يمر علينا شهر رمضان اعوام واعوام وننهل من بركاته ورحماته التى تشرق علينا فتهدأ فيها الروح وتسكن فيه النفس المتعبة طوال العام . ولكن هل تسألنا يوما لماذا سمى هذا الشهر الكريم برمضان؟ وما هى افضاله وكراماته على كل مسلم؟ ولماذا ننتظره بكل لهفة وشوق واستعداد كضيف كريم يهل علينا ؟ اولا لماذا سمى الشهر الفضيل برمضان هنا تعددت الاقوال فمنها عما جاء في تسمية هذا الشهر الفضيل بهذا الاسم فوجدت التالي:لأن القلوب تأخذ فيه من حرارة الموعظة والفكرة في أمر الآخرة كما يأخذ الرمل والحجارة من حر الشمس او لأنه يرمض الذنوب، أي يغسلها بالأعمال الصالحة. وقالوا هو مأخوذ من الرميض، وهو السحاب والمطر في آخر القيظ وأول الخريف، سمي رميضًا لأنه يدرء سخونة الشمس، وهكذا رمضان يغسل الأبدان من الآثامسمي هذا الشهر رمضان ، لأنه غالبًا ما يصادف زمن الرمضاء، وهو الذي يشتد فيه الحر في جزيرة العرب، فسمي بذلك من الرمض وهو شدة الحر لأن الشهور سميت بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق هذا الشهر شدة الحر . اما عن افضاله وكراماته فيكفى اننا نقوم فيه بفريضة الصيام فقد فرض الله عزَّ وجل الصيام على المسلمين، قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ}، والصيام ركن من أركان الإسلام التى لا يكمل إسلام العبد إلا بالقيام بها . والصيام هو عبادة ترويض النفس ومنعها مما احله الله من الطعام والشراب ابتغاء مرضاة الله ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ" ، و الصيام أحب العبادات إلى الله والمقدم عنده سبحانه وتعالى ، كذلك من كرامات وافضال شهرنا الكريم ان كرمه الله وفضله عن الشهور بنزول القرآن الكريم فيه و هو الْمُعْجِزَةُ العظمى الخالدةُ الباقيةُ الدالَّةُ على نبوته صلى الله عليه وآله وسلم على مَرِّ الزمان، الجامعةُ للقوانينِ المنظمةِ للكون، الصالحة التطبيق فى كُلِّ زَمانٍ ، قال تعالى: {شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِ ) ، وفى هذا الشهر تفتح ابواب الجنة وتفتح ابواب الخير والبركة والمغفرة والرحمة وتغلق ابواب النار والشر ، وتسلسل فيه الشياطين ، وتاتى ليلة القدر لتزيد ايام الشهر الفضيل بركة على بركة ورحمة على رحمة ، الليلة التى أنزل الله عز وجل فيها القرآن على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وميَّزها عن سائر الليالى كافَّة فصَرَّح بذكرها فى القرآن الكريم، ووصفها بأنها مباركة وبأنها خير من ألف شهر، قال تعالى: {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِى لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}. فهنيئا لمن صام وصلى فى نهارها وقام وذكر الله فى ليلها . ونحن جميعا ننتظر هذا الشهر الكريم بكل لهفة وشوق لما فيه من البركات والنفحات وتنزل الرَّحَمَات وكثرة التجليَّات والمنح والمنن التى يرزقنا الله بها لنتقرب منه ومن الأعمال التى يتأكد فعلها فى رمضان، ويعظم أجرها فيه أكثر مما لو أُدِّيَتْ فى غيره: مدارسة القرآن وكثرة تلاوته، وختمه، والاعتكاف، والصدقة، وصلاة التراويح، وتفطير الصائم، والعمرة، وإحياء ليلة القدر، والإكثار من فعل النوافل قال تعالى (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور) " .أسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى، ويتم علينا هذا الشهر ونحن جميها بكل خير ((رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
مشاركة :