الدوحة -الراية: تواصلت فعاليات مهرجان بشائر الرحمة الرمضاني الذي تقيمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" بالتعاون مع "أسباير زون"، عقب صلاة التراويح بقاعة فندق "الشعلة". جاءت محاضرة الليلة السادسة بالمهرجان الذي يحمل هاشتاق" # رمضاني إرادة " بعنوان، "الخطوات العلمية للتخلص من العادات السلبية"، وألقاها الدكتور إبراهيم الجناحي، وفضيلة الشيخ الدكتور خالد الجبير، وسط جمع غفير من الجمهور. حيث أكدا أن تصنيف العادة بأنها حسنة أو سيئة، يخضع لمعايير دينية أو مجتمعية، وأنها تختلف من مجتمع إلى آخر، لافتين إلى أن هناك عادات ترفضها كافة المجتمعات مثل ممارسة "الكذب"، وأوضحا أن العادة المجتمعية قد تكون مقبولة في مكان، ومرفوضة في مكان آخر، وأن بعض هذه العادات غير مقبولة إنسانيًا. وشدّد المحاضران على أن الدين هو الذي يضبط العادات المجتمعية، وأن الحياء من الله ومن رسوله ومن الناس، فضلاً عن امتلاك الإرادة، أساس تغيير العادات السيئة إلى إيجابية. وطرح د. إبراهيم الجناحي في بداية المحاضرة تساؤلات حول كيفية تكون العادات السيئة، وما هي العادة الحسنة، ومتى نسمي أي نشاط أو حركة بأنه عادة؟ موضحًا أن العادة هي الشيء الذي يعتاد الإنسان على تكراره حتى يكون جزءًا من حياته يمارسه دون تعب. وقال " إن الانسان حين يمارس عاداته لا يشعر بصعوبة فيها وتتحول إلى أمر سهل "، لافتًا إلى أن دراسات عديدة أجريت على المخ والجهاز العصبي، وقام العلماء بمتابعة كيف تتكون العادات في المخ، ورصدوا ظهور خطوط كهربائية عصبية تسير في مسارات بشكل أعمق داخل المخ، كلما تكررت عادة معينة. وقال الجناحي مجيبًا عن سؤاله السابق " إن تصنيف العادة بأنها حسنة أو سيئة، يخضع لمعايير دينية أو مجتمعية، كما أن بعض العادات تتعارض مع الإنسانية، ولا يختلف عليها أي مجتمع في العالم مثل "الكذب" حين يمارسه صاحبه، وهو غير مقبول بأي حال، بغض النظر عن طبيعة هذا المجتمع وتدينه من عدمه. وبين المحاضر أن هناك عادات شخصية ذاتية يمارسها الإنسان، وأخرى مجتمعية، مثل طريقة السلام وإلقاء التحية، وهي تختلف من مجتمع لآخر، ففي الغرب لا يجدون حرجًا من أن يحتضن الرجل المرأة ويقبلها أمام الجميع في السلام العادي، بينما في مجتمعاتنا لا يوجد هذا الأمر، ولا نقبله شرعيًا ولا اجتماعيًا، موضحًا أن العادة المجتمعية قد تكون مقبولة في مكان، ومرفوضة في مكان آخر. وشدّد الجناحي في الوقت نفسه على أن الدين هو الذي يضبط العادات المجتمعية، وأن عادات سلبية ترسخت لدينا نظرًا لقبول المجتمع بها في السنوات العشر الأخيرة، لافتًا إلى أن العادات التي يكتسبها الإنسان يجب أن يكون ضابطها الشرع، وأن يكون الكتاب والسنة مرجعية الإنسان في أي مجتمع. ونوّه الجناحي بأن الشرع لدينا ليس متحجرًا، وإنما يعطي مرونة كافية أمام الإنسان المسلم للتحرك، وبناء مجتمع إيجابي، وممارسة عادات إيجابية، موضحًا أن ممارس العادة السيئة يراها سببًا لراحته النفسية بما يشكل رابطة ذهنية عصبية لها في مسارات المخ، ضاربًا المثل بالتدخين وكيف أن المدخن يرى السيجارة سببًا في راحته وذهاب الألم الذي يعانيه. وتابع الجناحي: أن علاج العادة السيئة يكمن في محو المسارات العصبية، وربط الأمور بشكل خاطئ للوصول إلى نتائج مريحة لديه. ونوه بأن اختصاصيين أخضعوا مجموعة من الأشخاص لفحوصات بالأشعة المقطعية على المخ، وعرضوا عليهم مشاهد مؤلمة، وأثبتت الدراسات، أن منطقة وسط المخ يظهر بها نشاط مفاجئ، وبالتالي قسموا المخ إلى 3 فصوص، الأول في منطقة الوسط، وهو الفص الحيواني وينشط كلما ظهر تهديد للحياة أو صراع على البقاء، بينما يتولى الفص الأمامي الأمور الإنسانية العقلية مثل التفكير والحكمة والقدرة على اتخاذ القرار. وتابع الجناحي أن منطقة أطراف المخ هي المسؤولة عن تسجيل كافة خبرات الإنسان، وأطلق عليها العلماء وصف "الكمبيوتر"، موضحًا أن العادات الإنسانية تتكون بأطراف المخ، موضحًا أن العلماء انتهوا إلى أن المنطقة الحيوانية في المخ أقوى 10 أضعاف من المنطقة الإنسانية بداخله، لأن الله خلقها لإبقاء الجنس البشري وبالمقابل فإن حكمة الله اقتضت أن تكون المنطقة "الإنسانية "هي المتحكمة في "الحيوانية"، وأوضح: أن صراعًا يحدث بين هذين الفصين داخل المخ في كل موقف يتعرض له الإنسان، وأن رد الفعل الفص الحيواني هو الذي يظهر أولاً قبل أن يتحكم فيه الفص الإنساني. وقال الجناحي " إن أي تصرف قمنا به ثم ندمنا عليه، هو مسؤولية الفص الحيواني، وكلما شعرنا بارتياح من تصرف ما، فإن مرجعيته أن الفص الإنساني هو المتحكم. ونوه بأن التخلص من العادات السيئة يكون من خلال المعرفة بأن هذه العادات يحكمها الشرع أولاً، وأن هناك جزءًا حيوانيًا في المخ هو المتحكم بهذه العادة، مشددًا في الوقت نفسه على أن الإخلاص والاعتماد على الله والأخذ بالأسباب العلمية والإدارة، وخلق طرق جديدة تفرض التغيير للأفضل، أساس الإقلاع عن العادات السيئة، وإحلالها بعادات حسنة.
مشاركة :