منتقو الأسهم أضاعوا فرصة ثمينة

  • 4/30/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أزمة السوق الشهر الماضي كانت أكبر اختبار لمنتقي الأسهم منذ الأزمة المالية العالمية - وتتزايد الدلائل على أنهم أخفقوا فيه. في الأعوام الأخيرة فشل المديرون النشطون باستمرار في التغلب على المعايير وغالبا ما يلومون مستويات التقلب والتشتت المنخفضة تاريخيا بين القطاعات. تميل الأسهم إلى الارتفاع أو الانخفاض بهدوء وفي انسجام، ما يجعل من الصعب على منتقي الأسهم العثور على ميزة تبرر الرسوم المرتفعة التي يفرضونها. لم تكن مثل هذه الأعذار ممكنة في الربع الأول من هذا العام، مع حدوث تقلبات غير معهودة على خلفية أزمة "كوفيد - 19"، وكذلك مع تشتت قطاعي، على الأقل في وول ستريت، تجاوز مستويات شوهدت آخر مرة في ذروة الأزمة المالية العالمية. شركات النفط وشركات التعدين والمصارف انهارت، بينما صمدت شركات الرعاية الصحية والاتصالات والبرمجيات بشكل أفضل. لكن في هذه البيئة الغنية بالأهداف نظريا، كان أداء منتقي الأسهم أسوأ بكثير، إذ تخلفوا عن مؤشراتهم الخاصة ببعض أكبر الهوامش المدونة في السجلات. قال ألان ميللر، رئيس الاستثمار في "إس سي إم دايركت"، شركة إدارة الثروات في مايفير التي تستثمر فقط في الصناديق السلبية: "هذا يخبرنا أن صناعة (انتقاء الأسهم) مبنية على خرافة وهذه الخرافة تم تمزيقها إربا إربا"، مضيفا أن المديرين النشطين أخبروا العملاء أن الرسوم الإضافية التي يفرضونها ستؤتي ثمارها في الانكماش، لكن "اتضح أن العكس هو الصحيح". تحليل 1350 صندوقا بأصول تبلغ أربعة تريليونات دولار أجرته شركة كوبلي فند ريسيرتش يظهر أن صناديق الأسهم الأمريكية كانت أقل أداء من الصناديق السلبية المكافئة بمقدار 1.44 نقطة مئوية، بعد خصم الرسوم، في الربع الأول من عام 2020. وكان هذا أسوأ أداء خلال أربعة أعوام، وثاني أسوأ أداء منذ عام 2012. صناديق أسهم الأسواق الناشئة كانت دون مؤشراتها بواقع 1.36 نقطة، وهو ثاني أسوأ أداء نسبي منذ عام 2008. من حيث القيمة المطلقة خسرت صناديق الأسهم الأمريكية 20.9 في المائة في المتوسط، وفقا لـ"كوبلي"، مع تراجع صناديق الأسواق الناشئة 25 في المائة. تحليل منفصل أجرته "إس سي إم دايركت" شمل 627 صندوقا للأسهم في المملكة المتحدة وجد أن الصناديق التي استثمرت في الأسهم البريطانية كان أداؤها متخلفا عن مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم بـ2.8 نقطة مئوية في الربع الأول. تخلفت أيضا صناديق الولايات المتحدة والأسواق الناشئة واليابان، في حين واكبت الصناديق الأوروبية المؤشر. تحليل "كوبلي" يشير إلى أن صعوبات قد تفسر الأداء الضعيف للمديرين النشطين. الصناديق التي كانت تتطلع إلى حماية المستثمرين من أسوأ ما في عمليات البيع الكثيف من خلال التدوير باتجاه الأسهم الأرخص - التي ينظر إليها تقليديا على أنها أكثر دفاعية – كان مآلها الفشل. تفوقت أسهم "النمو"، الشركات ذات الإيرادات أو الأرباح سريعة النمو، على أسهم "القيمة" هذه ـ التي يعتقد أنها رخيصة مقابل الأرباح أو الأصول ـ بأكبر هامش منذ عام 2017. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى القوة النسبية لأمثال "أبل" و"مايكروسوفت" و"علي بابا"، التي كانت في الغالب أقل وزنا بسبب الصناديق النشطة. ستيفن هولدن، الرئيس التنفيذي لشركة كوبلي، أشار إلى أن الأسهم التي تعد بمستويات عالية من نمو الأرباح تحقق أداء جيدا "على الرغم من البشاعة العامة للسوق". في الوقت نفسه، معظم صناديق الأسواق الناشئة دخلت الأزمة بمراكز كبيرة أقل وزنا في الصين - وهي السوق الكبيرة التي صمدت بشكل جيد إلى حد معقول خلال الربع، وانخفضت أكثر بقليل من 10 في المائة. جيف دنيس، وهو معلق مستقل، يرى أن الربع الأول أصبح "عاصفة مثالية" لمنتقي الأسهم في الأسواق الناشئة، الذين كانوا يميلون إلى أن يقللوا وزن الصين باستمرار في الوقت الذي حاولوا فيه التكيف مع نفوذها المتزايد باستمرار في المؤشرات. مثلا، وزن الصين في مؤشر "إم إس سي آي" المعياري للأسواق الناشئة - بما في ذلك الأسهم المدرجة في هونج كونج والولايات المتحدة - هو الآن أقل من 40 في المائة بقليل، ومن المرجح أن يزيد أكثر في إعادة التنظيم التالية. هؤلاء المديرين النشطين قلقون أيضا من وجود مثل هذه النسبة الكبيرة من أصولهم في دولة واحدة، خاصة بالنظر إلى المخاوف بشأن شفافية بيانات الشركات والاقتصاد في الصين، كما أنهم لم يتوقعوا أن تتفوق نظرا لدورها المركزي في أزمة فيروس كورونا. علاوة على ذلك، قال دنيس إن منتقي الأسهم هؤلاء لم يكونوا في وضع يسمح لهم ببيع مكثف واسع النطاق لأن الأسواق الناشئة كانت أقل من الأسواق المتقدمة في عام 2019، وكانت هناك "وجهة نظر واسعة النطاق إلى حد ما في وقت مبكر من العام بأن الأسواق الناشئة ستتغلب على الأسواق المتقدمة في 2020". يمكن للمديرين النشطين أن يجادلوا بأن بيانات ربع العام ليست كافية للحكم عليها. قال هولدن، من "كوبلي"، إن منتقي الأسهم يمكنهم إنقاذ سمعتهم في الأشهر المقبلة - مثلما حدث بعد الأزمة المالية العالمية. لكن أخرين أقل اقتناعا. قال روبن باول، محرر مدونة The Evidence-Based Investor، إن المديرين النشطين "يطالبون دائما بالوقت. يقولون لنا ’فقط تحلوا بالصبر‘ والأمور ستتغير". لكن هذا الطلب، حسبما أضاف، كان قائما على وعد بالأداء المتفوق في السوق الهابطة وعودة التقلبات. "لقد كان لديهم كل من هذين الأمرين في الأسابيع الأخيرة، لكنهم ما زالوا يفسدون الأمر. كانت هذه فرصتهم الكبيرة لإثبات قيمتهم وفشلوا في اقتناصها".

مشاركة :