مقالة خاصة: عائلة فلسطينية تعزف الموسيقى للتغلب على أوقات الفراغ في ظل تفشي مرض فيروس كورونا

  • 4/27/2020
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 26 أبريل 2020 (شينخوا) في جو من المرح والسعادة يجتمع طفلان برفقة والدهما داخل غرفة في منزلهم غرب مدينة غزة لعزف مقطوعات موسيقية كلاسيكية باستخدام الناي وآلة القانون، للتغلب على أوقات الفراغ المصاحبة للحجر الصحي في ظل تفشي مرض فيروس كورونا (كوفيد-19). ويعزف الثلاثة على آلاتهم الموسيقية بحرفية عالية، فيما يتم بث المقطوعات على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، وسط تفاعل وتشجيع من قبل الأصدقاء والمعجبين. وعمد أحمد الأيوبي (والد الطفلين)، الذي يعمل موزعا موسيقيا، إلى تدريب طفليه على عزف الموسيقى، بعد إغلاق المدارس والجامعات والمساجد والمؤسسات العامة والثقافية والأماكن العامة ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية منعا لتفشي المرض. وكان الطفلان يدرسان الموسيقى في معهد إدوارد سعيد للموسيقى والفنون في مدينة غزة، للسنة الثانية على التوالي، لكنه توقف عن العمل بعد الإعلان عن الإجراءات في 22 مارس الماضي من قبل حركة المقاومة الإسلامية التي تدير شؤون القطاع. ويقول حمزة الأيوبي (11 عاما)، بينما كان يعزف على القانون، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "أقوم بالعزف لمدة ساعتين متتالتين يوميا، من أجل التغلب على أوقات الفراغ وعدم الخروج من البيت". ويوضح الأيوبي، بأن والده شجعه وشقيقه الأصغر على مواصلة دروسهما الموسيقية في المنزل، من خلال اعتماد حصص يومية، يتبادل فيها الثلاثة أدوارهم في العزف. ويضيف الطفل صاحب اللمسات السحرية، "العزف مثل تعلم لغة جديدة، قد ننساها في حال لم نمارسها بشكل مستمر، خاصة وأننا لا نعلم متى ستنتهي أزمة مرض كورونا المتفشي في العالم". ويستمتع الأيوبي بعزف المقطوعات الفلكلورية الفلسطينية مثل (زريف الطول، ووين على رام الله، ومواويل الهوا وعتابا و الميجانا)، إضافة إلى مقطوعات موسيقى لأغاني مطربين عرب مثل (أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش). وبمكان ليس بعيد عن حمزة، يجلس شقيقه بشير ممسكا نايه ليبدأ عزفه لمقطوعة موسيقي لأنشودة "أهلا رمضان"، فيما يتبعه والده بالعزف على الأورغ الكهربائي. ويقول حمزة (9 أعوام) لـ ((شينخوا))، "استطاعت الموسيقى أن تنسينا الوقت الطويل الذي نقضيه في المنزل، دون رؤية أصدقائنا، وأيضا نتعلم مهارات جديدة في العزف من والدنا". وبدأ الطفل الصغير العزف على الناي قبل عامين حيث تعلم ذلك، حين كان يذهب مع والده إلى حفلات الزفاف. ويضيف حمزة، "نحن نعلم بأن مرض كورونا يهدد حياتنا، كأطفال في حال خرجنا إلى الشارع أو اختلطنا بغيرنا من المصابين، لذلك بقاؤنا في المنزل حماية لنا وللآخرين". من جهته يقول أحمد الأيوبي ((37 عاما)) والد الطفلين ل((شينخوا))، "نحن نواجه مرضا خطيرا لا يفرق بين صغير وكبير، لذلك كان واجبي أن أحمي أطفالي وأن أمنعهم من الخروج أو الاختلاط بأي أحد خارج المنزل". ويضيف، "الحياة هنا في غزة ليست وردية، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي تعاني منها، سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حتى صحية"، داعيا المواطنين إلى ضرورة الاعتماد على أنفسهم من أجل تفادي تفشي المرض بينهم. وينصح الأب لأربعة أطفال، أولياء الأمور باستثمار أوقات فراغ أطفالهم، من خلال تنمية مواهبهم وتطويرها في ظل الحجر المنزلي المفروض عليهم، وتجهيزهم لمرحلة ما بعد مرض فيروس كورونا لكي يكونوا لديهم القدرة على الانخراط مجددا في المجتمع. ويقول، "أنا قادر على تشكيل فريق موسيقي شرقي كامل جميع أفراده من عائلتي، فإلى جانب بشير وحمزة، أعمل على تدريب طفلتي الصغيرة للعزف على العود". وحتى اليوم، سجلت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة 17 إصابة بمرض فيروس كورونا، تعافى منهم 10 حالات. وحذرت منظمة الصحة العالمية، السلطة الفلسطينية من احتمالية أن يصبح القطاع المحاصر من قبل إسرائيل منذ 13 عاما من أكثر المناطق المصابة بالمرض في العالم خلال أقل من شهر، في حال استمرّت حالة اللا مبالاة والاستهتار من قبل السكان.

مشاركة :