كتب أحمد إيراهيم أبرزت عدة دوائر سياسية في العالم ما يمكن وصفه بالرفض السعودي أو الدولي عموما لما طرحه الحوثيون منذ فترة بشأن إمكانية إبرام صفقة سياسية مع الرياض يتم بموجبها الإفراج عن بعض من المعتقلين الفلسطينيين، وهم المعتقلون ممن تتهمهم دوائر سياسية في الرياض بالانتماء لحركة حماس، الأمر الذي زاد من دقة هذا العرض. وتشير بعض من الصحف الغربية الصادرة أخيرا، والتي تتابع وتحلل السياسات التي ينتهجها الحوثيين إلى دقة هذه القضية، ملقية الضوء على تداعيات هذه القضية. واشارت بعض من التحليلات إلى تأخر أي رد سعودي على هذا العرض الحوثي، وهو التأخر الذي يحمل الكثير من الدلالات التي تشير إلى إمكانية عدم القيام بأي خطوة أو تفاعل سعودي ردا على العرض الحوثي الأخير الذي يعرض على السعودية إمكانية مبادلة عدد من أسرى المملكة المتواجدين في قبضتهم مقابل الإفراج عن بعض من القيادات الفلسطينية الموجودة في السعودية. المثير للانتباه أن بعض من القيادات التابعة لحماس أشارت وفور الإعلان عن هذا العرض إنه مجرد عرض دعائي الهدف منه فقط التريج للحوثيين دون تحقيق أي مكاسب سياسية على ارض الواقع. بدورها أبرزت بعض الدوائر ما وصفته بالتأخير في إبرام هذه الصفقة أو حتى اي تفاعل سعودي للموافقه عليه، الأمر الذي بات ملاحظا الآن رغم الهدوء الحذر الذي تعيشه اليمن منذ تفشي وباء كورونا ومساهمته في الإعلان عن هدنة تقارب الشهر بين الحوثيين وقوات التحالف. واهتمت بعض من الصحف الغربية بهذه النقطة، مشيرة في ذات الوقت إلى عدم واقعية هذه الصفقة ووجود الكثير من العقبات أمامها. وقال مصدر فلسطيني لصحيفة الجارديان، إن جماعة الحوثي ومع الإعلان عن هذه الصفقة كانت ترغب فقط في تحقيق عدد من الأهداف، أولها محاولة تحسين صورة هذه الجماعة عربيا وظهورها في صورة الجماعة الوطنية العربية التي تناضل من أجل القضية الفلسطينية بعيدا عن أي أجندات خارجية، وهذا هو ما أعلنته الكثير من المصادر السياسية التي وصفت هذا العرض من جماعة الحوثي بالمناورة السياسية التي تهدف فقط إلى حصد المكاسب. بالإضافة إلى أن الهدف من هذه الخطوة تمثل في محاولة الترويج للحركة على الصعيد الشعبي العربي ولا يمثل بأي حال من الأحوال خطوة جادة للإفراج عن عناصر حركة حماس، ومحاولة تحقيق أي مكسب سياسي للحوثيين بين القوى العربية وإظهارها في صورة الحركة التي تدافع عن القضية الفلسطينية وليس الحركة السياسية المرتبطة بإيران والتي تنفذ اجنداتها الخارجية أو الإقليمية في الشرق الأوسط. وأوضح المصدر، أن الحركة كانت تدرك أيضا أن شعبيتها تنهار في الكثير من الأوساط العربية، الأمر الذي دفعها لاستغلال هذه القضية والتلويح بإمكانية قبولها بعملية مبادلة الأسرى رغبة منها فقط في حصد اي مكاسب سياسية، وهو ما بات واضحا من خلال التصريحات التي أدلى بها مسؤولين حوثيين تعليقا على هذه الصفقة. اللافت أن الرد السعودي الرسمي كان متحفظا في التعاطي مع هذا العرض الحوثي، باستثناء تصريح أو بالأصح تغريدة كتبها الأمير ، عبدالرحمن بن مساعد معقبا على هذا العرض، قائلا حوثي إيران التي بها فيلق القدس الذي قاتل في كل مكان إلّا القدس ورئيسه سليماني الذي قتل 500 ألف سوري وأسمته حماس شهيد القدس رغم أنها بررت خروجها من سوريا برفضها لتعامل بشار مع شعبه.. حماس نفسها هي من زار رئيس الموساد قطر طالبًا دعمها شهريًا بملايين الدولارات ونفذت قطر طلبه.. يا للعبث! حوثي إيران التي بها فيلق القدس الذي قاتل في كل مكان إلّا القدس ورئيسه سليماني الذي قتل500 الف سوري وأسمته حماس شهيد القدس رغم أنها بررت خروجها من سوريا برفضها لتعامل بشار مع شعبه.حماس نفسها هي من زار رئيس الموساد قطر طالبًا دعمها شهريًا بملايين الدولارات ونفذت قطر طلبه..ياللعبث! https://t.co/hvb3g9aXFG — عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز (@abdulrahman) March 26, 2020 من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة “عدن اليوم”، الصحفي فتحي بن لزرق: “إن العرض لا يتجاوز كونه مناورة سياسية بائسة”، مضيفًا أن الحوثي يريد تحقيق مكاسب سياسية “عبر دغدغة العواطف والمشاعر العربية في ما يخص قضايا المقاومة الإسلامية (حماس)، والمقاومة بشكل عام في فلسطين”. وتابع بن لزرق في تصريخات إعلامية له قائلا”: “نحن أمام حالة متاجرة سياسية لا أكثر ولا أقل؛ فهناك عديد من القضايا التي يمكن أن يتفاوض فيها الحوثي مع السعودية”.
مشاركة :