مغارته العجيبة الباردة صيفاً والدافئة شتاءً، وقممه العالية ذات التركيبات الصخرية الجميلة والمختلفة التي تطل على نخيل محافظة الأحساء والبلدات المحيطة به، تجعل منه موقعاً لسحر الطبيعة واعتدال المناخ. وتمتزج فيه الأعشاب الخضراء الممتدة على سفوحه مع صخوره وحجارته. ويبعد جبل القارة الذي يجسد حضارات هجر المتعاقبة، عن الهفوف عاصمة الأحساء 15 كيلومتراً لجهة الشرق، ويمتد بطول 2 كيلومتر من الشمال إلى الجنوب، وبعرض يساوي ثلاثة أرباع الكيلو، بين قرية التهيمية في الشمال الشرقي، وقرية التويثير في الجنوب الشرقي، وقرية القارة في الشمال الغربي، وقرية الدالوة في الجنوب الغربي. وهو من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء وعرف منذ تاريخ قديم بجبل الشعبان. ويعد من أهم المعالم الجيولوجية في السعودية الذي تتجلى فيه روعة المكان وإبداع الخالق، فهو ليس ككل الجبال، فطبيعته تثير في النفس المتعة والرغبة في التأمل. ويرتفع جبل القارة عن سطح البحر بأكثر من 200 متر، وهو عبارة عن تكوينات صخرية رسوبية من الحجر الرملي الجيري، تأخذ أشكالا وهيئات متعددة، فتارة أشبه بالتماثيل الفرعونية الضخمة، وتارة أخرى تبرز تكويناته الشاهقة كحيوانات أسطورية، وفي بعض جهاته يشبه قصور الأنباط المنحوتة في الجبال في مدائن صالح والبتراء. ويتميز الجبل بجماله ومغارته والإطلالة التي تتيح للزائر مشاهدة منظر رائع للنخيل. بجانب كهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة فهي ليست مجرد تكويناً صخرياً فريدا، بل تخالف أجواء الطقس السائدة خارج الجبل، فهذه الكهوف باردة صيفا ودافئة شتاء. وأيضاً روعة الأنفاق الطويلة الموجودة بالجبل، ولا سيما أنها طبيعية، ولم تشهد تدخل الآلات فيها، وألوان الصخور البيضاء التي اختلطت بالحمراء غاية في الجمال. ويتبع الجبل رأس القارة وهو قمة صخرية، وشط بلدة القارة، وكذلك جبل أبو جيص، وكلها مواقع عليها دراسات استثمارية في الجوانب السياحية لاستغلالها بشكل أمثل كالتسلق والتلفريك والمظلات إضافة إلى إقامة مجموعة من المطاعم حول جبل القارة. وتقع على أطراف الجبل الأربعة أربع قرى هي التويثير والتهيمية والدالوة والقارة، ويطل جبل القارة على مساحات شاسعة من أشجار النخيل والبساتين تمنح الناظر من الأعلى منظرا خلابا، كما يطل على عدة قرى أبرزها القارة التي اتخذ الجبل اسمه منها. واللافت أن الجبل يكاد يخلو تماما من الحيوانات والحشرات الضارة على اختلاف أنواعها. يشار إلى أن بلدية الأحساء أولت جبل القارة الذي تحتل قاعدته مساحة تقارب 14 كيلومتراً مربعاً اهتماماً كبيراً، حيث حسنت مدخله وبعض المواقع السياحية حوله مثل قمة رأس القارة وجبل أبو جيص، والتنسيق جارٍ مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لتطوير المكان، بحيث يصبح وجهة سياحية متميزة في السعودية. ويهدف المشروع إلى دمج الطبيعة الخلابة للجبل بالتراكم الحضاري والتاريخي لـ هجر، لصناعة وجهة سياحية تاريخية بمعايير عالمية، وخلق مشروع متكامل المرافق والخدمات السياحية ليشكل قلب المنظومة السياحية في الأحساء.
مشاركة :