الأحساء.. الألعاب الشعبية تنتقل للمنازل في رمضان

  • 5/2/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تجد الألعاب الشعبية القديمة في الأحساء اهتمامًا كبيرًا من الأهالي خصوصًا هذه الأيام من شهر رمضان المبارك، على الرغم من جائحة كورونا التي منعت ممارسة هذه الألعاب في العديد من شوارع وحارات مدن وبلدات الأحساء خوفًا من الإصابة بالفيروس، إلا أن هناك الكثير من الأهالي ممن فضّلوا استمرارها وممارستها داخل منازلهم نظرًا لما تمثله هذه الألعاب الشعبية من أهمية؛ كونها تُعدّ موروثًا شعبيًا قديمًا لا يزال يُمارس رغم المنافسة القوية من وجود الألعاب الإلكترونية.وقال رئيس لجنة التراث والفنون الشعبية والموسيقى بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء ومشرف المنطقة الشرقية بمهرجان الجنادرية يوسف الخميس: الألعاب الشعبية جزء من تراثنا المجيد، ونمط من أنماط التكوين الثقافي والسلوك الحركي، فهي تصوّر ملامح البيئة الاجتماعية وثقافة المجتمع.وأشار الخميس إلى أن هذه الألعاب الشعبية كثيرًا ما تمارس في شهر رمضان المبارك، ونظرًا للظروف الحالية من جائحة كورونا فهي تمارس هذه الأيام من الشهر الكريم داخل المنازل بألعاب شعبية بسيطة، منها الألعاب الذهنية مثل الكيرم والدومة والضومنة والزنجفة وكذلك ألعاب حركية مرتبطة بالأهازيج الشعبية خصوصًا في المنازل التي يتواجد بها الأطفال والجدات والأمهات، حيث الحكايات والروايات، مؤكدًا أنه على الرغم من وجود الألعاب الإلكترونية الجديدة إلا أن الألعاب الشعبية لها طعمها وعشقها للجيل القديم.وبيّن الخميس أن الألعاب الشعبية تعتبر مزيجًا من الثقافة والرياضة والعادات الموروثة للتقاليد الاجتماعية السائدة، وهي إحدى الوسائل التربوية التي تنمّي القدرات والأفكار وتلبّي الغرض وتدعو إلى الابتكار من خلال اللعبة وتسميتها وطريقتها، وصناعة أدواتها وهي تهدف إلى الترويح عن النفس وخلق جو صحي نفسي ملائم، وتتسم هذه الألعاب بالبساطة.وأضاف محمد أحمد، مهتم بالألعاب الشعبية: إن الألعاب الشعبية موروث شعبي أصيل يترجم ألعابًا شعبية متنوعة، يفضلها الكثير، ولها علاقة وارتباط بشهر رمضان المبارك، وكانت تمارس في الشوارع والحارات من مدن وبلدات محافظة الأحساء إلا أننا في وقتنا الحالي وما نعيشه بسبب فيروس كورونا، أصبحت تُلعب داخل البيوت تجنبًا للإصابة بالفيروس، وهذه الالعاب أكثرها ألعاب جماعية فيها من الفوائد الكثيرة لكل من يمارسها صغارًا وكبارًا؛ كونها تنمّي الجانب الاجتماعي وروح التعاون والمنافسة والقيادة لدى الأبناء، وما يميّزها أنها تُمارس في أوقات الفراغ وأنها تُستخدم من أدوات بسيطة جدًا، يمكن عملها من الطبيعة ومن البيئة المحيطة كالمزارع.وقال المهتم بالألعاب الشعبية ورئيس فرقة ألعاب شعبية زكريا العواد: دائمًا ما تكون لشهر رمضان المبارك نكهته الخاصة خاصة بممارسة الألعاب الشعبية التي أصبحت تُمارس في هذا الشهر داخل المنازل، ومنها ألعاب «الصبة، الحجيلة، وطاق طاق طاقية، ولعبة يا غراب يا غراب، ولعبة صقع القواطي»، وكلها ألعاب شعبية محببة لدى الكثير من الأهالي في محافظة الأحساء.وذكر المستشار التربوي في تنمية الطفل الباحث في مجال الطفولة عبدالله حمد الحسين أن الألعاب الشعبية القديمة تعتمد بشكل كبير على الحركة التي يعتمد عليها الأبناء بشكل كبير أثناء ممارستهم اللعب، وأن سعادة الأبناء هي في ممارستهم هذه الألعاب؛ لأنها تكون غالبًا من صنع أيديهم، حيث تُكسبهم خبرات ومهارات عديدة، وتنمّي الجانب الجسمي من خلال الألعاب الحركية وتنمّي الجانب الاجتماعي من خلال مشاركة الزملاء، وكذلك تنمية مهارات التفكير، والتواصل بين الأبناء من خلال الحوار، وشعور الابن بالانتماء لوطنه؛ لأن جميع الألعاب من صنع أيديهم.

مشاركة :