قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن لفظ رمضان مشتق من الرمض، وهو: شدة وقع الشمس على الرمل وغيره، وقال الليث: (هو حرقة القيظ)، والاسم: الرمضاء، واشتقت كلمة (رمضان) من هذا المعنى لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر. وأضاف " جمعة" عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي" فيسبوك " أن رمضان مشتق من (رمض الصائم) أي: اشتد حر جوفه ، أو لأنه يحرق الذنوب، وجمع رمضان: رمضانات. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الاحتفالات في مصر برؤية هلال رمضان كانت تبدأ في يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وكانت احتفالات كبيرة وعظيمة علي مدى التاريخ الإسلامي في مصر يحضرها وجوه الناس وكبار رجال الدولة في العاصمة والمدن الكبرى. وأشار المفتي السابق أن المؤرخ إبراهيم عناني -عضو اتحاد المؤرخين العرب- يؤكد أنه في عام 155هـ خرج أول قاض لرؤية هلال رمضان وهو القاضي أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الذي ولي قضاء مصر، وخرج لنظر الهلال، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم دكة على سفح جبل المقطم عرفت بـ دكة القضاة، يخرج إليها لاستطلاع الأهلة، فلما كان العصر الفاطمي بني قائدهم بدر الجمالي مسجدا له على سفح المقطم اتخذت مئذنته مرصدا لرؤية هلال رمضان. وتابع الدكتور على جمعة: كما سن الفاطميون أيضا ما يعرف بموكب أول رمضان أو موكب رؤية الهلال، وهي العادة الحميدة التي استمرت في العصر المملوكي؛ فكان قاضي القضاة يخرج لرؤية الهلال ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس، ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف، وتم في هذا العصر نقل مكان الرؤية إلى منارة مدرسة المنصور قلاوون -المدرسة المنصورية- بين القصرين لوقوعها أمام المحكمة الصالحية مدرسة الصالح نجم الدين بالصاغة، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وفي المآذن وتضاء المساجد، ثم يخرج قاضي القضاة في موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام. وواصل عضو هيئة كبار العلماء: أما في العصر العثماني فعاد موضع استطلاع الهلال مرة أخرى إلى سفح المقطم فكان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية في بين القصرين، ثم يركبون جميعا يتبعهم أرباب الحرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون الهلال، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية، ويعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان ويعود إلى بيته في موكب حافل يحيط به أرباب الطرق والحرف بين أنواع المشاعل في ليلة مشهودة. ونبه المفتى السابق أن الأمر استمر على ذلك حتى أمر الخديو عباس حلمي الثاني بنقل مكان إثبات رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق.
مشاركة :