تثير مآذن المسجد النبوي أشواق المصلين للحرم الشريف لاسيما مع حلول شهر رمضان المبارك شهر التراويح والقيام والاعتكاف , وذلك مع امتداد تعليق الدخول إليه ضمن التدابير الاحترازية للوقاية من جائحة كورونا التي امتدت على خريطة العالم , وتقف شامخة وشاهقة على امتداد طويل يزيد عن مئة وأربعة أمتار في السماء , مبهرة كل من يراها , تاريخ من العمارة , يتكئ على امتداد أصيل يذهب بالباحث إلى المقدم الشريف للمدينة المنورة , فمنذ ارتفع النداء الخالد في البقعة المقدسة , حتى بدأت إرهاصات الحاجة إلى علو ينطلق منه التكبير , فكانت فكرة بناء المآذن أو المنارات في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك حيث شيدت أربع مآذن على كل ركن من أركان الحرم مئذنة ، وفي عهد الدولة السعودية المباركة أبقى المؤسس - رحمه الله - مئذنتي الجهة الجنوبية ، وأزيلت الثلاث الأخر , حيث شيّد عوضا عنها مئذنتين جديدتين في ركني الجهة الشمالية يبلغ ارتفاع كل واحدة سبعين مترًا ، وخلال الأعوام 1406هـ -1414هـ ، أضيفت ست مآذن أخرى لتصبح عشر مآذن ، وصممت بحيث تتناسق مع مآذن التوسعة السعودية الأولى ، وتصطف أربع منها في الجهة الشمالية , والخامسة عند الزاوية الجنوبية الشرقية من مبنى التوسعة , والسادسة في الزاوية الجنوبية الغربية منها أيضًا , وتتكون كل مئذنة من خمسة طوابق تنتهي بقبة بصلية تحمل هلالا برونزيا ارتفاعه 6.70 متر، ووزنه 4.5 طن مطلي بذهب عياره 14 قيراطًا , وفي العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله - تتوالى الجهود وتتضاعف لخدمة المسجدين العظيمين والمشاعر الإسلامية الجليلة , وتؤكد التوجيهات الكريمة دائما على مزيد من العناية والرعاية والاهتمام.
مشاركة :