يوم الشهيد - هاشم عبده هاشم

  • 6/24/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

•• لا يكاد يمر يوم واحد.. دون أن يسقط عشرات الشهداء.. ولا سيما في منطقتنا العربية.. وفي دولنا الإسلامية مع الأسف الشديد.. •• ونحن هنا في المملكة في مقدمة دول العالم اهتماماً بهؤلاء الأبطال الذين يقدمون أرواحهم فداءً للوطن وأهله.. والعناية بأهلهم وذويهم من بعد استشهادهم. •• لكن ما أطالب به الآن هو.. تخصيص يوم للشهيد على مستوى الأمتين العربية والإسلامية.. نتذكر فيه هؤلاء الأبطال.. ونتواصل مع أسرهم وعوائلهم.. ونتوقف امام ذكراهم.. وقفة وفاء.. وإكبار.. وإعزاز من الأوطان التي أنجبتهم وتفتخر بهم إلى أبد الآبدين. •• فكرة كهذه قد يبدأ مجلس التعاون الخليجي بتبنيها.. وبعد ذلك فلتتسع الدائرة.. على مستوى الجامعة العربية فمنظمة التعاون الإسلامي.. وبقية الهيئات والمنظمات العربية والإسلامية الحقوقية والإنسانية.. •• ولمَ لا يكون هذا اليوم بعد ذلك شاملاً للمجتمعات الإنسانية ككل.. لأن التضحية بالأرواح في سبيل الأوطان مسألة لا تقتصر على وطن أو أمة.. •• وبالتالي.. فإن هذا اليوم قد يصبح في يوم من الأيام يوماً عالمياً.. تتبناه الأمم المتحدة.. وتشارك فيه كل دول العالم وشعوبه.. بفعاليات تنبع من طبيعة كل بلد وثقافته وتكوينه.. •• المهم هو إعلاء شأن التضحية والفداء من أجل الوطن.. واتحاد مشاعر شعوب العالم في هذا اليوم.. وارتباطها بمناسبة كهذه.. ترتبط ارتباطاً قوياً بطبيعة "الوطنية" واستحقاقاتها.. •• ودعوني أكن صريحاً بعض الشيء فأقول.. •• إن هنا ضعفاً شديداً في الانتماء الوطني.. ولا سيما عند الأجيال الجديدة المشغولة بأمور حياتية أخرى.. •• وأنا لا ألوم الأجيال المتأخرة بهذا بقدر ما أوجه اللوم للأنظمة التعليمية والإعلامية والثقافية في تلك المجتمعات التي تعاني من هذا الانفصام بشكل حاد وقوي.. •• بل إن هناك من الأنظمة من ساعد بل وتعمد أن يخلق فجوة بين الوطن والمواطن.. بعضها فعل هذا لأسباب سياسية.. والبعض الآخر لمفاهيم ثقافية قاصرة.. والبعض الثالث.. بالتركيز على الأولويات الاقتصادية ورفع معدلات النمو المادي على حساب الجانب الثقافي والحضاري.. •• وبصرف النظر عن تلك الأسباب.. وكلها خطيرة.. وسلبية على الأوطان.. فإن تخصيص يوم كهذا.. مع التخطيط الجيد له.. كفيل بتحقيق الكثير من الأهداف التي تجعلنا أكثر ارتباطاً بالأرض.. وعرفاناً بالجميل لمن ضحوا بأرواحهم.. وتكريماً لأبنائهم وأسرهم الذين يعيشون بيننا.. وتحريكاً دائماً للحس الوطني في الاتجاه الذي يعزز الانتماء.. ويقدمه على كل ما عداه.. ••وكم اتمنى.. أن نبدأ نحن هنا في المملكة بتبني هذه الفكرة.. لأننا البلد الذي انطلقت منه رسالة الهداية والنور.. وشعت منه كل معاني الإنسانية.. وترابطت فيه النفوس وتعاظم الشعور بحرارة الفقد.. •• وغير هذا.. •• فإن المملكة ومن موقعها القيادي الحالي لمبادرات كثيرة تقوم على تجميع الأمة.. وتوحيد الصفوف.. فإن انطلاق هذه الدعوة لتكريم الشهيد.. ستجد – بكل تأكيد – تجاوباً عظيماً من كل دول وشعوب العالم.. كما نكون نبراساً في العمل على الحث من أجل التضحية بكل مرتخص وغالٍ لخير وسلامة الأوطان.. ••هل نبادر إلى ذلك.. لتضاف إلى أعمال ومبادرات سابقة أطلقناها والتف حولها الأشقاء وبعض الأصدقاء.. ووجدت صداها في كل العالم؟ •• أتمنى ذلك وأرجوه من كل قلبي؟ • ضمير مستتر: •• ليس هناك تضحية أعظم من الروح.. ولكن من أجل وطن يستحق الفداء.

مشاركة :