فرضت تشيلي نفسها الطرف الأخطر في بطولة كوبا أمريكا لمنتخبات أمريكا الجنوبية التي تستضيفها على ارضها، وذلك استنادا إلى ما قدمته بين جماهيرها في مبارياتها الثلاث في دور المجموعات. وتبدو الظروف ملائمة امام تشيلي لمحاولة الوصول الى النهائي للمرة الاولى منذ 1987 والخامسة في تاريخها ومحاولة الفوز بلقبها في ظل وجود الثنائي ارتورو فيدال واليكسيس سانشيس، خصوصا انها ستتجنب مواجهة الارجنتين والبرازيل في نصف النهائي. وبلغت تشيلي بقيادة مدربها الارجنتيني خورخي سامباولي الدور ربع النهائي من البطولة القارية بعد ان تصدرت مجموعتها الاولى برصيد 7 نقاط، وكانت الطرف الوحيد الذي يفوز بفارق اكثر من هدف وقد حققت ذلك مرتين امام الاكوادور (2-صفر) ثم بوليفيا (5-صفر). لكن سيكون بانتظار اصحاب الضيافة مواجهة صعبة في ربع النهائي ضد الاوروجواي حاملة اللقب رغم ان الاخيرة تفتقد الى نجمها لويس سواريز الموقوف ودييغو فورلان المعتزل دوليا وتأهلت الى ربع النهائي في المركز الثالث ضمن مجموعتها الثانية خلف الارجنتين والباراغواي. وفرض فريق سامباولي نفسه كأفضل قوة هجومية في البطولة حتى الان بتسجيله 10 اهداف في ثلاث مباريات، بينها ثلاثة لفيدال الذي لم يتأثر بما حصل معه الثلاثاء الماضي حين احتجز في احد مراكز شرطة سانتياغو بعد ان تعرض لحادث سير وهو في حال سكر. وبدأ فريق المدرب اوسكار تاباريز متأثرا تماما بافتقاده لسواريز الموقوف تسع مباريات دولية بسبب عضه الايطالي جورجيو كييليني خلال الدور الاول من مونديال البرازيل 2014، ولغياب فورلان الذي سجل هدفين من اهداف بلاده الثلاثة في نهائي 2011 ضد الباراغواي، فيما كان الثالث لسواريز بالذات. أما في حال تمكن ميسي ورفاقه من تخطي كولومبيا خاميس رودريغيز وراداميل فالكاو اللذين لم يقدما المستوى المطلوب حتى الان، فسيكون بانتظارهم مواجهة من العيار الثقيل في الدور نصف النهائي مع الغريم البرازيلي، المتوج باللقب في 8 مناسبات آخرها عام 2007، لكن «سيليساو» يخوض بدوره اختبارا صعبا مع الباراغواي وصيفة البطلة بغياب نجمها نيمار الذي اوقف لأربع مباريات وانتهت بالتالي مغامرته في البطولة القارية. وانتظرت البرازيل حتى الجولة الاخيرة لحجز بطاقتها الى الدور ربع النهائي بفوزها على فنزويلا 2-1 بغياب نيمار الذي تابع المباراة من المدرجات بعد ان فقد اعصابه في نهاية المباراة التي خسرها رجال دونغا امام كولومبيا (صفر-1) في الجولة الثانية ما تسبب بطرده وبحرمان بلاده من جهوده وتقليل حظوظها بتعويض خيبة مونديال الصيف الماضي على ارضها حين تعرضت لهزيمة مذلة امام المانيا في الدور نصف النهائي (1-7) ثم في مباراة المركز الثالث امام هولندا (صفر-3) بغياب نجم برشلونة الاسباني ايضا بعد تعرضه لكسر في ظهره في اواخر مباراة الدور ربع النهائي ضد كولومبيا بالذات. اما في ما يخص منتخبات «الصف الثاني» وعلى رأسها الباراغواي التي حلت ثانية في المجموعة الثانية برصيد 5 نقاط، فبإمكانها أن تحقق مفاجأة مماثلة لنسخة 2011 في ظل تألق لوكاس باريوس (هدفان) واستعادة نيلسون هايدو فالديز لشبابه لكن ما يقلق «غوارانيس» خط دفاعه الهش، علما بان هذا المنتخب الحالم بلقبه الاول منذ 1979 والثالث في تاريخه بلغ النهائي في النسخة الماضية دون ان يفوز بأي مباراة (3 تعادلات في الدور الاول ثم تخطى البرازيل وفنزويلا بركلات الترجيح في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي. ومن جهتها، انهت البيرو الدور الاول في المركز الثاني ضمن المجموعة الثالثة برصيد 4 نقاط، وفي ظل وجود لاعبي الخبرة مثل باولو غيريرو وجيفرسون فارفان وكلاوديو بيتزارو فبإمكانها تخطي عقبة بوليفيا وبلوغ دور الاربعة للمرة الاولى منذ 1997 قبل ان تصطدم بمواجهة محتملة مع تشيلي المضيفة.
مشاركة :