الإيجابية والتفاؤل في زمن الكوارث والأزمات

  • 5/3/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل الكوارث والأزمات اليوم معضلة بشرية ومادية لجميع المجتمعات والحكومات وذلك بغض النظر عن مستوياتها الدولية والقارية والإقليمية أو المحلية أو تنوعت تصنيفاتها الاقتصادية السياسية العسكرية الوبائية، حيث عانت هذه المجتمعات ولا تزال تعاني بدرجات متفاوتة من أضرار هذه الكوارث وأصبحت واقعاً حتمياً يواجه الدول والمنظمات وعلى مختلف المستويات؛ ومن أبرز مظاهرها الاكتئاب وسوداوية المشهد وسيطرة روح التشاؤم والطاقة السلبية، وتغذيها الشائعات والانسياق وراء بعض الأكاذيب والمفاهيم الخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي دونما التأكد منها أو من مصادرها.. وهذا ما أدركه فريق إدارة الجائحة منذ بدايتها بالشفافية المطلقة وإعلان كافة المعلومات عبر وسائل الإعلام وموقع وزارة الصحة والمؤتمر اليومي. وهانحن نستقبل شهر رمضان بقدرة الله، ونحن في هذه الظروف والتي في شكلها الظاهري فاجعة ومصيبة ولكن ما أدرانا فلو نظرنا للجانب المشرق من الصورة وبنظره إيجابية فكما جعلتنا كورونا في الفترة الماضية نقضي أوقاتنا مع أفراد أسرنا ولا نفترق إلا وقت النوم، بعدما كنا منقادين للنمط السريع للحياة وأصبح تواصلنا في الغالب عن طريق أجهزة الاتصال الحديثة وتطبيقات التواصل الاجتماعي حتى داخل الأسرة الواحدة في نفس المسكن قد تكون هبة من الله لنعيد حساباتنا في علاقتنا الإنسانية.. فسنكون في رمضان لأسرنا أقرب وسيكون رمضان هذا العام يحمل عبق الماضي الجميل، وسنتعرف على أفراد الأسرة عن قرب، ونتقاسم الأفراح وساعات المرح وقد تكون فرصة لمشاركتهم مع معرفة طموحات وأهداف، بل ومعاناة ومشاكل من يعيشون معنا في نفس الدار من إخوة وأخوات وأبناء، والمساهمة في حلها. وما يمنعنا من الاحتفال بعيد الفطر فهو فرحة الصائم وليس بالضرورة أن نلبس الجديد فأغلبنا لديه من الملابس ما يحتار في لبسها، ولنتذكر من لا يعرف الجديد إلا في العيد وفرصة لنتخلص من بعض الممارسات والسلوكيات التي ارتبطت بهذا الشهر الكريم من إسراف في المأكل والمشرب وازدحام الطرقات والأسواق بالمتسوقين وتكديس المواد التموينية في البيوت. ولنا في الأيام الماضية عبرة، نعم غيرت الكثير من عاداتنا وسلوكياتنا لكننا لم نكتف بالبكاء على اللبن المسكوب فحياتنا لم تتوقف حتى مع الحظر ومنع التجول في أغلب ساعات اليوم، بل استمرت بعدما طوع الإنسان التكنولوجيا لخدمته أحد مقومات رؤية المملكة 2030 والاستثمار في الإنسان فقد فعلت الحواسيب و الإنترنت والتطبيقات التفاعلية والعمل عن بعد لإنجاز أغلب الأعمال بما فيها الأعمال الحكومية.. فقد يكون ما أصابنا منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية.

مشاركة :