شعبيات||حكايات جدتى.. أمنا الغولة فى ليالى الشتا «2-3»

  • 5/2/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تزخر الثقافة الشعبية المصرية بالعديد من العناصر والموروثات الثقافية التى استطاعت الجماعة الشعبية تنقلها من جيل لجيل، والتى تتمثل فى العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية، التى تعبر عن التركيبة الثقافية للشعب المصرى، والتى ظلت راسخة فى الوجدان الشعبى على مر العصور، وخلال شهر رمضان المبارك، سنحاول تقديم لمحة للقارئ عن أهم العناصر الثقافية التى تميز بها الإنسان المصرى عبر العصور، ولا نزال نستخدم بعضها حتى الآن. قد يتساءل البعض عن سر إعجابنا الشديد بتلك القصص المرعبة التى كان تقصها الجدة علينا، وعن سر قوتها وعدم نسيانها برغم مرور الزمن، بل وصل الأمر إلى أن العديد من الأدباء بأان يصفونها بـ"قصص الرعب" والتى قد تترك أثرًا سلبيًا على نفس الطفل، لا سيما فى المراحل المبكرة من عمره ونشأته. إلا أن طبيعة المصريين فى الفترات السابقة لعصر تكنولوجيا المعلومات، وغزو القنوات الفضائية، وأفلام الكرتون التى صبغت بالعنف، بكل أنواع الأسلحة، كان ولا بد من وجود فى الأزمان السابقة من وسائل للترفيه للأطفال، وكانت تلك الحكايات وشخصياتها، هم أبطال تلك الفترة، ونعود للتساؤل ما سر هذا الإعجاب بها، وسر بقائها بالرغم من مرور الزمن، بل أن أغلب قصص الأطفال استلهمت منها العديد من الأحداث والشخصيات أيضًا. فنجد على سبيل المثال فى بداية حكاية "ست الحسن" بعد البداية المعهودة "كان يا ماكان يا سادة يا كرام، وما يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام.. كان فيه بنت اسمها ست الحسن والجمال، أمها ماتت وسابت لها بقرة صفرة كانت تحبها وتخاف عليها، وفى يوم جه أبوها اتجوز واحدة عندها بنت اسمها أم صريم وواد اسمه الأقرع، وكانت أم صريم دى وحشة أوى أوى وأمها عايزة تجوزها، فكانت تأكل ست الحسن العيش الناشف المكسر، وتأكل عيالها الطبيخ والعيش الحلو النضيف. وست الحسن تعيط وتقول للبقرة: يا بقره يا بقرتي.. يا تربية أيدى وإيد نينتي.. يرضيكى مرات أبويا تأكل عيالها العيش والطبيخ الحلو وتأكلنى أنا الوحش؟.. تروح البقرة واكله العيش الوحش ومِتكَرَّعة فطيرة جميلة وسخنة تاكلها ست الحسن، فعلشان كدة بقى كانت ست الحسن جميلة ووشها أحمر وجميل وزى القمر، وهى عيالها سود ووحشين".وتستكمل أحداث الحكاية عن زوجة الأب الشريرة وتعذيبها لست الحسن، وتفضل أطفالها عليها، ولا تجد ست الحسن سوى تلك البقرة الصفراء التى تركتها لها والدتها، وكأنها كانت الملاك الحارس الذى سيقوم بحماية وحراسة "ست الحسن" بعد رحيل والدتها، بل أن الحقد والغضب والبغض زادا لدى زوجة الأب الشريرة "أم صريم" لجمال "ست الحسن" وبات سرها جمالها لغزًا محيرًا لها، تحكيك ضده المؤامرات، حتى تتعرف على سرها وسر جمالها. يتبع.

مشاركة :