لبنان في دائرة الخطر

  • 4/29/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صادق ناشر عاد لبنان إلى دائرة الخطر من جديد، بعدما تجددت التظاهرات ضد الحكومة؛ لكن هذه المرة بنكهة اقتصادية؛ حيث تسجل العملة الوطنية تراجعاً كبيراً؛ إذ إنها خسرت خلال مدة بسيطة ما يفوق نصف قيمتها، ما ترك أزمة عميقة في المجتمع اللبناني، دفعت بالناس إلى تسيير تظاهرات، استهدفت هذه المرة حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، الذي يشغل هذا المنصب منذ ما يزيد على 20 عاماً؛ حيث يطالب المحتجون بإقالته، ويتهمونه بأنه من أوصل الأوضاع الاقتصادية إلى هذه الدرجة من السوء.سوء الأوضاع المعيشية؛ منح الشارع جرأة للخروج إلى الشوارع مرة أخرى؛ بعد فترة توقف إجبارية؛ إثر تفشي وباء «كورونا»، الذي أصاب المئات من المواطنين، وحصد أرواح العشرات منهم، خاصة بعد ارتفاع سعر الدولار إلى ما يقرب من 4 آلاف ليرة، ما حرم الكثير من الناس من القدرة على شراء حاجياتهم الأساسية. وجاءت تظاهرات اليومين الماضيين التي أدت إلى مقتل متظاهر، وجرح العشرات من منتسبي قوات الأمن والمدنيين، لتضيف إلى المشهد توتراً إضافياً، وبالذات أحداث طرابلس التي رفع من خلالها المتظاهرون شعار «ثورة الجياع» قطعوا من خلالها الشوارع والطرقات الرئيسية، كما تمت مهاجمة عدة مصارف حكومية؛ لأن المتظاهرين يتهمونها بالوقوف وراء التلاعب بسعر صرف الدولار، ما أدى إلى ارتفاع في أسعار كافة السلع.ويبدو أن الاحتقان لم يكن في الشارع اللبناني فحسب؛ بل أيضاً في الوسط السياسي، فقد بدا واضحاً أن هناك هجوماً منسقاً ضد رئيس الحكومة الجديدة حسان دياب، الذي خلف رئيس الحكومة السابقة سعد الحريري، الذي عاد هو الآخر من الخارج، موجهاً نقداً للحكومة؛ لأدائها الاقتصادي، تزامن ذلك مع مطالب سياسية وشعبية بإقالة حاكم مصرف لبنان، وهو المطلب نفسه الذي يقف على رأسه رئيس الحكومة الحالي، الذي يرى أن بقاء حاكم المصرف في منصبه يزيد من تعقيدات الأزمة الاقتصادية. وفي الجانب الآخر يرى معارضون أن من شأن إقالة رياض سلامة إحداث انهيار شامل فى سعر صرف العملة الوطنية، لدرجة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حذر من تبعات مثل هذه الخطوة، بقوله: «إذا لم يبق مصرف لبنان ليعلم الجميع أن أموال المودعين قد طارت إلى الأبد، وإذا تمت الإقالة لحاكم المصرف المركزى فإن اللبنانيين سيستيقظون على سعر الدولار ب15 ألف ليرة».من هنا فإن حالة الاستقطاب السياسي القائم في لبنان اليوم، لن تقود البلاد إلا إلى مزيد من الانقسام، وسيدفع ثمنها المواطن البسيط الذي يكتوي بنار الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان ليس من اليوم؛ بل منذ عقود طويلة. Sadeqnasher8@gmail.com

مشاركة :