بيروت – قنا: أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، اليوم، أن الأزمة الاقتصادية والمالية المعقدة في بلاده ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات متتالية وسياسات وممارسات خاطئة اعتمدت اقتصاد الريع وأغفلت اقتصاد الإنتاج، وأن أزمة وباء فيروس كورونا (كوفيد - 19) زادت من حدة الأزمة. وقال الرئيس اللبناني، في مستهل اجتماع مع رؤساء الكتل النيابية لمناقشة برنامج الإصلاح المالي للحكومة الذي أقر قبل أيام، إن "الإنقاذ الذي نسعى إليه مسؤولية الجميع، وليس مسؤولية طرف واحد، أو جهة سياسية واحدة".. مضيفا أن الأزمة الاقتصادية في لبنان ليست وليدة اللحظة، بل نتاج تراكمات متتالية، وسياسات وممارسات خاطئة اعتمدت اقتصاد الريع وأغفلت اقتصاد الإنتاج، وفضلت الربح السريع على الربح المألوف والدائم، الذي يأتي من قطاعات الإنتاج والخدمات والمعرفة. ودعا عون إلى تجاوز تصفية الحسابات والرهانات السياسية في البلاد والاتحاد للتغلب على الأزمة.. مشيرا إلى أن خطة التعافي المالي التي وضعتها الحكومة، هي خطة إنقاذ واكبها طلب المؤازرة من صندوق النقد الدولي، وتهدف إلى تصحيح الاختلالات البنيوية في الاقتصاد والمال، وإلى تأمين شبكات الأمان الاجتماعية والمساعدة المباشرة لمن هم أكثر حاجة، واستعادة الثقة بنظام لبنان الاقتصادي والمالي، كما تهدف إلى خفض الدين العام بشكل يقي البلاد المخاطر المستقبلية. وشدد على ضرورة البدء في اتخاذ إجراءات تنفيذية فورية تعيد الثقة في الدولة والقطاع المصرفي على الصعيدين الداخلي والخارجي، واعتماد خطوات تطبيقية سريعة وضرورية. من جانبه، قال السيد حسان دياب رئيس الحكومة اللبنانية، إن حكومته خاضت خلال ثلاثة أشهر تحديات كبيرة وضخمة، لكنها كانت مصرة على معالجة الواقع المالي والاقتصادي، خصوصا في ظل واقع ضاغط على كل المستويات.. لافتا إلى أن أغلب اللبنانيين صاروا عاجزين عن الحصول على أموالهم في المصارف، في حين تمكن آخرون من تحويل أموالهم إلى الخارج، بينما كان سقف الدين العام قد بلغ مستوى لا يمكن للدولة أن تستمر بالتعامل معه بمنطق التأجيل وقذف المشكلة إلى الأمام. وأكد أن حكومته قررت التصدي لهذه المعضلة المالية وعدم تأجيلها. ثم جاء وباء كورونا ليزيد الضغوط على الواقع الداخلي، وفي ظل قدرات محدودة جدا للدولة. وقال دياب إنه "لا مجال للمزايدات اليوم، ولا مكان لتصفية الحسابات، ولا يفترض فتح الدفاتر القديمة في السياسة".. مؤكدا أن حكومته وضعت رؤية للإصلاح المالي والاقتصادي، وهذه الرؤية ستشكل فرصة للتفاوض مع الدائنين، وكذلك للحوار مع صندوق النقد الدولي. ودعا رئيس الحكومة ،القوى السياسية في البلاد والكتل النيابية والأحزاب والهيئات، إلى التوقف عن السجالات، والتخلص من "الأوهام المصلحية التي لا تدوم"، وتدعيم أعمدة الدولة، لحماية البلد، وتخفيف الأعباء على اللبنانيين.. لافتا إلى أنه من حق اللبنانيين أن يقلقوا على مستقبل البلد، ومستقبلهم، ومستقبل أبنائهم. يذكر أن الحكومة اللبنانية أقرت في 30 أبريل الماضي خطة إنقاذ اقتصادية في البلد، الذي يتجاوز دين الدولة فيه 92 مليار دولار ويشهد احتجاجات في الشارع بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانخفاض قيمة العملة الوطنية (الليرة). ووفق الخطة، تقدر الحكومة حاجة لبنان إلى أكثر من 80 مليار دولار للخروج من الأزمة والنهوض بالاقتصاد، مؤكدة أن الحل المبدئي للأزمة يكمن في الحصول على 10 مليارات دولار على شكل دعم خارجي خلال السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب الحصول على الأموال التي التزم بها المانحون في مؤتمر /سيدر/ الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس عام 2018، والتي تقدر بأكثر من 11 مليار دولار.
مشاركة :