دمشق 25 إبريل 2020 (شينخوا) مع حلول شهر رمضان المبارك، تشهد أسواق العاصمة السورية دمشق عادة حركة نشطة بقدوم هذا الشهر، الذي يحمل معه طقوس وعادات اعتاد عليها السوريون، إلا أن هذا العام كان مختلفا وانعكس سلبا على الحياة الاقتصادية للناس. ومن يسير في أسواق دمشق هذه الأيام يستطيع أن يلحظ بوضوح تلك الحركة الخجولة التي تسود في الأسواق التي كانت تضج بالحركة والحيوية خلال السنوات الماضية، بالرغم من وجود شبح الحرب التي امتدت لأكثر من تسع سنوات. ويعود السبب في انحسار الحركة النشطة في الأسواق السورية، بحسب خبراء ومحللين اقتصاديين سوريين، إلى موجة الغلاء الشديدة وغير المسبوقة، والتي جعلت الناس تحجم عن الشراء، إضافة إلى الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السورية لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد وألزمت الناس بيوتها. وتفتح المحال التجارية أبوابها بشكل طبيعي يوميا، على أمل أن يأتي السوريون لشراء حاجياتهم لشهر رمضان كما اعتادوا في الماضي. وقال أبو أنس (55 عاما) وهو يسير إلى جانب دراجته الهوائية في أحد أسواق دمشق، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الأسواق هذه الأيام بائسة تكاد تخلو من الناس"، لافتا إلى أنه في مثل هذه الأيام قبل عام كانت الأسواق أشبه بخلية نحل، وغالبية الناس تشتري عدة أصناف من الفاكهة والخضار، وتعد العائلة عدة أكلات للفطور. وتابع، وقد وضع على كرسي دراجته كيسين صغيرين من الخضار، "لم أتمكن من شراء سوى صنفين من الخضار وأسعارهما مقبولة"، مضيفا بحسرة "كيف سيمر علينا هذا الشهر؟". وروت أم نعيم، وهي ربة منزل سورية، كيف تفاجأت بخلو الأسواق من الناس قبل يوم من إعلان بداية شهر رمضان، مبينة أن الأسعار "خيالية" وغير متناسبة مع دخل المواطنين. وقالت "لقد سرق غلاء أسعار المواد الغذائية والخضار والفاكهة بهجة قدوم شهر رمضان"، داعية الناس إلى ضرورة التكافل مع بعضها البعض في هذه الظروف الصعبة وأن تشعر بالعائلات التي لا تملك دخلا شهريا ثابتا. وجلس أبو محمد وهو تاجر خضار في أحد أسواق وسط دمشق منذ ساعات الصباح يرتب بضاعته، لكي يلفت نظر الزبائن، لكن حسب قوله "الحركة كانت محدودة". وقال أبو محمد إن "بقية السوق على هذه الحالة، ربما بعد أيام سأغلق المحل، وأجلس في البيت"، مؤكدا أن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة السورية ساهمت في تخفيف حركة الناس في الأسواق. وأضاف "باتت الناس تشتري بالحبة، والنصف كيلو، بعد أن كانت تبتاع كميات"، لافتا إلى أن الأسعار مرتفعة جدا. واشتكى مدين (39 عاما) ، وهو عامل سوري مياوم، انقطاع سبل عيشه جراء استمرار الحظر الجزئي الذي يمنعه من العمل وكسب قوت يومه. وبيّن العامل اليومي أنه في حال استمر الحظر لأكثر من ذلك، فإن أحواله المادية ستتدهور أكثر ولن يجد ما يقيت به نفسه، بالتالي لن يستطيع البقاء في المنزل وسيضطر للبحث عن عمل لتأمين احتياجاته.
مشاركة :