فيروس كورونا المستجدّ. وما زال الأردن بمنأى نسبيًا من تفشي الوباء مع تسجيله 447 إصابة مؤكدة بالفيروس وسبع وفيات، بحسب الأرقام الرسمية لوزارة الصحة. وقرر السودان إغلاق جميع مداخل ومخارج مدينة الفاشر حاضرة ولاية الفاشر أمام حركة المرور من وإلى محليات الولاية الأخرى اعتبارا من أمس. كما قرر إغلاق الميناء البري وجميع الأسواق بالفاشر اعتبارا من الساعة الثانية من بعد ظهر أمس الأحد وحتى إشعار آخر. كما صدر قرار يقضى بمنع الإفطارات الرمضانية الجماعية بالساحات والشوارع بجميع محليات ولاية شمال دارفور. ووفقا للبيانات الرسمية، فقد سجل السودان حتى الآن 237 إصابة بفيروس كورونا و21 حالة وفاة.
مشاركة :