مشاركون: الرواية أساسها القلق

  • 6/24/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث مشاركون في ندوة حوار الرواية العربية، أولى ندوات المجلس الرمضاني الذي ينظمه مركز الشارقة الإعلامي في دورته الرابعة، بمسرح المجاز، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، عن الرواية العربية والحرية في أوسع مداها وتجلياتها، واليوميات والسيرة الذاتية وتمايزهما عن الرواية، والجوائز، وأهمية الرواية كأرشيف للوجع الإنساني، والتمايز بين الرواية التاريخية والنص التاريخي، والأسئلة التي ترافق كتابة الرواية منذ البدايات، فهي تعالج أوجاع الإنسان، وأساسها الصراع والحيرة والقلق الذي يعيشه الإنسان، وغيرها من المحاور والمفاهيم والأفكار، شارك فيها رئيس جامعة منوبة التونسية، الحائز جائزة البوكر العربية للرواية لعام 2015، عن روايته الطلياني، الدكتور شكري المبخوت، والكاتبة والروائية الإماراتية، الحائزة جائزة العويس عن فئة أفضل إبداع قصصي وروائي عن روايتها سلطنة هرمز، ريم الكمالي، والكاتب والروائي الكويتي، الحائز جائزة البوكر العربية للرواية لعام 2013 عن روايته ساق البامبو، سعود السنعوسي، والكاتبة والروائية السعودية، المتخصصة في كتابة اليوميات، سارة مطر. أدار الندوة، الإعلامية الدكتورة بروين حبيب. خيال قالت ريم الكمالي، لـالإمارات اليوم، إن رواية سلطنة هرمز في أغلبها خيال، والحقائق في الرواية ليست كما هي، بل خيال، وكانت الفكرة أنني أعمل على تحويل النص التاريخي إلى خيال، بمعنى كيف أتخيله، خصوصاً في ظل قلة المراجع والمصادر فما عليك إلا أن تتخيل بناء على تلك المعلومة التاريخية، ولفتت إلى أن مرجعية الرواية في غالبتها الخيال، فأنا روائية ولست مؤرخة، والرواية لا تتحدث عن الحدث بل عن الإنسان ومشاعره وآلامه، خصوصاً المهمشين والعبيد والمنسيين، فقد أجرمنا بحق العبيد في تلك المرحلة، ولم نتطرق لهم في البلاد العربية عموماً. وأشارت إلى أن فكرة الرواية ترتبط بسؤال منذ الطفولة: من نحن يا ترى؟ وبدأت رحلة البحث من الطفولة، ومازالت مستمرة. وتابعت: لم أكن أنتظر جائزة في عملي ذلك، لكن كانت مفاجأة أن أحصل على جائزة العويس، مفاجأة غير متوقعة، لكنها سارة بالتأكيد. وتابعت: انتهيت من الرواية الثانية، ومن الممكن أن تكون حاضرة في معرض الشارقة الدولي للكتاب في نوفمبر المقبل. وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إن المجلس الرمضاني يسعى إلى التأكيد على الدور الذي تلعبه ثقافة الحوار في تحقيق التواصل الإيجابي بين كل فئات المجتمع، وتشجيع قيم التسامح والمحبة وقبول الرأي الآخر، تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في إثراء الحوار بين الثقافات، وتبادل الآراء البناءة، مضيفاً أن اختيار الرواية العربية موضوعاً لأولى جلسات هذا العام، ينبع من الشعبية الكبيرة التي تحظى بها الرواية المعاصرة بين القراء، باعتبارها مجالاً أدبياً واسعاً يستوعب الكثير من مفردات الحياة وتفاصيلها. قال رئيس جامعة منوبة في تونس، الحائزة جائزة البوكر العربية لعام 2015، عن روايته الطلياني، الدكتور شكري المبخوت، إن روايته لم تستأذن متى ستولد، لافتاً إلى أن الرواية ركزت على ما عشناه بعد 14 يناير 2011، فقد كان شيئاً مذهلاً، حيث ظهرت على السطح جميع المكبوتات، وأصبح كل شيء في تونس موضع تساؤل، وبرزت تناقضات عدة، زادها الإسلام السياسي الذي عشناه مع الإخوان المسلمون وما هم بإخوان. ولفت إلى أن ما جرى جعلنا نطرح أسئلة صعبة، من طراز من نحن؟ ولماذا وصلنا إلى هنا؟ وأضاف: هذه الأسئلة وغيرها الكثير كانت حاضرة لدى معظم التونسيين، وليست عندي فقط، فقد كان هناك خوف مما يجري، وكذلك أمل بأن نبني دولة ومجتمعاً يُحترم فيه الإنسان، ومن ذلك الخوف بدأت الرواية لكي تسأل لماذا وصلنا إلى ما نحن عليه. وأوضح: ركزت على اليسار في الرواية، لأن اليسار كان جزءاً من قوى ثورية تمثل القيم الكونية التي أؤمن بها شخصياً، واكتشفت بفضل الرواية أن الإشكال الحقيقي يتعلق بالحرية الفردية. وقالت الروائية الإماراتية، ريم الكمالي، إن روايتها سلطنة هرمز ارتبطت بسؤال رافقها منذ طفولتها، في تلك القرية الخضراء، مياهها كالسكر، لكنها محاطة بجبال جرداء رمادية قاحلة، في رأس الخيمة، لم يكن أمامنا إلا البحر، في تلك القرية التي تقع على مضيق هرمز مباشرة، وكان سؤالي منذ الصغر: من نحن يا ترى؟ وتابعت: انتقلنا من تلك القرية إلى دبي في عمر المدرسة، وكانت دبي تعني بالنسبة لي مكتبات ومعرفة، ومن هناك إلى الجامعة، إلى لبنان، حيث درست الآثار، وما أن انتهيت حتى عدت إلى تلك القرية فسألت من جديد: من نحن؟ ووجدت نفسي قد عدت إلى عام 1507، العام الذي دخل فيه الجنرال فونسو (دي ألبو كيرك البرتغالي)، البلاد، تخيلت أنهم دخلوا من أجل البحث عن المياه العذبة، واستحضرت مشاهد السفن التي كانت تمر أمام عينيها. وقال الروائي الكويتي الحائز جائزة البوكر العربية عام 2013، عن روايته ساق البامبو، سعود السنعوسي، هي رواية في قالب سيرة ذاتية، وأنا أكتب كنت أشعر بذلك، وعموماً، لا أفكر في التصنيف عادة، فقط أكتب. ولفت إلى أن روايته فئران أمي حصة، لم تُمنع في الكويت، لكنها لم تُجز، وأشار إلى أنه قد تكون الرواية لأبناء جيلي صادمة، لأنها تناولت أموراً كانت غائبة عن الوعي الجماعي، فالرواية تناولت الكويت منذ الخميني عام 1979 مروراً بالحرب العراقية الإيرانية. وأكدت الكاتبة السعودية، سارة مطر، أنها تكتب اليوميات والسيرة الذاتية، بمعنى أنها متخصصة في السيرة الذاتية واليوميات، مشيرة إلى أن كتابة اليوميات أسهل بكثير من كتابة الرواية، لافتة إلى أنه لدي أربع كتابات يومية، ورواية واحدة، وعايشت وعشت قصص حب، وكتبت عن ذلك بلا حرج، وتابعت: عندما تكتب قصة حب هُزمت فيها، تخرج بعد الكتابة وأنت بطل ومنتصر. وتابعت: من خلال كتابة يومياتي أكون متصالحة مع ذاتي، ففي هذه اليوميات ناقشت وطرحت كثيراً من تفاصيل الحياة اليومية بقالب أدبي، مشيرة إلى أنها تناولت مختلف تجاربها، بما فيها التجارب العائلية والعاطفية. الدكتور شكري المبخوت، قال لـالإمارات اليوم، إن الرواية تتحدث عن اليسار التونسي لكنها لا تحمل رسالة إلى اليسار، هي رواية لكل الناس، لكن هناك أسئلة تطرح على اليسار وغير اليسار، خصوصاً في ما يتعلق بمفهوم الحرية الفردية، ولفت إلى أن الواقع الثقافي العام في تونس اليوم يشهد حالة من التجاذب بين الأفكار الحديثة والأفكار التي يتبناها الإسلام السياسي، وهناك صراع لم يحسم بعد، وسيظل قائماً إلى أن تتبلور المسائل، ونبني الدستور والدولة الجديدة.

مشاركة :