لندن - على وقع صدمة تعثر مباحثات المرحلة الانتقالية لبريكست يستأنف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الاثنين عمله الحكومي في وقت يتطلع فيه البريطانيون لإعداد إستراتيجية لرفع العزل الصحي المطبّق في البلاد منذ أكثر من شهر. ويعود جونسون لقيادة الحكومة البريطانية بعد إصابته بفايروس كورونا في وقت سابق ما استوجب دخوله المستشفى حيث تعافى. وبعد دخول جونسون المستشفى عادت بريطانيا والاتحاد الأوروبي للتباحث بشأن العلاقة المستقبلية بين الطرفين، ولكن الجولة الثانية من المباحثات انتهت إلى طريق مسدود وهو ما يضاعف تحديات زعيم المحافظين. ومن المنتظر أن تعود بروكسل ولندن إلى المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق طموح ينظم المبادلات التجارية بين الطرفين ويهندس علاقاتهما المستقبلية. وبالرغم من أنه يتسلح بإمكانية التوصل لاتفاق تجاري حر مع الولايات المتحدة إلا أن جونسون سيسعى إلى تتويج المباحثات مع الأوروبيين باتفاق ينظم العلاقات المستقبلية، حيث يعني الفشل في التفاوض وضع رسوم جمركية من الجانب الأوروبي على السلع البريطانية وغيرها من الإجراءات التي قد يلجأ إليها التكتل الأوروبي إذا انتهت الفترة الانتقالية دون التوصل لاتفاق مع بريطانيا. وتنتهي هذه الفترة التي ترفض حكومة جونسون وبشدة تمديدها في الـ31 من ديسمبر المقبل. الحكومة البريطانية ترفض تحديد موعد لتخفيف إجراءات العزل مؤكدة أنها تخشى تزايدا في عدد الإصابات ومنذ خروجه من المستشفى في 12 أبريل الجاري، يمضي رئيس الحكومة المحافظ، البالغ من العمر 55 عاما، فترة نقاهة في شيكرز المقر الريفي لرؤساء الوزراء البريطانيين، بينما يواجه فريقه الحكومي انتقادات لاذعة على إدارته لأزمةكورونا طويلة الأمد. وفي المستشفى، أدخل جونسون العناية المركزة لثلاثة أيام. وقد أكد أن الأمور “كان يمكن أن تسوء”. وأشاد بعمل طاقم خدمة الصحة العامة (أن.أتش.إس) البريطانية، مؤكدا أنه “مدين له بحياته”. ومساء السبت أكدت مصادر من الحكومة البريطانية أن جونسون سيعود لمكتبه الاثنين وأنه “ينتظر بفارغ الصبر” ذلك. وجاءت هذه التصريحات لتؤكد ما نشرته الجمعة صحيفة ديلي تلغراف المؤيدة للسلطة المحافظة. وأوحت مؤشرات عديدة مثل اتصال رئيس الوزراء المحافظ هاتفيا خلال الأسبوع الماضي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، بأنه سيعود إلى عمله بسرعة. وقال دونالد ترامب إن جونسون “بدا رائعا، بوريس الذي نعهده، طاقة هائلة وحيوية هائلة”. وأكد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك لقناة سكاي نيوز الإخبارية الجمعة أن جونسون “في حالة جيدة جدا”. وعودة جونسون الاثنين ستكون تحت وابل من الانتقادات لتعاطي حكومته مع أزمة كوفيد – 19 التي أرغمت البريطانيين على البقاء في بيوتهم أكثر من شهر. بريطانيا من بين الدول الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا بريطانيا من بين الدول الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا ومن ارتفاع معدل البطالة إلى توقف معالجة أمراض أخرى غير كوفيد – 19 وإغلاق المدارس، تعقد آمال كبيرة على كشف جونسون لرسم خطط لمحاولة تشغيل الاقتصاد وتوضيح مستقبل العزل الذي فرض في 23 مارس وتم تمديده حتى السابع من مايو. وقد حلّ محله وزير الخارجية في حكومته دومينيك راب الذي ترأس عددا من اجتماعات الأزمة المتتالية. ولكنه يحتاج إلى موافقة ككل الحكومة التي تقول الصحف إنها منقسمة، لاتخاذ أي قرار كبير. وتقاسم وزير الخارجية أعباء المهمة مع مايكل غوف، مساعد جونسون خلال هذه الفترة التي تزامنت حسب السلطات مع ذروة الوباء. وبعدد الوفيات الذي تجاوز عشرين ألفا في المستشفيات، تعد بريطانيا بين الدول الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا. ولكن الحصيلة ستكون أكبر بعد احتساب الوفيات في دور المسنين والمنازل. توضيح مستقبل العزل توضيح مستقبل العزل وأما في ما يتعلق بانعكاسات الوباء على الاقتصاد، فقد حذر بنك إنجلترا الخميس من أن البلاد قد تواجه أسوأ ركود “منذ عدة قرون”. ويؤيد الرأي العام العزل، لكن كبار مسؤولي الحكومة واجهوا في غياب جونسون انتقادات متزايدة، فقد اتهم زعيم المعارضة العمالية الجديد كير ستارمر السلطة بالبطء سواء في ما يتعلق بإجراءات العزل أو كشف المرض أو تأمين معدّات الوقاية التي يحتاج إليها بشدة المعالجون وكذلك بشأن دور المسنين. ورفضت الحكومة حتى الآن تحديد أي موعد لتخفيف إجراءات العزل، مؤكدة أنها تخشى تزايدا في عدد الإصابات وأنها تنتظر رأي العلماء. وأثار حضور دومينيك كامينغز مستشار جونسون، كما كشفت صحيفة ذي غارديان، عددا من اجتماعات اللجنة العلمية المكلفة توضيح الوضع للحكومة بما في ذلك اجتماع 23 مارس، تاريخ اليوم الذي فرض فيه العزل، شكوكا في استقلالية هذه الهيئة. وأكدت رئاسة الحكومة أن المستشارين السياسيين “لا يلعبون أي دور” في اللجنة، منتقدة بالمناسبة وسائل الإعلام. ولكن المعارضة العمالية تعتبر أن ذلك يهز ثقة البريطانيين. وعززت رئيسة الحكومة الاسكتلندية نيكولا ستورجون الضغط بإعلان إستراتيجيتها التي تقضي خصوصا بإعادة فتح بعض الشركات والمدارس تدريجيا. وفي أيرلندا الشمالية، ألمحت رئيسة الوزراء أرلين فوستر إلى أنها قد ترفع القيود قبل أن تقوم إنجلترا بذلك.
مشاركة :