الدوحة - قنا: دعا المشاركون في ندوة الخيمة الخضراء، التابعة لبرنامج "لكل ربيع زهرة"، إلى إطلاق منصة إلكترونية تفاعلية متكاملة تساهم في تسهيل العملية التعليمية والتربوية للطلبة من ذوي الإعاقة. وأكد المشاركون في الندوة التي عقدت عبر الإنترنت تحت عنوان "تحديات ذوي الإعاقة في أزمنة الكوارث والأوبئة" أن المنظومة التعليمية برمتها سواء كان المتعامل معها طلبة عاديون أو من ذوي الإعاقة ستكون مختلفة بعد جائحة كورونا، مشيرين إلى أن ملامحها الرئيسية بدأت تلوح في الأفق خاصة وأن التجربة أكدت أهمية المزج بين التعليم النظامي الحضوري والتعليم عن بعد، والذي برز دوره جليا مع تواصل الأزمة الحالية. وقال الدكتور سيف الحجري رئيس برنامج "لكل ربيع زهرة" إن الأشخاص ذوي الإعاقة لن يتركوا وحدهم، مذكرا باتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صادقت عليها أكثر من 160 دولة ومن بينها دولة قطر ويشمل أحد بنودها سلامة وحماية الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات الخطر والطوارئ. وتابع بالقول "إن 15 بالمئة من سكان الأرض من ذوي الإعاقة، فالأمر يتعلق بأكثر من مليار شخص في العالم، إن دعوتنا تحمل أمنية، بضمان عدم التمييز، والمساواة في الحصول على الخدمات الإنسانية، وإشراك الاشخاص من ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم في وضع الحلول ورفع مطالبهم، ووضع مبادئ تعمل على تحسين الاستراتيجيات وجمع البيانات ورصد دمجهم مجتمعيا، وتشجيع تعاون أوثق بين الجهات الإنسانية الفاعلة والشركاء". وأضاف أنه إذا كان المتضررون من الأزمات يحتاجون إلى المساعدة، فإن أكثر من يتعرض للخطر هم ذوو الإعاقة، وذلك بسبب: الحواجز المادية، وحواجز التواصل والتنقل، والتحديات الناجمة عن الجائحة، ما يجعل من الصعب عليهم الحصول على الخدمات اللازمة. بدوره قال الدكتور عبد العزيز الكندي من سلطنة عمان إن جائحة كورونا فرضت واقعا جديدا على مؤسسات التعليم وهي مدعوة للتكيف مع هذه الظروف الصعبة، خاصة وأن كل الطلبة سواء عاديين أو من ذوي الإعاقة يعانون من نفس التحديات، وكيفية الوصول إلى المنصات التفاعلية المتكاملة، مشددا على أن هذه المؤسسات مطالبة برفع كفاءتها للاستجابة للتحديات الجدية وخاصة للطلبة من ذوي الإعاقة. ولفت إلى الفرص الذي أفرزتها كورونا خاصة في مجال التعليم عن بعد والدور الذي يمكن أن يلعبه التعليم الذاتي خاصة بالنسبة للطلبة من ذوي الإعاقة، داعيا إلى إطلاق منصة تعليمية تفاعلية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الحاصلة. من جهته قال الدكتور خالد النعيمي رئيس الاتحاد العربي المكفوفين أن جائحة كورونا كما لها جانب سلبي لها جانب إيجابي، مؤكدا على ضرورة الخروج من الأزمة مستفيدين من التجارب الحاصلة حاليا. وبين أن الأشخاص ذوي الإعاقة أشد تأثرا بالمحن نفسيا واجتماعيا نظرا للظروف الخاصة التي يمرون بها، فعلى سبيل المثال ذوو الإعاقة البصرية في حاجة دائمة للمرافقين والاعتماد على حاسة اللمس وهي أمور ترفع درجة المخاطرة في ظل تفشي مرض الكورونا، داعيا إلى تكاتف جهود الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والأسر لتعزيز الوعي والتثقيف من هذه الجائحة. على صعيد آخر بين الدكتور خالد خضر مستشار مكتب نائب رئيس جامعة قطر لشؤون الطلاب أن ذوي الإعاقة يواجهون تحديات مختلفة في عمليات التعلم عن بعد، أهمها إمكانيات الوصول الرقمي إلى المحاضرات، والمواد الدراسية، والامتحانات الإلكترونية، حيث تختلف أنواع الدعم الإلكتروني لهؤلاء الطلبة وفقا لنوع الإعاقة، والإمكانات الفردية لكل طالب، وطبيعة المادة الدراسية، مبينا نجاح مركز الدمج ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة في بناء خطة متكاملة تشمل جميع الطلبة من ذوي الإعاقة وتوفير كل أنواع الدعم الإلكتروني لهم. وأضاف أن الخطة تشمل استخدام جميع الوسائل الإلكترونية المتاحة، مثل الهواتف والخط الساخن والبريد الإلكتروني ومجموعات "واتس آب" والتكنولوجيا المساعدة، وغيرها للاستجابة لمتطلبات دعم الطلبة ذوي الإعاقة في مرحلة التعلم الافتراضي أو التعلم عن بعد. واستعرض الدكتور خضر ملامح خطة مركز الدمج وما تتضمنه من نقاط رئيسية، خاصة بالطلبة، وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية استجابة لقرار جامعة قطر في تفعيل نظام التعليم عن بعد، و تنفيذ خطة الانتقال إلى الخدمات الإلكترونية لذوي الإعاقة ومنها توفير خدمة تنسيق الامتحانات بالتعاون مع الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية.
مشاركة :