لا يخفى على احد طبيعة عمل الشركات السياحية التى ينحصر نشاطها على تقديم خدمة للعميل … ولا نعلن سراً ان قلنا ان الغالبية العظمى من الشركات تنفق الكثير والكثير مقدما سواء مصروفات ادارية او تشغيلية باسلوب المصروف المقدم الذى يصرف فى فترة زمنية مركزية ليخدم فترات تشغيلية مستقبلية . ولا يخفى على احد ان الراسمال العامل لمعظم الشركات منخفض للغاية لاسباب ليس محل مناقشتها الان … والجميع يبدء موسمه باصول متداولة ضعيفة للغاية لن تمكن اى شركة من بدء التشغيل بصورة صحيحة مما يجعلنا نعتمد على السيولة النقدية الناتجة من حجوزات العملاء المستقبلية . ويبدء التشغيل وتدفقات رحلة تخدم تنفيذ الرحلة السابقة لها ويزداد حجم الرصيد الدائن للعملاء كلما تعمقنا فى الترويج والتنفيذ والتعاقدات الجديدة امالين للوصول الى ذروة الموسم لتعويض حجم الخسائر الناتجة من تشغيل بداية الموسم ولتحقيق فائض من الربح الاجمالى يعتبر هو المكسب النهائى بعد مشوار طويل من الجهاد المهنى طوال الموسم وضغط الاعصاب نتيجة الاستثمار فى تجارة لا تظهر نتائجها الفعلية الا بنهاية موسم التشغيل . وجاءت ازمة كورونا فى المنتصف تماما لتوقف كل شىء وتوقف معها تروس العجلة الانتاجية وليس هذا فحسب بل نزيد وتجمد معها الكثير من مقدمات ودفعات الحجوزات المستقبلية للنشاط الخدمى للشركة . وتقع جميع الشركات فى ازمة ومواجهة حقيقة مع عملائها واللذين يجب ان نعترف انهم عملاء ليس لهم دخل فيما نمر به من مشاكل وازمات وفى النهاية الازمة تخص الشركات وهى ستكون الجانى والمجنى عليه فى آن واحد . وتتساوى جميع الشركات من حيث تعرضها لازمة حقيقية نتيجة حالة التوقف عن النشاط وستختلف شركة عن اخرى فى قدرتها على المواجهة والخروج من الازمة … فهناك شركات ستكون خسائرها من الممكن تغطيتها من خلال ضخ اصول جديدة وهناك شركات لن تتغلب على خسائرها او تغطيتها الا بمزيد من الالتزامات الائتمانية والتى ستكون عبئ اضافى جديد على الشركات . اقرأ : انطلاق فعاليات مؤتمر السياحة العلاجية والتجميلية بالقاهرة ويأتى الحل المطروح من الدولة ليزيد عبئ جديد على أعباء موجودة تقع على عاتق الكثير من الشركات … فكيف تستخدم الشركات غطاء أئتمانى من البنوك للصرف على نواحى ادارية اثناء توقف عجلة الانتاج وكيف تستدين الشركات للقيام بالانفاق على عمليات لا تضخ اى ايردات فى الوقت الحالى . وفى النهاية ستكون الشركات الجانى والمجنى عليه وعليها تحمل تداعيات فيروس اوقف الحياة واصابها بالشلل التام وسينتهى الفيروس اجلا ام عاجلا ولكن سنحتاج الى عدة دورات تشغيليه لمقابلة خسائر دورة التشغيل المتوقفة حاليا فقد توقفت تروس العجلة الخدمية والانتاجية فى نقظة المنتصف والذى خلفت من ورائها الكثير من الخسائر .
مشاركة :