يستمر متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، نشر مقتنياته الفنية المهمة على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وذلك في إطار فعاليات "متحف في بيتك- خليك في بيتك وهنجيبلك المتحف لغاية عندك"، التي بدأها المتحف بعد وقف الفعاليات الثقافية كإجراءات وقائية من فيروس كورونا المُستجد.وتأتي من بين هذه الأعمال، لوحة "فارس عربي" للفنان الفرنسي هنري إميلين روسو، من خامة الزيت على الخشب.الفنان "هنري روسو"، فنان فرنسي ولد بالقاهرة في 1875، كان نجلًا لعضو بارز في إدارة الأشغال العمومية العثمانية، قضى حياته بين دول شمال أفريقيا وفرنسا، أتاح له سفره إلى باريس أن يدرس بمدرسة الفنون الجميلة، تلقى تدريبًا هامًا على يد المستشرق العظيم "چان ليون چيروم". تأثر بفن چيروم إلى حد بعيد، إلّا أنه في عام 1901، بدأ في التخلص من سطوة چيروم، وكان أسلوبه الجديد أكثر جرأة ومفعم بالحيوية البالغة، بل كان أقرب لأسلوب الإنطباعيين عنه لأسلوب المستشرقين.كان روسّو شغوفًا برسم الحياة البدوية الواقعية بدلًا من الأسلوب الرومانسي الحالم كما هو معتاد في أعمال المستشرقين، أمضى روسو السنوات ما بين 1920 وحتى 1932 كفنان رحالة متخصص، درس بشكل مكثف الجبال والتضاريس في بلاد المغرب، فمن خلال صداقاته وعلاقاته الوطيدة بشيوخ القبائل هناك، حصل روسو على إمكانية الوصول لأماكن كان محظور على الغرباء إرتيادها، وأكسبه هذا منظورًا خصبًا يختلف عن منظور نظرائه المعتمد على الخيال، فقد وقع روسو تحت سحر فرسان البدو ورسمهم بمنتهى العبقرية. وتميَّزَ أيضًا بأنه كان يطلي أعماله بطبقة من الورنيش شديد اللمعة.
مشاركة :