أكراد سوريا يتقدمون بعمق الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية 

  • 6/23/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

توغلت قوات يقودها الأكراد اليوم الاثنين في أراض سورية يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في دلالة على زخم جديد بعدما استولت تلك القوات بسرعة وعلى غير المتوقع على معبر حدودي من قبضة المجاهدين الأسبوع الماضي. وقال ريدور خليل المتحدث باسم القوات الكردية إن هذه القوات المدعومة بغارات جوية يقودها الأمريكيون ومجموعات أصغر من مقاتلي المعارضة السورية اقتربوا حتى مسافة سبعة كيلومترات من عين عيسى وهي بلدة تقع على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من مدينة الرقة العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة الإسلامية. وجاء التقدم السريع في محافظة الرقة مخالفا لكل التوقعات لمعركة تدوم فترة طويلة بين وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي الدولة الإسلامية الذين خاضوا لأربعة أشهر قتالا من أجل السيطرة على بلدة كوباني الحدودية التي حقق فيها الأكراد أخيرا انتصارا على الجهاديين في يناير كانون الثاني الماضي. والرقة هي المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في سوريا وهو التنظيم الذي أعلن قيام دولة الخلافة على جميع المسلمين من مناطق يسيطر عليها في سوريا والعراق. وتقود الولايات المتحدة حملة ضربات جوية على التنظيم في كلا البلدين الجارين منذ العام الماضي. وكان الأكراد الشريك الأكثر أهمية حتى الآن للحملة التي يقودها الأمريكيون في سوريا حيث لا تتمتع واشنطن إلا بالقليل من الحلفاء مقارنة بالعراق. وكانت الجبهة الكردية في شمال سوريا أحد المصادر القليلة للتفاؤل في القتال ضد الدولة الإسلامية منذ حقق مقاتلو التنظيم مكاسب كبيرة الشهر الماضي بالقرب من العاصمتين دمشق وبغداد. والأسبوع الماضي قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إنه من الواضح أن مقاتلي الدولة الإسلامية قد "تصدعوا" في بلدة تل أبيض التركية التي سقطت في أقل من يومين في ايدي وحدات حماية الشعب الكردية في تطور أدى لقطع طريق الإمداد عن الدولة الإسلامية من تركيا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات تقودها وحدات حماية الشعب الكردية تقاتل الدولة الإسلامية على مشارف قاعدة عسكرية إلى الجنوب الغربي من عين عيسى. وسيطرت الدولة الإسلامية على قاعدة "اللواء 93" منذ استولت عليها من قبضة الجيش السوري العام الماضي. وقال المرصد السوري إنه لو انتقلت السيطرة على تلك القاعدة إلى الأكراد فسيعني هذا عمليا سقوط عين عيسى. وأضاف المرصد قوله إن الآلاف من الناس فروا من عين عيسى نحو مدينة الرقة في اليومين الماضيين. وكان بعض اللاجئين من منطقة تل أبيض اتهموا وحدات حماية الشعب الكردية بطرد العرب والتركمان من أراض استولت عليها هذه القوات من الدولة الإسلامية. وكان أكثر من 23 ألف شخص فروا من شمال سوريا إلى تركيا هذا الشهر هربا من المعارك. ومع استمرار المعارك وإعادة فتح معبر حدودي بدأ بعض اللاجئين العودة إلى تل أبيض اليوم الاثنين. وعاد مئات من السوريين معظمهم نساء وأطفال حاملين أمتعتهم عبر الحدود من بلدة أقجة قعلة التركية. وينفى مسؤولون أكراد طرد أحد من السكان وقالوا إن هذه الاتهامات تهدف إلى إثارة صراع عرقي. ويقول المرصد السوري إنه لا دليل على ارتكاب القوات الكردية انتهاكات ممنهجة رغم وجود حالات فردية. وأثار التقدم الكردي قلق الحكومة التركية التي تخشى أن يؤدي تنامي النفوذ الكردي في شمال سوريا إلى إثار الاضطرابات العرقية بين الأكراد من سكانها. ونقلت أنقرة إلى واشنطن قلقها من علامات على "نوع من التطهير العرقي" في مناطق يسيطر عليها الأكراد بالقرب من تل أبيض.

مشاركة :