أكد تقرير نشره موقع «oilprice.com» أن اعتماد منتجي النفط، خصوصاً الدول العربية وروسيا، على الصين لاستهلاك غالبية إنتاجهم المستقبلي، يعدّ لعبة خطيرة، مشيراً إلى أن المنتجين العرب تضرروا بشدة جرّاء انهيار الطلب الصيني أخيراً.وأفاد التقرير بأنه ينبغي على واضعي الاستراتيجيات في «أوبك» أن يتراجعوا وينظروا إلى ما وراء الصين عندما يتعلق الأمر بالمصالح الاقتصادية، مؤكداً أهمية أن تقيّم كل من دول المنظمة وروسيا الخيارات التي تنظر فيها دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بدعم من دول أخرى، في ما يتعلق بإعادة هيكلة سياساتها في الصين.وبيّن أنه ستكون هناك حاجة لمناطق ناشئة جديدة لزيادة مرونة الاقتصاد العالمي، على أن هذا التحول سيؤثر بسرعة وبشكل كبير على التدفقات التجارية للطلب على الطاقة في المستقبل، لافتاً إلى أهمية أن تأخذ كل من الكويت والسعودية والإمارات وقطر هذا الأمر في الاعتبار قبل أن تواجه الأمر الواقع.ووفقاً للتقرير، تسبب فيروس كورونا في إحداث تحول في العلاقات الدولية، مع عودة ملحوظة للنزعة القومية للتأثير على السياسات الاقتصادية لاثنين من أكبر القوى الاقتصادية في العالم، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منوهاً إلى أنه في حال فشلت هذه القوى في التحرك، فإن مستقبل النفط والغاز بالنسبة لدول «أوبك» سيتضرر بشدة بسبب انخفاض الطلب الصيني، وأن دول المنظمة تحتاج إلى نهج جديد يركز على المرونة في سياساتها الاقتصادية بدءاً من الآن.وأوضح التقرير أن الافتقار للمرونة في النظام الاقتصادي العالمي، لا سيّما عندما يتعلق الأمر بالإنتاج والتجارة، سيؤثر سلباً بشكل كبير على الصين في السنوات المقبلة، لافتاً إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى مرونة قائمة على نظام اقتصادي متنوع لمواجهة الأزمات أو الأوبئة الدولية المستقبلية والتخفيف من أثرها. وبحسب «oilprice.com»، يعاني قطاع النفط العالمي من مزيج من تحديات تشمل الأسعار المتراجعة، والمخزونات الزائدة، إلى جانب الهبوط الكبير في مستويات الطلب، علاوة على الدعوات التي تنادي لإحداث ثورة في استخدام الطاقة المتجددة في حقبة ما بعد فيروس كورونا.وبيّن التقرير أن منتجي «أوبك»، وبعد عقود من منح الأولوية للاقتصادات الغربية، غيّروا مسار استثماراتهم وإستراتيجيات النفط والغاز للاستيلاء على الأسواق الآسيوية في المستقبل. وقبل وباء كورونا، كانت الصين بالفعل مركزاً عالمياً رئيسياً للتجارة والاستثمارات والتأثير الجيوسياسي، وفي حين أن بعض التقارير كانت تحذر من الوضع الاقتصادي والمالي المقلق في الصين، كان المستثمرون والمشغلون الرئيسيون يضعون بكين في صدارة أهدافهم الاستثمارية.وأضاف «تذهب الحجة إلى أن الصين ستكون دائماً شريكاً حيوياً بسبب عدد سكانها الضخم وتزايد نفوذها السياسي والاقتصادي. ثم جاء فيروس كورونا، والذي لا يبدو أن أحداً كان يعتقد أن يصبح حقيقة واقعة. إلا أنه الآن وبعد الأحداث التي شهدناها، فإن التداعيات المحتملة الرئيسية لهذا المرض أكبر بكثير مما يعتقد معظم الناس». وبحسب التقرير، لا يعرف حتى الآن المدى الحقيقي للضرر الناجم عن فيروس كورونا، في حين أن شبكة نفوذ الصين تتكشف الآن، حيث أصبح من الواضح مدى خطورة الاعتماد بشكل كبير على دولة واحدة فقط في التجارة والأمن الدوليين.من ناحية أخرى، أشار التقرير إلى أن التطور التالي والذي يمكن رؤيته بالفعل في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الرئيسية، هو إعادة التفكير في المشاريع الاستثمارية المستقبلية أو خطط التمويل الحالية، وإنشاء مراكز إنتاج جديدة غير صينية أو إعادة الصناعة والإنتاج إلى الوطن. ومع أن ذلك يبدو مشابهاً لسياسة ترامب التي تتخذ شعار «أميركا أولاً»، لكن الأطراف الأوروبية تعتبرها ضرورية لموازنة التأثير المتزايد للصين. إنتاج الكويت في أبريل الأعلى منذ سنوات ذكرت شركة بترو لوجيستيكس لتتبع شحنات النفط أن إمدادات «أوبك» ارتفعت بما يزيد على مليوني برميل يومياً في أبريل، لأعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2018، إذ ضخ المنتجون النفط بأكبر قدر ممكن قبل سريان اتفاق جديد في شأن الإمدادات في مايو المقبل. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، دانيال جيربر، إن الزيادة هذا الشهر جاءت مدفوعة بإمدادات قياسية من السعودية والإمارات وكذلك إنتاج عند أعلى مستوى في سنوات عدة من الكويت.
مشاركة :