أكد الأمين المساعد لشؤون القطاعات في لجنة الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي فهد الشامري حرص اللجنة على تطبيق معايير العمل المؤسسي للوقاية من أي عوائق داخلية في الإجراءات الإدارية والفنية والمالية. وقال الشامري في حوار لـ «الراي» إن اللجنة لديها رصيد من ثقة المتبرعين ونحتاج إلى مساندة الجهات الرسمية للتصدي للاتهامات الباطلة الموجهة للعمل الخيري، مبينا في الوقت نفسه «العمل الخيري في الكويت لايمكن أن يصل لهذا المستوى من الانتشار والتقدم إلا بوجود دعم قوي رسمي متمثل في قوانين منظمة ورقابة فاعلة وإشراف ودعم»، معتبرا ان رقابة وزارة الشؤون «مصدر قوة وسند». وذكر الشامري ان اللجنة تنفذ حالياً عدداً من المشاريع الكبرى، التي تعد إضافة إنسانية خيرية حقيقية، ومنها مجمع كسلا في السودان، ومجمع رعاية في تنزانيا، ومشروع مستشفى «هرجيسيا» وجامعة الوفاء في إندونيسيا،ومركز الدرة الثقافي النسائي في البوسنة. وأوضح أن الرحمة العالمية والتي تمثل الذراع الخيري الخارجي لجمعية الإصلاح الاجتماعي تقوم بتقديم مساعداتها في 42 دولة، فقد قدمت خلال أكثر من 32 عاماً آلاف المشاريع الخيرية.وعن الشراكات في العمل الخيري، أكد الشامري أن الشراكة مع المؤسسات الخيرية المختلفة تأتي في إطار توسعة مظلة العمل الإنساني ونشر روح العطاء الخيري والتطوعي بين أفراد المجتمع المحلي لمساندة الضعفاء والمحتاجين أينما كانوا.وإلى نص الحوار: • بداية إلى أين وصلتم في مشاريع رمضان؟ بداية نهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، ويأتي رمضان فيجلب معه الخير، فهو شهر الخير والطاعة والصيام والقيام وتلاوة القرآن، وهو شهر العبادات، وشهر مضاعفة أجر الأعمال، يتسابق فيه الجميع إلى مرضاة الله ونيل أعلى درجات الأجر، ويأتي رمضان ليرسم البسمات على وجوه الكبار قبل الصغار، فمن منّا لاينتظر هذا الشهر كل عام؟ ننتظره كي نشحن إيماننا من جديد، وننتظره كي نستعيد الخير الكامن في نفوسنا وإنسانيتنا نحن ننتظره لكي ننعم بالسكينة والراحة. ورمضان هذا العام يأتي في ظل واقع مؤلم، فالكثير من الدول تتعرض لكوارث متنوعة بين أزمة سورية وغزة واليمن والنيبال، والجوع والجفاف في أفريقيا، كلها مشاهد مؤلمة ستجعل من رمضان ليس موسماً للخير فقط بل موسماً تفريجاً من كل كرب بعطاء أهل الخير. فعدد النازحين السوريين في ازدياد، فهناك ما يقرب من مليون شخص نزحوا داخل سورية العام الماضي، ليرتفع عدد النازحين إلى 7.6 مليون شخص، ما يمثل 40 في المئه من عدد السكان، هذا بخلاف عدد اللاجئين الذين تجاوزت أعدادهم 3 ملايين شخص 50 في المئه منهم نساء وأطفال، وهم يعانون من مشاكل وأعباء تتعلق بتوفير الإحتياجات اللازمة لمواصلة الحياة، سواءأ كانت تلك الحاجات غذائية أوصحية أو إحتياجات يومية للأطفال. بينما تجاوزت في غزة نسبة الفقر 50 في المئة، ومع انقطاع الكهرباء واختفاء والوقود فإننا نتحدث عن أكثر الأماكن ظلمة في العالم لما يقرب من مليون ونصف شخص، ناهيك عن الأحداث في بعض الدول العربية الأخرى مثل الأحداث في اليمن في ظل وجود تقارير تتحدث عن سوء الأوضاع هناك، فتقارير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أظهرت أن اليمن بات على أعتاب أزمة غذاء كارثية، وعلى أهل الخير دعم مشاريعنا في الرحمة العالمية لتخفيف آثار أزمة الغذاء والدواء الراهنة في اليمن، إلى جانب الاحتياجات الأخرى المتمثلة في توفير المياه والصحة والتعليم وغيرها من المتطلبات الأساسية للشعب اليمني. ومشاريع الرحمة العالمية تأتي امتداد لمشاريعها التي تقوم بها من إفطار للصائم، وكفالة الأيتام، وبناء للمساجد، وإغاثة اللاجئين، وغيرها من المشاريع الموسمية التي تقوم عليها الرحمة العالمية في رمضان وغيره. • لديكم مشاريع إغاثية وأخرى تنموية.. حدثنا عنها؟ -لدينا محوران نعمل عليهما، الأول: هوالعمل الإغاثي وذلك من خلال توفير حاجات واحتياجات أساسية، أما الآخر فهو العمل الخيري التنموي والذي نعتمد فيه بناء الذات والقدرات وتنميتها كمشاريع الكسب الحلال وغيرها، بمعنى أننا نقوم على تنفيذ مشروعاتنا الإغاثية بتوفير ما يعين المحتاجين والمنكوبين على أوضاعهم الصعبة، ونوفر الحاجات الأساسية «المأكل والملبس والصحة»،أما المشروعات الخيرية التنموية - وهو الشق الذي نهتم به ولنا فيه بصمة- فتركز على التعليم والتربية والتدريب والرعاية الاجتماعية والتدريب المهني والمساعدة في الكسب الحلال والذي يهدف إلى إعفاف الأسر بشكل أساسي، عبر تمكين العائل للأسرة من مورد يوفر له دخلاً ثابتاً، كما أن تلك المشاريع تختلف بطبيعة كل منطقة وأوضاعها وما يناسبها من مشروعات، ففي بعض المناطق يتم الاهتمام بالمشاريع الزراعية والمواشي وتربية الحيوانات المنتجة كالغنم والدواجن، بينما يتم التركيز في أماكن أخرى عبر توفير عربات الطعام أو مراكب الصيد كمشاريع أكثر ملائمة كما في دول آسيا، ومشروعات التأهيل التنموي والمهني والذي يستهدف التعليم أو التدريب المهني للتقليل من البطالة العالمية المنتشرة بين الشباب، ومنحهم فرص التوظيف أو العمل عبر مشروعات صناعية صغيرة ومتوسطة، فلدينا 37 مجمعاً تنموياً في أسيا وأفريقيا وأوروبا والمنطقة العربية، ولدينا 22 معهداً حرفياً وفيناً، بالإضافة إلى مشاريع المخابز الخيرية والذي من خلاله يتم توزيع الخبز الخيري على الفقراء ودور الأيتام، بالإضافة إلى مشاريع الإطعام الموسمية والتي أصبحت مصدراً لإنقاذ ودعم الأسر المستفيدة والتي تعيش أوضاعاً معيشية صعبة. • وماذا عن التعليم؟ -نعلم أن نسبة الأمية في دول العالم بلغت حوالى 40 في المئه وفقاً لما نشرته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيكو»، وقد حظيت الرحمة العالمية بتميز واضح في مجال رعاية الأيتام غير القادرين على متابعة دراستهم نتيجة لغياب العائل، ولذلك أسست عدداً من دور الأيتام التي تستوعبهم، وتقدم برامج تعليمية ودراسية في مراحل التأسيس الابتدائية، كما أن الكفالة في الرحمة العالمية تنقسم إلى نوعين الأول الكفالة المنزلية وهي الكفالة النقدية التي تعطى لليتيم المقيم مع أسرة تعيله، والثاني الكفالة الشاملة وهي التي تتم في مجمعات الأيتام التي أسستها وتشرف عليها الرحمة العالمية. • ماذا عن المشروعات الصحية؟ -راعت الرحمة العالمية المشروعات الصحية، فقد أخذت على عاتقها إنشاء مستشفيات ومراكز صحية في بلدان كثيرة، وهذه المشاريع تقوم بدورها لعدد من المناطق المحيطة بها، خاصة في أفريقيا كمستشفى جيبوتي الذي أصبح نموذجاً رائداً في مجال الخدمات الطبية الخيرية، ومستشفى الكويت التخصصي في غزة، كما أسست الرحمة العالمية عدداً من المؤسسات الصحية نظراً للظروف الصحية التي تمر بها بعض البلدان، بالإضافة إلى أن الرحمة قامت بتسيير عدد من القوافل الطبية. • ما نوع الدعم الذي تقدمونه للفقراء خارج الكويت؟ -بداية نحن نفضل استخدام مصطلح مستحق على المستفيدين من مشاريعنا، فهي حقوق لهم نقوم بخدمتهم في أدائها بدعم المحسنين، أما يتعلق بالمشاريع فإن الرحمة العالمية تقوم في مجال عملها الإنساني والخيري بتقديم خدمات خيرية وإنسانية متنوعة اجتماعية، تثقيفية، تعليمية، صحية، تنموية....على حسب الأوضاع والظروف المعيشية للبيئة التي نعمل بها، إلا أن مايميز عملنا ومن خلال الرحمة العالمية في استراتيجيتها الخيرية. • وماذا تستهدف تلك الإستراتيجية؟ - نستهدف بناء الإنسان، والمساهمة في التنمية، وإبراز البعد الحضاري في العمل الإغاثي، كما أننا لا نقدم خدمة الخير فقط، بل نقدم خدمة الخير وفقاً لأرفع معايير الجودة، أما بالنسبة لبناء الإنسان فنحن لانقدم فقط الطعام والشراب وإن كان ذلك موجود، ولكننا نقوم بتقديم الرعاية بشكل أكثر شمولاً «طعام وصحة وتعليم وكسب». • وماذا عن المساهمة في التنمية؟ وكيف تكون؟ -الإنسان الذي نعينه نجعله جزء من تنمية وطنه، نافعاً لنفسه وغيره، والحمد لله لدينا من أبناء الأيتام والأسر التي نرعاه مَن حازوا أعلى الشهادات والخبرات، ليسهموا في خدمة وطنهم، فبحمد الله لدينا على سبيل المثال في سريلانكا 11 طالب ماجستير، و4 دكتوراه، وفي قرغيزيا لدينا جامعة تضم 500 طالب وطالبة، وتم اعتماد مرحلة الدراسات العليا وهي جامعة «محمود كشغري»،وفي جيبوتي أصبح أيتام «مجمع الرحمة» هم المشرفون والمشرفات على أعماله، كما وقعت الرحمة العالمية برتوكول تعاون بين مجمع الرحمة في جيبوتي والذي يخدم أكثرمن 700 طالب ويتيم مع جامعة بني سويف في مصر وجامعة إفريقيا العالمية بالسودان وبموجبهما تتعهد كلا الجامعتين بمنح المجمع مقاعد دراسية سنوياً للأيتام الخريجين من الثانوية الصناعية داخل المجمع ليكملوا تعلمهم ويحصلوا على شهادة البكالوريوس معتمدة في الهندسة. • وكيف يمكن إبراز البعد الحضاري في العمل الإغاثي؟ -هذا عصب إستراتيجية العمل في الرحمة العالمية، وبالتالي نجد أن المحورين السابقين «بناءالإنسان – والمساهمة في التنمية» هما الطريق المؤدي للمحور الثالث، والحمد لله الآن لدينا شراكات فاعلة في الدول التي نعمل بها في هذا المجال، والكثير من المجتمعات التي نقدم فيها خدمة العمل الخيري، فقد أصبحنا جزءاً من تنمية هذه المجتمعات، وهذا ما نراه في تصريحات المسؤولين هناك، وفي النهاية فإن أهم ما يميز تجربة عملنا أننا لا نقدم خدمة الخير فقط، بل نقدم خدمة الخير وفقاً لأرفع معايير الجودة، ونستهدف ذلك بشكل أساسي، وفي إطار تقديم خدمة بأعلى جودة فقد حققنا في ذلك إنجازات عدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، تجربة جامعة محمود كاشغري والتي تم اختيارها أخيراً وفق جريدة «كريجى» الأسبوعية الشهيرة بـ«يشكيلو» في قيرغيزستان كأفضل جامعة على مستوى جمهورية قيرغيزيا للعام 2012 بعد منافسة شديدة مع أعرق الجامعات المحلية القيرغيزية، كما حصل مكتبنا في اليمن على جائزة الأيزو 9001، وجائزة مجلس التعاون الخليجي في التنمية المستدامة، كما حصلت الرحمة العالمية على المركز الأول في قائمة فوربس للمؤسسات الأكثر شفافية في العالم العربي، كما أن تجربتنا تؤمن بقيمة وأهمية العامل البشري، وبالتالي لدينا تجربة فريدة في برامج تطوير الأداء والتدريب، واتساع العمل وانتشاره بطرق أكثر إبداعاً وتطوراً، والحمد لله لدينا خطة واضحة للتدريب لرفع مستوى وكفاءة العاملين لدينا في جميع المستويات، ولدينا مركز تدريب في إندونيسيا يتم فيه تنظيم دورات تدريبية مركزية للعاملين في المكاتب الخارجية وخاصة المستجدين. • ماذا عن رؤية اللجنة للشراكات في العمل الخيري؟ -الشراكة مع المؤسسات الخيرية المختلفة تأتي في إطار توسعة مظلة العمل الإنساني ونشر روح العطاء الخيري والتطوعي بين أفراد المجتمع المحلي لمساندة الضعفاء والمحتاجين أينما كانوا، اتساقاً مع تعاليم ديننا الحنيف والنهج الخيري لدولتنا الحبيبة وقيادتها الرشيدة، ونسعى في الرحمة العالمية إلى إقامة جسور التعاون والتنسيق بين هذه المنظمات والهيئات الخيرية المختلفة ووضع الأطر العملية لتحقيق التعاون الجاد والمثمر والأهداف المشتركة وتعزيز الشراكة الإنسانية والدولية معها، في وقت لم يعد العمل الخيري مقصوراً على الجهود الإغاثية التقليدية فقط، وإنما يقوم بدور رئيس في تنمية المجتمعات والارتقاء بها والعمل على توفير حياة كريمة لها. • وماذاعن جهودكم الإغاثية للشعب السوري ؟ -حقيقة ينبغي أن تذكر، وهي أن معظم الجمعيات الخيرية في الكويت كان لها دور في دعم الشعب السوري، ومنذ الأسابيع الأولى لمأساة الشعب السوري والكويت حكومة وشعباً تولي اهتماماً بالغاً بالأوضاع الإنسانية للشعب السوري، وكان للرحمة العالمية دور بارز في تقديم جهود إغاثية،حيث ساهمت وبشكل فاعل في التخفيف من المعاناة، وتميزت تجربة الإغاثة من جانب قطاع الرحمة بالوفود الإغاثية التي نظمتها، وذلك بمشاركة لفيف من المتطوعين ورجال الأعمال والناشطين في العمل الخيري والإغاثي وبمشاركة فاعلة من إعلاميين ودعاة. • هناك مشاريع عدة تنفذها الرحمة العالمية حالياً على إنشائها.. ما أبرزها؟ -الرحمة العالمية تنفذ حالياً عدد من المشاريع الكبرى، ستكون إضافة إنسانية خيرية حقيقية، ومنها مجمع كسلا في السودان؛ والذي بدأ تنفيذه، ويعتبر هذا المشروع من المشاريع المميزة التي تقوم الرحمة العالمية بتأسيسها بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية ومبرة الرشايدة؛ حيث توفّر المحضن التربوي والتعليمي للأيتام الذين هم بأمسّ الحاجة إلى من يرعاهم، وتوفر الرحمة العالمية للأيتام سبل المعيشة والترفيه والتثقيف والتعليم، وأجواء الرعاية التربوية والاجتماعية والنفسية، وتبلغ تكلفة المشروع 1,808,920 ديناراً بمساحة 14,630م2 وسيشتمل على مسجد – مدرسة – دار أيتام – مستشفى – وحدة غسيل وكي الملابس – الخدمات – الإدارة والمخازن –– سكن الأطباء ويقدم خدماته لـ640 يتيماً. وهناك أيضاً مجمع رعاية في تنزانيا، والمشروع يعد تجربة نموذجية في خدماته التي سيقدمها؛ حيث تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 1868429 ديناراً، وسيحتوي خدمات تعليمية للأيتام تشمل الإبتدائي والمتوسط والثانوي، ومخبزاً خيرياً، ومعهد تدريب وتأهيل مهني، ومسجداً، ودار رعاة للأيتام، ومستوصفاً طبياً. بالإضافة إلى إطلاق مشروع إنشاء مستشفى «هرجيسيا» في الصومال بكلفة 702 ألف دينار، ويمثل هذا المشروع إضافة نوعية للمشروعات الخيرية الكويتية في الصومال، في ظل معاناة أبناء الشعب الصومالي نتيجة الأزمة الصحية التي يعانونها لضعف الخدمات الصحية، خاصة في مجال الأمومة والطفولة والأمراض المعدية والمستوطنة، حيث إن 43 في المئه من سكانه في فقر مدقع، ويرتفع هذا الرقم إلى 53 في المئه بالمناطق الريفية بجانب أن الصومال تصنف ضمن دول المنطقة الحمراء بالنسبة للأمراض المعدية. ولا يفوتنا الحديث عن مشروع التعليم الرائد، والذي يعتبر ضمن المشاريع الإستراتيجية للرحمة العالمية، وهو مشروع «جامعة الوفاء» في أندونيسيا، وهذه الفكرة جاءت من الإقبال الكبير على معهد اللجنة معهد إعداد المعلمين في جاكرتا الذي أنشأ العام 2005م، ويستوعب المعهد حالياً 180 طالباً في تخصص الشريعة، وسيكون مبنى الجامعة مجهزاً بأحدث الوسائل العصرية والتي ستتيح للطالب السكن والدراسة واستخدام المرافق الملحقة بشكل مريح وبتكاليف رمزية، وستكون الجامعة منارة علمية وأكاديمية للطلبة القادمين من الجزر النائية والمتعطشون لتعلم اللغة العربية وأحكام الشريعة الإسلامية، وستقبل الجامعة الطلبة من الفيلبين وكمبوديا وتايلاند، على أن تكون لغة الدراسة باللغة العربية لجميع مواد الخطة الدراسية في الكليات الثلاث، وستبدأ الجامعة التدريس بثلاث كليات رئيسة وهي اللغة العربية، الشريعة، والاقتصاد بالإضافة إلى مشروع المدرسة الفنية بنغلاديش، والذي يستهدف حوالي 110 طلاب من الأيتام الذين أكملوا المرحلة المتوسطة ولايرغبون في مواصلة الدراسة الأكاديمية، بالإضافة إلى المركز الثقافي الإسلامي في كمبوديا والذي يستهدف فئات عمرية متنوعة من الصغار والشباب والكبار من الجنسين،حيث يقدم عدة خدمات تتجسد في دورات الكمبيوتر، واللغة الإنكليزية، وأخرى في اللغة العربية، وأنشطة الترجمة وطباعة الكتب الإسلامية، والأنشطة الصحية عبر ثلاثة عيادات رياضية، وترفيهية، وتأهيلية. كما نعمل على إنشاء مشروع مركز الدرة الثقافي النسائي في البوسنة، وهو عبارة عن مركز تأهيل وتدريب نسائي، ويضم أيضاً سكناً للطالبات البوسنيات الدراسات في الجامعات والمعاهد الموجودة في مدينة توزلا، ويقدم المركز العديد من الخدمات للفتيات البوسنيات، منها: الدورات التدريبية في النواحي الشرعية والاجتماعية والإدارية والتنمية البشرية. • ما أبرز المعوقات التي تواجهكم في عملكم؟ -الرحمة العالمية حريصة على تطبيق معايير العمل المؤسسي وذلك للوقاية من أي عوائق داخلية في الإجراءات الإدارية والفنية والمالية، ولدينا رصيد من ثقة المتبرعين - بفضل الله تعالى –كبير يساهم في معالجة مشاكل التمويل الخيري للمشروعات، وما نحتاجه هومساندة الجهات الرسمية المسؤولة عن العمل الخيري لجهودنا الخيرية، والتصدي بشكل أكبر للاتهامات الباطلة التي يتهم بها العمل الخيري، وخططنا لمواجهة ذلك هو ترسيخ الشفافية في سائر أعمالنا وتقديم الخدمة الخيرية لمتبرعينا وفق أفضل معايير الجودة. • كيف ترون إقبال أهل الخير؟ -أهل الكويت لا يتوانون لحظة واحدة في الإقبال على أعمال الخير لدعم المشاريع الخيرية التي تنفذها جهات ومؤسسات العمل الخيري في الكويت، وهذا إن دل غعبى شئ فإنما يدل على معدن أهل الكويت الأصيل الذي يظهر جلياً في أوقات الشدة والأزمات، ولذلك فإن الكويت قيادة وحكومة وشعباً امتدت يدها بالعطاء إلى كل دول العالم في أعمال الخير وإغاثة المنكوبين جراء الكوارث الطبيعية والحروب والأزمات لمختلف الدول سواء كانت إسلامية أوغير إسلامية، وخير دليل على ذلك تكريم الكويت كمركز إنساني ممثلة في سمو الشيخ صباح الأحمد كقائد للعمل الإنساني بتكريم واعتراف أممي من قبل أمين عام الأمم المتحدة. فالكويت دائماً سباقة في المبادرات الإنسانية والإغاثية للمتضررين من الكوارث والحروب والأزمات، ومشاريع الخير الكويتية جابت الكرة الأرضية ووصلت إلى كل مكان في العالم بفضل الله عزوجل ثم بفضل أهل الخير والعطاء، وكذا بجهود القائمين على العمل الخيري والإنساني والتطوعي في الكويت، ولذلك علينا ككويتيين أن نتكاتف جميعاً يداً بيد لتحقيق مزيد من الدعم والتقدم للعمل الخيري الكويتي، وأطالب أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء وذوي القلوب الرحيمة بدعم مشاريع الخير التي تنفذها الرحمة العالمية كي تعود بالنفع على كل مسلم في حاجة إلى الدعم والعون والمساعدة، وهذا هو واجبنا كمسلمين تجاه إخواننا المسلمين من أصحاب العوز والحاجة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهروالحمى». • كيف تقيم تعامل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ؟ -العمل الخيري في الكويت لايمكن أن يصل لهذا المستوى من الانتشار والتقدم إلا بوجود دعم قوي رسمي متمثل في قوانين منظمة ورقابة فاعلة وإشراف ودعم، وحقيقة فإن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لاتألوا جهدا في القيام بهذه المهام، والعلاقة بيننا كمؤسسة خيرية وبين الوزارة علاقة جيدة، ونأمل مزيداً من التطويروهوما نعمل عليه، والوزارة مشكورة بالقائمين عليها فهي لاتتأخر في ذلك، ورقابتها علينا هي سند لنا ومصدر قوة، فنحن وكما أشرت نعمل وفقآ لآليات و معايير عالمية وهذه المعايير تتطلب وجود هذا الدور من قبل الوزارة. ونظراً لأن جهود الخير التي نقدمها تتركز على الخارج فإن وزارة الخارجية مشكورة لها جهد أيضاً في رسم هذه اللوحة الحضارية لكويت الخير، وحقيقة فإن دورها مشهود، وتفاعل سفرائنا معنا في معظم الدول التي نعمل بها واضح، ما يدفعنا دوما للأمام بخطى ثابتة.
مشاركة :