أنهت وول ستريت أفضل شهر لها منذ عقود. وتراجعت الأسهم الأمريكية عند إغلاق يوم الخميس، آخر أيام شهر إبريل/ نيسان، إذ حفزت بيانات اقتصادية قاتمة ونتائج أعمال متباينة للشركات المستثمرين على بيع الأسهم لجني الأرباح مع انتهاء أفضل شهر للمؤشر ستاندرد آند بورز 500 في عقود، وهو ارتفاع ملحوظ مدفوع بتوقعات خبراء بأن الاقتصاد سرعان ما سيبدأ التعافي من قيود استحدثت لكبح جائحة فيروس كورونا.وأعلنت شركتا «أبل» و«أمازون» عن نتائج فصلية تجاوزت توقعات المحللين، لكن نمو إيرادات «أبل» ظل ثابتًا على أساس سنوي، فيما أعلنت «أمازون» عن أرباح أقل من المتوقع وكشفت عن خطط لإنفاق جميع أرباحها في الربع الثاني لتلبية الطلب الناشئ من انتشار الوباء.ويعد سهما «أبل» و«أمازون» من بين الأكثر تأثيراً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وكانا من بين الأفضل أداءً في إبريل، حيث قفز «أمازون» 27% تقريباً على أساس شهري بينما ارتفع سهم «أبل» بنسبة 15.3%.وقال ويلي ديلويش، الخبير الاستراتيجي للاستثمار في بيرد، في مذكرة «الاعتماد على حفنة من الأسهم أخفى الضعف على نطاق واسع، وإذا تعثرت هذه الأسهم، يمكن أن تحجب التحسينات على نطاق واسع في المستقبل».وحققت وول ستريت أكبر زيادة شهرية في 3 عقود، مع ارتفاع «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 12.7% بينما ارتفع «داو جونز» بنسبة 11.1%. وحقق إبريل 2020 ثالث أكبر مكسب شهري ل «ستاندرد آند بورز» الأوسع نطاقاً منذ الحرب العالمية الثانية. وأغلق مؤشر ناسداك المركب مرتفعاً بنسبة 15.5% في إبريل، مسجلاً أكبر مكاسبه في شهر واحد منذ يونيو/ حزيران 2000.وكانت هذه المكاسب مدفوعة جزئياً بآمال علاج محتمل للفيروس التاجي، حيث قالت «جلعاد ساينسز» في وقت سابق من الأسبوع إن دراسة لعقار ريمديسفير الذي أجراه المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية قد حققت نقطة النهاية الأساسية.لكن فيليب كولمار وسانتياغو إسبينوزا، الاستراتيجيين في «إم آر بي بارتنرز»، حثا المستثمرين على توخي الحذر، وقالا في مذكرة للعملاء: «الارتفاع الحاد في الأسهم تقدم يسبق الأساسيات، تاركاً مجالاً لخيبات أمل على المدى القريب». وتابعا: «تتطلع العديد من السلطات إلى إعادة فتح اقتصاداتها، لكن القيام بذلك بأمان وقرب مستويات الإنتاج السابقة سيتطلب سلسلة من الإنجازات الطبية وتوزيع العلاج على نطاق واسع».وتم تأكيد أكثر من 3.2 مليون حالة إصابة بفيروس على مستوى العالم، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز، مع أكثر من مليون إصابة في الولايات المتحدة وحدها.وعلى الجانب الآخر، هوت الأسهم الأوروبية في آخر جلسات الشهر، من أعلى مستوى في سبعة أسابيع يوم الخميس بعد أن أحجم البنك المركزي الأوروبي عن اتخاذ خطوات كبيرة على صعيد السياسة على الرغم من تنامي الدلائل على الأضرار التي تلحقها أزمة فيروس كورونا باقتصاد منطقة اليورو.لكن المؤشر ستوكس 600 حقق أكبر مكسب شهري منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2015 إذ ساهمت مؤشرات على تخفيف قيود في عدة اقتصادات رئيسية، وإجراءات تحفيز قوية والمزيد منها في الآونة الأخيرة، وآمال بشأن علاج «كورونا»، في التعافي من اضطراب شهدته الأسهم في فبراير/ شباط.والأسهم الأوروبية في عطلة يوم الجمعة 1 مايو / أيار، بمناسبة عيد العمال، وأغلق مؤشر «ستوكس يوروب 600» الخميس على مكاسب أسبوعية بنسبة 3.3% ومكاسب شهرية في إبريل/ نيسان بنسبة 11%. وقاد المؤشرات «داكس 30» الألماني مرتفعاً 9.3% في شهر بقيادة «كونتيننتال» و«فولكس فاجن» الذين ارتفعا 20.2% و21.6% على التوالي، فيما قفز سهما «بي إم دبليو» و«دايملر» 17.2% و16.7% على التوالي. بالمقابل حقق «كاك 40» الفرنسي نسبة ارتفاع 4% خلال إبريل، مع ارتفاع «بي إن بي باريباس» 4.2% و«كريديه أجريكول» 8.8%، كما ارتفع سهما «بيجو» و«رينو» 7.4% و2.7% على التوالي.
مشاركة :