إردوغان يغطي فشله بإحياء أوهام الإمبراطورية

  • 4/27/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق عدد من صحف العالم على أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستغل جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» لتحقيق مطامعه الإقليمية، وأنه ينتهز فرصة انشغال العالم بمكافحة الوباء الجديد، في تعزيز وجوده بشكل كبير داخل سوريا وليبيا. وكتبت صحيفة «لوماند» الفرنسية تحت عنوان «في تركيا.. إردوغان يستغل الوباء في مطامعه الإقليمية»، أن الرئيس التركي مقتنع بأن معركة «كوفيد 1» يمكن خوضها لأسباب جيوسياسية، وأوضحت أنه يعتقد أنه من الضرروي أن تلعب تركيا دورا قياديا، مشيرة إلى تصريحات إردوغان لأنصاره قائلا «للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، نشهد إعادة هيكلة جديدة للعالم. إن تركيا لديها الفرصة لتكون في قلب هذه العملية»، وقالت إن تلك الفكرة تغري المتطرفين من حزب العدالة والتنمية (حزب إردوغان) الذي يتولى السلطة منذ ثمانية عشر عاما. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى تراجع شعبية حزب إردوغان نتيجة الأداء الضعيف لاحتواء أزمة فيروس كورونا، والوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده البلاد، مشيرة إلى أن هذا الفشل يدفعه أكثر لإحياء أسطورة الغزو التركي واستعادة الإمبراطورية العثمانية. ونوهت لوماند إلى ما قاله رئيس الحكومة التركية الأسبق ورئيس تحرير صحيفة «يني شفق» إبراهيم كاراجول، بشأن اقتناعه بأن «المعجزة التركية للسيطرة على المنطقة» في متناول اليد، حيث كتب في افتتاحية نشرت الأسبوع الماضي «إن البلاد تستعد لها منذ سنوات، تحت قيادة إردوغان، لا شيء مستحيل»، مضيفا «كانت الإمبراطورية العثمانية عائلة كبيرة منتشرة في ثلاث قارات. خلال الحرب العالمية الأولى، تم تفريق هذه العائلة وتقسيمها واستعبادها، جمعها إردوغان، وغير مسار التاريخ». الوجود التركي في سوريا الوجود التركي في سوريا وأوضحت لوماند أن تركيا، إحدى دول المنطقة الأكثر تضررا من وباء «كوفيد 19» الذي أسفر عن إصابة ما يزيد على 103 آلاف شخص، ووفاة أكثر من 2500، تظهر أكثر من أي وقت مضى «كقوة إغواء» بمسرحية إرسال المساعدات الطبية إلى أوروبا، في حين أنها من أكثر الدول المتأثرة بالوباء، مؤكدة أن إردوغان لا يزال يمارس الإكراه، باستئناف شحنات الجنود والمعدات باتجاه إدلب، شمال غرب سوريا، مستغلا انشغال دول العالم بجائحة كورونا، لدعم عشرات مراكز المراقبة الإضافية للجيش التركي في الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا، كما تواصل طائراته خدمة حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، التي تواصل غاراتها على الجيش الوطني الليبي رغم سقوط البلاد في أزمة الجائحة العالمية. وأنهت لوماند الفرنسية تقريرها بالتأكيد على أن إردوغان يسعى لتحسين سمعة بلاده من جهة أخرى، التي شوهها بانتهاكات لحقوق الإنسان، وفقدانه الديناميكية الاقتصادية، والاستبداد.

مشاركة :