ضوابط صحية لصوم أصحاب الأمراض المزمنة

  • 4/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة  عبدالحميد غانم وقنا: ناقشت الخيمة الخضراء التابعة لبرنامج /‏‏لكل ربيع زهرة/‏‏ خلال ندوة أقامتها عن بُعد موضوع /‏‏طب الصائم بين الغذاء والدواء/‏‏، مستعرضة أثر فريضة الصيام على أصحاب الأمراض المزمنة، وذلك بمشاركة مجموعة من الأطباء وعلماء الدين وأصحاب الرأي من دولة قطر وبعض الدول العربية. وتحدث المشاركون في الندوة، التي أدارها الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس البرنامج، عن أهمية الغذاء ونوعيته لصحة الإنسان خاصة المصابين بالأمراض المزمنة والآثار النفسية المترتبة على عدم صيامهم، وما إذا كان يجوز الإفطار للطواقم الطبية وفرق الإغاثة في حالات الكوارث والجوائح. وتطرّق المتحدثون في الندوة إلى المؤثرات الإيجابية للصيام على الأمراض والعادات الضارة، والآثار المترتبة على المريض من عدم اتباع الواجبات الشرعية كالصيام وغيره، ولماذا يتم التركيز في طب الصيام على المصابين بأمراض معينة كالسكري والسرطان وغيرهما؟، وفي هذا الإطار أكد فضيلة الشيخ مصطفى الصيرفي الداعية الإسلامي، على أهمية الإقلال من الطعام لصحة الإنسان ونشاطه، موضحاً أن الغذاء ليس هدفاً في حد ذاته عند المسلمين ولكنه وسيلة للبقاء، مستدلاً بما ورد في الأثر عن أن «المعدة بيت الداء» وبالحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع». حفظ النفس وطالب الصيرفي المسلمين خلال مداخلته في الندوة، بضرورة التبرع بما زاد لديهم من الطعام للفقراء وأن يمتثلوا تعليمات الأطباء للنجاة من وباء /‏‏كوفيد - 19/‏‏ الذي يجتاح العالم هذه الأيام، لافتًا إلى أن الإنسان الذي يُفطر رمضان حسب تعليمات الأطباء يجب عليه القضاء أو الكفارة. وقال: إن من مقاصد الشريعة الإسلامية «حفظ النفس» لذلك يجب سؤال «أهل الذكر» وهم في هذه الحالة الأطباء في المسائل الخاصة بصحة الإنسان لأنهم أدرى بالضرر الحاصل للجسم نتيجة «الاتباع الخاطئ» للشرائع الدينية، ويجب على المرضى الامتثال لنصائحهم لتحقيق الشفاء لأن أساس التوكل على الله الأخذ بالأسباب والتداوي. مضاعفات من جانبه، أوضح الدكتور عبدالله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري، أن مرضى السكري في العالم أكثر من 463 مليون مصاب، منهم أكثر من 150 مليون مسلم و79 بالمئة منهم يصومون، مشيرًا إلى أن الصيام ينطوي على مخاطر مُتعدّدة بالنسبة لمرضى السكري النوع الأول، والنوع الثاني الذين لم يُحسنوا التحكم في مستويات جليكوز الدم، ومن أكبر مضاعفات السكري المُحتملة التي قد يسببها الصيام الهبوط أو الارتفاع الخطيرين في سكر الدم، والخُثرات الدموية نتيجة قلة السوائل لذلك يجب عليهم مراجعة الطبيب المختص قبل أي خطوة خاصة بالصيام. وشدّد على أنه بالنسبة لمرضى السكري الذين يخططون لصيام شهر رمضان، هناك العديد من الأمور التي ينبغي أن تُؤخذ في الحسبان، من ذلك مراقبة مستويات سكر الدم، والتغذية السليمة، والتمارين الرياضية واستشارة الطبيب بصفة دورية، لافتًا إلى أن المصابين بالأمراض المزمنة أكثر عُرضة للإصابة بفيروس كورونا لذا عليهم الحفاظ على النظافة الشخصية والأخذ بالإجراءات الاحترازية في التباعد الاجتماعي قدر الإمكان. نوعيات الطعام بدوره، ركز الدكتور علي إرشاد اللواتي أخصائي الأمراض الباطنية من سلطنة عُمان، في مُداخلته بالندوة، على نوعيات الطعام الواجب على مرضى السكري الابتعاد عنها، خاصة التي تحوي نسبة عالية من السكر وليست حلوة المذاق مثل النشويات، والبقوليات والفواكه، وبعض الخضراوات مثل البطاطا، والشمندر وغيرهما، لافتًا إلى ضرورة التشاور مع الطبيب المختص قبل الصيام، ومتابعة الحالة طوال اليوم خاصة لمن لديهم تقلبات في نسبة السكر بالدم. من جانبه أكد الدكتور محمد الأمين بن ناصر طبيب الأمراض الباطنية من الجزائر، على أهمية الصيام في تقوية الجهاز المناعي للجسم، داعيًا أصحاب الأمراض المزمنة، لأن يكونوا على تواصل دائم مع أطبائهم لتقرير إمكانية صومهم من عدمها.   مُراجعة الطبيب في السياق ذاته، أكد الدكتور أسامة الحمصي طبيب أمراض الدم والأورام بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن انتشار فيروس كورونا /‏‏كوفيد - 19/‏‏ أثر على تواصل الأطباء مع المرضى في ظل اتخاذ الإجراءات الاحترازية للحفاظ على المرضى من العدوى خاصة أن مرضى السرطان وأمراض الدم تكون مناعتهم ضعيفة أكثر من غيرهم . وبيّن أن مرضى السرطان أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض المعدية من غيرهم نظرًا لمناعتهم الضعيفة الناتجة عن الأدوية والعقاقير المُخصّصة لهم، مُطالبًا مرضى السرطان والأمراض المُزمنة بالبقاء في المنزل هذه الأيام وعدم الاختلاط أو الخروج إلا للضرورة القصوى ولفترات قصيرة جدًا تفاديًا للإصابة بالفيروس.

مشاركة :