المجس الفضائي الأوروبي يعاود الاتصال بالمسبار «رشيد»

  • 6/24/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال مديرو برنامج المجس الفضائي الأوروبي "فيلة" إنه استأنف الاتصالات اللاسلكية مع المركبة الفضائية المدارية الأم على سطح مذنب الجمعة الماضي، ما ينعش آمال العلماء في مواصلة المهمة الرائدة لفك بعض الألغاز الكونية الخاصة عن نشأة المجموعة الشمسية. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، نجح "فيلة" وهو مركبة فضائية تزن 100 كيلوغرام، في الالتحام بالمسبار الفضائي "رشيد" قبل أن يهبط أخيراً على سطح المذنب "67 بي/ تشوريموف - غيراسيمينكو" في إنجاز تاريخي. وشرع المجس الفضائي في سلسلة من التجارب المبرمجة سلفاً، واستمرت 64 ساعة ثم توقف عن العمل وعجز عن جمع ما يكفي من أشعة الشمس لإعادة شحن بطارياته بسبب انحرافه ليهبط في منطقة ظل خلف صخرة، ما تعذر معه تشغيل ألواحه للطاقة الشمسية. لكن مع انطلاق المذنب نحو الشمس وزيادة درجة حرارته، نجح المجس "فيلة" في الخروج من حاله الأسبوع الماضي، ليبعث بإشارتين لاسلكيتين الى المسبار "رشيد". وكانت محاولات أخرى للاتصال بالمجس "فيلة" باءت بالفشل، لأن المسبار "رشيد" كان منخرطاً في مجموعة من التجارب والأنشطة العلمية المحددة مسبقاً. وقالت "وكالة الفضاء الأوروبية" على موقعها الالكتروني الخاص بالبرنامج إن "الإشارتين اللاسلكيتين صدرتا الأربعاء الماضي، واستمرت كل منهما دقيقتين أكدتا سلامة فيلة". وسيقوم المسبار "رشيد" الذي يحلق في مدار يبعد 180 كيلومتراً عن سطح المذنب بخفض مستوى دورانه بواقع ثلاثة كيلومترات، ليتسنى له اتخاذ موقع أفضل لاستقبال الإشارات اللاسلكية من "فيلة". وقالت نائب مدير رحلة المسبار "رشيد" في الوكالة الأوروبية، ايلزا مونتانون، أنه "من المهم أن نرى إن كان بوسعنا تأمين نمط اتصال مستقر بين المسبار والمجس". وبمجرد استقرار عودة الاتصالات، يعتزم مديرو الرحلة إعادة "فيلة" إلى العمل في إجراء تجارب تستلزم القدر الأدنى من الطاقة مع عدم تحريك المركبة. ويريد العلماء، في نهاية المطاف، إدارة المجس بزاوية 30 درجة حتى يتمكن مثقابه الصغير من الحفر لأخذ عينات من المذنب من أجل تحليلها. وقال مدير مشروع "فيلة" في "وكالة الفضاء الفرنسية" فيليب جودون، إنه "أمر يمكننا إنجازه ربما ليس خلال الأسابيع المقبلة، لكن يقيناً سننجزه خلال الأشهر المقبلة". ويُعتقد أن المذنبات ليست سوى متبقيات تخلفت عن الوحدات البنائية الأساسية التي نشأت عنها المجموعة الشمسية، وربما تحمل في طياتها قرائن تهدي العلماء الى كيفية وصول الماء والمواد الكيميائية التي تكونت منها الحياة على الأرض. ويدور المذنب "67 بي/تشوريموف-غيراسيمينكو" حول الشمس في مدار اهليلجي يمر بين مداري كوكبي الأرض والمريخ، ويمتد حتى يمر بمدار كوكب المشترى. ويقترب المذنب من أقرب نقطة من مداره حول الشمس في 13 آب (أغسطس) ما يثير أتربة قد تجعل المسبار "رشيد" يعجز عن الاستعانة بالمعدات الخاصة في توجيهه. وسيرافق المسبار "رشيد" المذنب حتى نهاية العام الجاري على الأقل قبل ان ينضم الى المجس "فيلة" على سطح المذنب. ويأمل العلماء أن تساعد العينات التي سيجمعها المجس "فيلة" من المذنب، البالغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه ثلاثة كيلومترات، في الإفصاح عن تفاصيل كيفية نشوء الكواكب وربما الحياة نفسها. ويحتفظ المذنب المكون من جليد وصخور بجزيئات عضوية قديمة تمثل كبسولة الزمن. وطلب فريق العمل تمديد تمويل مشروع "رشيد" حتى أيلول (سبتمبر) 2016 حين يتجه "رشيد" الى المذنب لالتقاط صور قبل أن يلتحم به. وبدأ هذه المشروع منذ عشر سنوات، ويرى العلماء أن فرصة الهبوط ستسنح في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) حين يكون المذنب على بعد 450 مليون كيلومتر من الشمس.

مشاركة :