الكويت 5 مايو 2020 (شينخوا) لم تمنع الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات الكويتية للحد من انتشار مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الكويتية حليمة العنزي من شراء الملابس التقليدية لأطفالها وتجهيز كل المستلزمات الضرورية من أجل الاحتفال بـ"القرقيعان". وعادة ما تحتفل العنزي (45 عاما) بمناسبة "القرقيعان" التقليدية خلال شهر رمضان، مع أفراد أسرتها الكبيرة وبنات عمومتها وبناتهن في حضور صديقاتها أيضا، لكنها ستحتفل هذا العام مع أولادها فقط داخل البيت بسبب الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الكويت كغيرها من دول العالم لمواجهة كورونا. وقالت العنزي لوكالة أنباء ((شينخوا)) انها استعدت مبكرا للاحتفال بالقرقيعان، حيث اقتنت أثوابا تقليدية لبناتها الثلاث من خلال حساب للبيع الالكتروني على موقع انستغرام، فيما اشترت لولديها اللباس الوطني وهو عبارة عن دشداشة وغترة وعقال. وأتاح البيع الالكتروني للعنزي فرصة شراء مستلزمات القرقيعان من أكياس بألوان واشكال مختلفة وأكواب عصير بالاضافة الى مجموعة من الحلويات والمكسرات والشوكولاتة لاحياء هذه المناسبة. ويحتفل الكويتيون في اليوم الـ 13 وحتى الـ15 من شهر رمضان بالقرقيعان، حيث يحيون حفلات يرقص فيها الأطفال مرتدين ملابس تقليدية ويغنون أغنيات تراثية. كما يخرج الصغار عادة في الحي ويقرعون أبواب الجيران للحصول على نصيبهم من القرقيعان وهو مجموعة حلويات ومكسرات توضع في أكياس خاصة. ويعود أصل تسمية القرقيعان إلى عادة القرع أو دق الباب التي يعمد إليها الأطفال للحصول على الحلويات. وتحرص السيدات الكويتيات مثل "أم علي" على أن تكون أكياس القرقيعان مميزة وقريبة من التراث، فالبعض يختار أكياسا من "الخيش" والبعض الآخر يقتني أكياسا مصنوعة من أقمشة عصرية في شكل أقنعة أو مزينة برسومات وأشكال جميلة. وقالت أم علي لـ ((شينخوا)) بينما كانت تشتري مجموعة من الحلويات في جمعية الجابرية التعاونية، إن الكويتيين لا يمكن ألا يحتفلوا بالقرقيعان الذي يمثل مناسبة اجتماعية مهمة بالنسبة للأطفال كما الكبار. واهتدى الكويتيون إلى أفكار جديدة لتنظيم احتفال القرقيعان هذه السنة بسبب مرض فيروس كورونا المستجد والتباعد الجسدي الذي فرضه على الجميع. وقالت سندس الفضلي وهي ربة منزل لـ ((شينخوا)) انها قررت استخدام تقنية البث المباشر على فيسبوك لبث احتفال أطفالها بالقرقيعان ومشاركته مع أفراد عائلتها الكبيرة حتى تعم الفرحة ويشعر الصغار بالاحتفال. وأطلق حرفيون تقليديون كويتيون منضوون تحت لواء فريق 965 إكسبو للمعارض الحرفية والتراثية مبادرة على وسائل التواصل الاجتماعي لحث الكويتيين والخليجيين والمقيمين على الاحتفال بالقرقيعان بطريقة مبتكرة. وتدعو المبادرة الى نشر صور الأطفال وهم يحتفلون في منازلهم مرتدين الملابس التقليدية على أن تحصل الصور التي تنال أكبر قدر من التفاعل على جوائز قيمة تسلم لهم بعد عيد الفطر المبارك. وقال الباحث في التراث ورئيس فريق 965 اكسبو للمعارض الحرفية والتراثية محمد كمال لـ ((شينخوا))، إن القرقيعان عادة كويتية قديمة، ارتبط بها الكويتيون منذ عقود، لذلك يحرصون على الاحتفال بها. وأضاف "هذه السنة الظروف مختلفة بسبب مرض فيروس كورونا ولكن نحن عملنا على حث الناس وتحفيزهم على التمتع من منازلهم من خلال نشر صور أطفالهم في حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي". ولفت كمال إلى حرص الكويتيين على الاحتفال بالقرقيعان، قائلا إن هناك اقبالا على شراء مختلف الحلويات كالزلابية والغريبة والأصابع حتى تكون حاضرة لتزيين الطاولة في القرقيعان. وعلاوة على ذلك أطلق الفريق بمناسبة القرقيعان مبادرة ترفيهية تحت مسمى "قطاوي" على مواقع التواصل الإجتماعي. وتعني كلمة قطاوي، الألغاز باللهجة الكويتية، حيث يطرحها باحثون في التراث ومؤرخون على الأطفال والكبار في فيديوهات قصيرة ومعبرة ،لاختبار مدى المامهم بالتراث الكويتي القديم. وأكد كمال أهمية مثل هذه المبادرات في رفع المعنويات ودعم الجانب النفسي بسبب الحجر المنزلي الذي يمكن أن يؤذي ويتعب الأطفال الذين حرمهم المرض من اللعب ومن الذهاب الى المدارس. ولا يقتصر الاحتفال بالقرقيعان على الكويتيين، فسمر عباس وهي مقيمة سورية ولدت في الكويت قبل 34 عاما، تحرص هي الأخرى على الاحتفال كل عام لاستذكار هذه العادة التي تعد جزءا من طفولتها. وقالت عباس لـ ((شينخوا)) إن "هذا العام لن يشكل استثناء، فقد أعددت العدة وجهزت كل المستلزمات للاحتفال برفقة أطفالي الصغار رغم عدم مشاركة الأهل لنا". ويعول الكثيرون على مثل هذه الاحتفالات لكسر الروتين اليومي والتغيير. والقرقيعان لا يخص الكويت فقط فهو عادة خليجية تمتد الى العراق حيث يدعى قريقيشون، فيما يطلق عليه قرقاعون في البحرين وقرنقعوه في قطر وقرنشقشوه في سلطنة عمان وحق الليلة في الامارات وقريقيعان في السعودية.
مشاركة :