تزخر الثقافة الشعبية المصرية بالعديد من العناصر والموروثات الثقافية التى استطاعت الجماعة الشعبية تنقلها من جيل لجيل، والتى تتمثل في العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية، التى تعبر عن التركيبة الثقافية للشعب المصرى، والتى ظلت راسخة في الوجدان الشعبى على مر العصور، وخلال شهر رمضان المبارك، سنحاول تقديم لمحة للقارئ عن أهم العناصر الثقافية التى تميز بها الإنسان المصرى عبر العصور، ولا نزال نستخدم بعضها حتى الآن. قد تطول ليالى الشتاء، وتحدق أعين الصغار تأبى أن تغفل، دون أن تكمل الحكاية، فأسلوب الجدة شيق وممتع، يغلب عليه السرد الذى يمكن أن نصفه بـ"السهل المتتنع" فتحكى في تدفق بالغ الروعة ومليء بالحبكة الدرامية، وكأنه سيل من الماء المتدفق على الساقية، لتروى نباتات الأرض العطشى، لتنمو وتزهر، هكذا تجسد أدبنا الشعبى، خلق ليروى مخيلتنا بالحكايات. وتستكمل الجدة حكاية ست الحسن لتقول: راحت مرات أبوها سلطت أم صريم وقالت لها: روحى مع ست الحسن الغيط وشوفيها بتاكل أيه وهاتى منه حتة. راحت أم صريم الغيط مع ست الحسن وشافتها وهى بتاكل الفطيرة، راحت مدياها حتة وقالت لها: أوعى تقولى لأمك. قالت لها: حاضر، وروحوا البيت، جت أمها قالت لها: إيه يا بت؟ لقتيها بتاكل إيه؟ قالت لها: هو العيش الناشف.. هتاكل إيه يعني؟""أمها مصدقتش، وراحت قالت للأقرع: إنت هاتروح الغيط الصبح مع ست الحسن وتشوفها بتاكل إيه وتجيب منه حتة، طلع الصبح وراح الأقرع مع ست الحسن الغيط وشافها وهى بتقول للبقرة: يا بقرة يا بقرتي.. يا تربية أيدى وإيد نينتي.. يرضيكى مرات أبويا تأكل عيالها العيش والطبيخ الحلو وتأكلنى أنا الوحش؟ تروح البقرة واكلة الوحش ومتكرعة فطيرة جميلة وسخنة تاكلها ست الحسن.وراح الأقرع خاطف لقمة وحاطتها تحت الطاقية بتاعته، ولما روح حكى لأمه كل حاجة، أمه قالت: بس.. لازم أدبح البقرة دي.. وراحت سلطت واحد قريبها يعمل نفسه دكتور ويقول لازم ندبح لها بقرة صفرة، جم يدبحوا البقرة مارضيتش تندبح.. لموا سكاكين الحتة كلها وجزارين الحتة كلهم. إنّ البقرة تندبح أبدا.. والبقرة تعيط وست الحسن تعيط.وهنا أرغموا ست الحسن على إنها تأمر بقرتها الحارسة بأن تذبح، وكان حديثًا عذبًا، ابكى الصغار حيث قالت "يا بقرة يا بقرتي.. يا تربية إيدى وإيد نينتي.. اتدبحى واتسلخى واتاكلي.. وتكونى في بقى وبق أم صريم سكر، وف بق أبويا ومرات أبويا والأقرع مر علقم، اتدبحت واتسلخت. أم صريم وست الحسن ياكلوا يقولوا: الله زى العسل. وأبوها ومرات أبوها والأقرع ياكلوا يقولوا: مر علقم، ماقدروش ياكلوا، قامت ست الحسن لمت العضم بعد ما كلوا وحطته تحت الزير، طلع قط كل ما تمشى ست الحسن يمشى وراها". حتى قررت أن تتخلص مرات الأب من ست الحسن وقامت بإرسالها لأمنا الغولة، وتلك حكاية أخرى سنرويها لاحقًا".
مشاركة :