قول الأديب الألماني يوهان غوته في أحد أقواله المأثورة: «إن الحِرَفي يعمل بيديه، والمهني بعقله، والفنان بقلبه وعقله ويديه».وفي هذه الزاوية الرمضانية الخفيفة، نحاول التعرف عمّا يختلج قلوب الفنانين وعقولهم، من أعمال لا تزال راسخة فيها، أو مواقف وذكريات حدثت معهم، بعيداً عن ساحات الفن ودهاليزها.الإعلامية اللبنانية ديانا فاخوري حلّت ضيفة في هذه الزاوية، لتطلّ على مُحبيها بوجه آخَر جديد «بدون فلتر»، والتفاصيل في هذه السطور. • ما مهنتك، قبل احتراف التقديم؟- اختصاصي هو الإعلام، إذاعة وتلفزيون وصحافة مكتوبة، ولم أعمل خارج مهنة الإعلام. بدأتُ حياتي المهنية كمحرّرة في الصفحات المحلية الاقتصادية والتربوية والسياسية في جريدة «اللواء»، وكنت لا أزال طالبة في الجامعة، ثم انتقلتُ للعمل كمُراسِلة في تلفزيون «المستقبل»، قبل الانتقال لتقديم نشرات الأخبار على شاشة «mtv». • هل تتذكرين أول تقرير قدّمتِه في مشوارك، وكيف كان شعورك وأنت أمام الكاميرا للمرة الأولى؟- أوّل تقرير قدّمتُه وتخلّله «ستانداب»، كان للكاميرا رهْبتها على غرار ما يحصل مع الناس. كنتُ أعدّ ريبورتاجاً لنشرة الأخبار عن الكهرباء، وأذكر أنني أعدتُ «الستانداب» مرتين أو ثلاث مرات وليس أكثر، وعادةً مَن يفعل ذلك للمرة الأولى يعيده كثيراً، وأذكر أنني تعرّقت أمام الكاميرا واحمرّت وجنتاي خجلاً وشعرتُ بأنه شيء جديد في حياتي، ولكن في الوقت نفسه لم أشعر بالخوف. أحببتُ الكاميرا منذ اللحظة الأولى وهي أحبّتْني لأن مَن تحبه الكاميرا تُبْرِز تفاصيله الجميلة. • هل تؤمنين بالصداقة بين الرجل والمرأة؟- نعم، لأن لديّ الكثير من الأصدقاء الرجال، وأعرف جيداً نيتي تجاههم بصرف النظر عما إذا كانت لديهم نيات أخرى. المرأة هي التي ترسم حدود العلاقة وتجبر الرجل على تقبّل الصداقة. لا أعرف إذا كان بالإمكان تعميم هذا الأمر على الطرفين ومدى تقبّل الرجل لصداقة المرأة، وربما هي تحصل ولكن في حالات نادرة، ولكن بالنسبة إليّ هي موجودة، وليس بالضرورة التفكير دائماً بالأمور الغريزية. المرأة الجميلة قد تجد صعوبةً في تقبّل الرجال لها كصديقة، ولكنها عندما تفرض نفسها كذلك وترسم حدوداً لا بدّ وأن يتقبّلها الآخَر. وحتى ولو أخفى إعجابه بها كي لا يخسرها، فإنه يعاملها على هذا الأساس وخصوصاً إذا تَشارَكَتْ معه أمورها الشخصية وأخبرتْه عن حبيبها. • ما الأمر الذي لا تحبين المزاح فيه أبداً؟ - لا أحبّ المزاح في الأمور التي تتعلق بحياتي الشخصية والعائلية، وبالكرامات، وأرفض المزاح الثقيل في ما له علاقة بالموت والحوادث. أنا شخص مرِح وفرِح وأحب المزاح ولكن ضمن حدود وفي إطارٍ جميل. • كيف تتصرّفين إذا تَجَمْهَرَ عليك المُعْجَبون للتصوير معك، وفي الوقت ذاته كان لديك مشوار مهم؟- إذا كنتُ مرتبطةً بمشوار وأراد «الفانز» التصوير معي، فلا مانع عندي من أن أتأخّر عنه، لأننا عندما نكون محاطين بأشخاص يحبوننا يَكْبَرُ قلبُنا، وهذا يُفْرِحنا ويحمّلنا مسؤولية كبيرة، ومن دون «الفانز» لا نكون أشخاصاً مشهورين، ولذا يجب أن نقدّرهم وأن نعطيهم من وقتنا. وأعتقد أنها الناحية الوحيدة الجميلة بالشهرة، لأنها سلاح ذو حدين والبعض يراها مُزْعِجَة بسبب مراقبة الناس لهم وتسليط الاضواء عليهم. • شخصٌ مُزْعِجٌ يجلس بجانبك في الطائرة، كيف تتفاهمين معه؟- أحياناً أحجز المكان الذي بقربي كي لا يجلس أحد إلى جانبي. أحبّ السفر، ولكنني أكره الطائرة وأفضّل الرحلات القصيرة ولا أحب الرحلات الطويلة، وفي غالبية الأحيان أصطحب شخصاً معي يجلس إلى جانبي كي نتسلى معاً. وفي حال جلس إلى جانبي شخص مُزْعِجٌ، وهذا الأمر حصل معي مرّتيْن، لا أردّ عليه وأُظْهِر وجهي القبيح كي لا يتمادى في الإزعاج لأنني لا أتحمّل أبداً. • ماذا تفعلين إذا وصلتِ قمة «إفرست»؟ - هذا الأمر صعب أن يحصل، ولن يحدث لأنني أكره التسلق ولا أحب القمم. وفي حال حصل ذلك، ربما أشعر بأنني قريبة من السماء فأناجي ربي وأطلب منه ان أكون أكثر قرباً إليه. • كيف تتعاملين مع المتطفّلين في «السوشيال ميديا»؟- عدد المتطفلين في «السوشيال ميديا» قليل جداً. وفي الأساس أنا لا أستفزّ أحداً كي أتعرّض للهجوم. أحياناً أواجه الإزعاج من أشخاص مهووسين يكتبون «أحبك ردي علينا» أو يتغزّلون بطريقة غير أخلاقية (من قبيل الغزل وليس الإهانة) فيكون «البلوك» هو الحل الأسهل. • مَن الشخص الذي تستعينين به لاختيار ملابسك؟- أحب ذوقي، لأنني أعرف ما الذي يليق بي، ولكن أحياناً أسأل أختي الصغيرة ديما لأنها مذوقة وأحب ستايلها. • في رأيك، الكماليات في حياة الرجل ضرورة أم «برستيج»؟- الكماليات ليست ضرورة بل كماليات، ولكن يجب أن نحدد ماهيتها. أنا لا أحب الرجل الذي يهتم بالكماليات لأنها ليست له. الترتيب مهمّ في الرجل وكذلك الاهتمام بالنفس، ولكن ليس إلى درجة أن تصبح الكماليات أولوية، ومَن يفعل ذلك اشعر بأنه شخص أناني. • ما الموضة التي لا يمكن أن تتبعيها؟- ليس كل ما هو موضة جميل بالضرورة أو يُناسِبُنا، ولستُ مهووسةَ موضة أو فاشينستا. أنا كلاسيكية جداً وأرتدي ما يُناسِبُني، وموضةُ الصَرْعات التي يكون فيها تقليد للغرب بطريقة مبالَغ فيها لا تستهويني إطلاقاً. • الزائد عن حاجتك من ملابس وكماليات، هل تحبين التبرّع به أو أنك تهدينه إلى بعض الأصدقاء؟ - لا أعطي الأصدقاء. ملابسي المستعمَلة أتبرع بها للناس المحتاجين، خصوصاً أنني لا أرتدي القِطعة إلا لمرات محدودة وأمل منها سريعاً. • ماذا يعني لك الإتيكيت؟- يعني لي كثيراً، وأنا أتعامل مع أصدقائي ومَن يحيطون بي بإتيكيت كي يتعاملوا معي بالطريقة نفسها. قلّة الذوق والتهذيب والترتيب لا أحبها وأنزعج مِن كل مَن لا يتقيّد بالاتيكيت وأنتقده. • طريقة أكلك في المطاعم، وأمام الناس هل تختلف عن طريقة أكلك في البيت؟- بل هي واحدة، أتناول طعامي بطريقة معينة وبعفوية وآخِر همّي الناس، لأنني إذا كنتُ جائعة أتناول طعامي بِنَهَم.• هل تتصنّعين الابتسامة وتجاملين أحياناً من باب النفاق الاجتماعي؟ - كلا، لأنني لا أعرف أن أكون مُصْطَنَعَة. أنا طبيعية جداً، ولو رغبتُ في عدم السلام على شخص، يمكن أن أمرّ من جانبه وأتصرّف وكأنني لم أَرَه، لأنني لا أعرف التمثيل وإظهار عكس ما أنا عليه. لستُ اجتماعيةً كثيراً ولا يمكن أن اكسر الحواجز مع الناس من أول لقاء، ولكن عندما أتعرف على الشخص جيداً أكون طيبة جداً. لا أحب التصنّع ولا يمكن أن أنجح فيه مطلقاً، ولا حتى أجيد المجاملات. • لو تم تقليدك بطريقة لا تعجبك... هل ستتقبّلين الأمر بروح رياضية؟- أتقبل بروح رياضية، ولكن عندما يكون في التقليد قلّة احترام أو مبالغة لن أتقبل، وفي الوقت نفسه يمكن أن أتفهم ذلك، كوني شخصية معروفة.
مشاركة :