عبد اللطيف الزبيدي ما رأيك اليوم في السكوت عن الكلام المباح؟ سينقل القلم إليك باقة من الطرائف الكورونية التي انبثقت في الأذهان الفرنسية. تبلغ التراجيديا أوجهاً، حين تنبلج في دياجيها ومضات برق الكوميديا. المثل العربي العريق «شرّ البليّة ما يضحك»، هو بيقين أعمق وأبلغ من ظاهره اللغوي. كلمة «شر» في هذا الموضع تعني القمة، الذروة، وليس المقصود نقيض الخير أو أسوأ ما في البلية وأنكى ما فيها. دعنا من التنظير والتحليل، ولننطلق فوراً إلى النوادر، حتى لا نقضي الليلة في دوزان العود. في اليوم الثالث لحظر التجول، قالت لي زوجتي: اذهب في جولة عبر الشوارع، وسوف أسدد مبلغ الغرامات...الزوج أمامه مخطط الشقة، يقول لزوجته: أنا أفكر في المكان الذي سأقضي فيه عطلة نهاية الأسبوع...الطفل: ماما، هل أنا ابن بالتبني؟ الأم: إلى حد الآن، لا، فلم نحجز إعلاناً في الجريدة إلا أمس...الكلب: اللعنة: لم يبق فرد في الحي إلاّ وأخذني للنزهة، هلكت، من هذا اللعين كوفيد؟ مكتب التوظيف: ثمة ثغرة في سيرتك الذاتية، ماذا كنت تفعل في 2020؟ المتقدم للوظيفة: كنت أغسل يديّ...الأم على الهاتف: السيد المدير، الآن سمعت بخبر إغلاق المدارس. بشّرني، هل سيكون الإغلاق والتلاميذ في الداخل؟..إذا ظلت المدارس مغلقة طويلاً، فإن الأمهات سيكتشفن لقاحاً للفيروس قبل العلماء...بعد شهرين من إغلاق صالونات التجميل، ستختفي 90% من الشقراوات...حظك اليوم، لجميع الأبراج من الحمل إلى الحوت: لا تحزن يا ولدي، فالحجر عليك هو المكتوب. ربة البيت: عجيبة، كيس الأرز أبو كيلو فيه 7759 حبة، بينما كيس آخر من الشركة نفسها وأبو كيلو أيضا، لكن فيه 7789 حبة...الزوج يهاتف صديقه: اليوم تناولت قهوة مع زوجتي، إنها تبدو ظريفة...الزوجة: أليس خطأ أننا اشترينا تقويم هذا العام؟..ربّ البيت: الحجر المنزلي جيد، فقد بدأت أتقن حشو العدس. القصة حبالها طويلة، لكن، بالله عليك، ما العمل؟...ترتيب شهور 2020: يناير، فبراير، كمامة الأول، كمامة الثاني، كمامة الثالث...الصديق: أراك منزعجاً من الحجر المنزلي، اشكر ربك يا أخي، أنت لم تفكر في المصيبة الأدهى لو انقطعت الانترنت مع الحجر والعزل وحظر التجول...مسك الختام ومضة ثقافية تقول: ننتظر منك الكثير، فشكسبير عندما وُضع في القرنطينة أيام الطاعون، كتب مسرحية «الملك لير» الآن دورك! لزوم ما يلزم: النتيجة الأدبية: المأساة هي أن يطبّق القارئ على القلم مقولة دوستويفسكي: «عندما يخفق الذكاء،يتدخل الشيطان». abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :