آلهة مصر القديمة| «باستت»: سيدة الأرضين وربة المرح والسعادة

  • 4/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعددت المظاهر المعبرة عن الحضارة المصرية في أوج مجدها، وكان على رأس هذه المظاهر الآلهة المصرية القديمة التى عبرت عن وجودها الاجتماعي والطبيعى، والتى كانت من ضمن جوانب هذه الحياة بكل ما بها من زخم وتناغم وازدهار.وقد تخطى عدد المعبودات في الحضارة المصرية القديمة الألف معبود التى كانت تمثل جوانب الحياة المختلفة، كالنمو، والشمس، والخصوبة، والفنون، والحياة والموت، وغيرها، إضافة إلى أن العديد من النصوص المصرية القديمة ذكرت أسماء بعض الآلهة دون الإشارة إلى طابعها أو دورها.«البوابة نيوز» تصطحبكم خلال أيام الشهر الفضيل في جولة لتاريخ مصر القديم، فحينما كانت أغلب دول العالم تنام في العراء، وتقتات من الترحال في دروب الصحارى، وتلتحف السماء غطاء لها، كانت مصر قوة ضاربة على كل المستويات، فمصر أول بلدان الأرض التى عرفت الإله ووحدته وعبدته، بل وجعلت لكل قوة كامنة في الطبيعة أو في الحياة المصرية «رمز» يعبّر عنها، أُطلق عليه لقب «إله»، لم يكن هذا الإله يعبد لدى المصريين، ولكنهم كانوا يجلونه ويقدسونه، لاعتقادهم أن روحه تحوى القوة الخارقة المسيطرة على هذا الجانب من جوانب الحياة، وفى حلقة اليوم سنتحدث عن الإله «باستت».عرفت «باستت» بأنها ربة المرح والسعادة والراحة في مصر القديمة، وكان موطن عبادتها مدينة بوباسطة بالقرب من الزقازيق، التى تحولت فيما بعد لمدينة تل بسطة، وصورت الربة بوباستت على هيئة سيدة لها رأس قطة وتمسك في أحد يديها شخشيخة الربة حتحور،وفى اليد الأخرى تحمل سلة، كما صورت في بعض الأحيان على هيئة قطة.ترجع بدايات ظهور المعبودة «باستت» إلى عصر بداية الأسرات حيث عثر على بعض الشقافات والأوانى التى سُجل عليها اسم المعبودة «باستت» في منطقتى «سقارة» و«أبيدوس»، وظهرت كأم معتدلة ومربية للملك في نصوص الأهرام، علاوة على ارتباطها بإمداد المتوقى بالحماية في «نصوص التوابيت» من الدولة الوسطى، نُظر إليها كابنة لرع و«عين رع»، وارتبطت كذلك بالقمر، باعتبارها «عين القمر»، وظلت علاقتها بالمعبود «رع» مستمرة، حتى حينما تُصور في هيئة القطة؛ ولذلك فقد عرفت بـ قطة «رع»، التى تدمر الثعبان عدو رب الشمس.اشتق اسمها من مدينة «باست» وهى مركز عقيدتها في الإقليم الثامن عشر من مصر السفلى، والأرجح أن حيوانها المقدس لم يكن أصلا القطة بل اللبؤة، وقد حملت «باستت» العديد من الألقاب، ومن بينها «سيدة الأرضين، وسيدة الأرباب، وسيدة السماء، وعين «رع» المسالمة، وعين «آتوم»، كما لقبت بـ «سيدة بسطة» ارتباطًا بمكان عبادتها، وهو اللقب الذى ظل متواجدًا في النصوص حتى نهاية التاريخ المصرى القديم.تصور المعبودة «باستت» عادةً في هيئة أنثى الأسد «اللبؤة» جالسة، أو في هيئة آدمية أنثوية برأس اللبؤة أو القطة، كما ظهرت على بعض الشقافات من الأسرة الثانية في هيئة سيدة برأس اللبؤة، وحظيت بأهمية كبيرة وبانتشار واسع لعبادتها عبر مختلف العصور التاريخية القديمة، ولم يتبق من معبدها في «تل بسطة» إلا بعض البقايا القليلة، وقد اتخذ المصريون القطة رمزًا للمعبودة «باستت»، وقد قارنها اليونانيون بآلهتهم «أرتيمس».كما عبدت «باستت» في مصر العليا، حيث شُبهت أو مُثلت بالربة «موت» زوجة «آمـون» في «طيبة»، كما عبدت في «منف»، وحملت هناك لقب «سيدة عنخ تاوى» منذ الدولة القديمة، وامتدت عبادتها إلى «دندرة» التى عرفت باسم «بوباسطة مصر العليا»، كما امتدت عبادتها أيضًا إلى «طيبة»، و«هليوبوليس»، و«بنى حسن»، و«النوبة».للآلهة «باستت» علاقة واضحة بالآلهة سخمت رغم تناقض صفات كل منهما، فالآلهة سخمت توحى بالفزع والخوف وتعرف بأنها آلهة الحرب والدمار بينما الآلهة باستت تمثل الوداعة والشفقة والرحمة، وقد شعر المصريون بهذا الاختلاف فكانوا يتحدثون عن «باستت» كأنها شخص ودود وعن «سخمت» كأنها شخص مخيف، ويرى بعض علماء الآثار أن التشابه بين الآلهة «سخمت» والآلهة «باستت» هو تشابه في المظهر الخارجى وليس تشابهًا في الصفات ووجه التشابه الخارجى هو أن الآلهة «باستت» تمثل أحيانًا في نفس صورة الآلهة «سخمت» أما صفات كل منها فمختلفة ومن ثم لقبت «باستت» بالمحبوبة، بينما لقبت «سخمت» بالمخيفة.

مشاركة :