عندما يكون الفقر حافزًا للنجاح 

  • 5/7/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هناك أشخاص عاشوا فقراء وماتوا عظماء، عاشوا الفقر المدقع وحياة صعبة لا يملكون قوت يومهم لا منزل يؤويهم ولا عائلة مترابطة ترعاهم إلا أنهم حققوا نجاحاً مبهراً، إذ نجحوا في تغيير أنفسهم وبلدهم والعالم وتطوير البشرية، ومازالت اكتشافاتهم وتجاربهم تدرس في الجامعات كدروس في فنون الأعمال والاقتصاد. هؤلاء الأشخاص أعطوا دروساً في العمل والكفاح والصبر وعدم اليأس، علّموا البشرية أنه حتى وإن كان الفقر كابوساً ومصيدة تؤدي إلى الجهل ونقص المهارات والقدرات الفكرية إلا أنه بالعزيمة والإصرار والاهتمام بالقدرات والمواهب الذاتية يمكن للفرد أن يطور نفسه وأن تكون لديه قدرات خاصة لمواجهة الصعاب. الحرمان المادي والعلمي وانعدام الاستقرار المعيشي يمكن أن يكونا حافزا للتقدم والنمو، إذ ليس من الضروري أن تولد غنياً لتبقى غنياً أو أن تولد فقيرًا لتبقى فقيرا.فريد فيجرز أحد هؤلاء الأفراد ولد فقيراً وعاش عظيماً. ولد عام 1989 لأب مجهول وأم مدمنة للمخدرات، وبسبب الفقر ألقته والدته في القمامة رضيعاً أي بعد ساعات من ولادته لتتخلص منه فبقي يصارع الموت وسط القمامة والحيوانات الضالة قبل أن تأخذه يد الرحمة إلى مستشفى رعاية الأطفال. التصق به لقب طفل القمامة نظرًا إلى بشاعة ما مر به.تبنته عائلة فيجرز ليحظى بطفولة جيدة نسبياً. ترعرع في كنف هذه العائلة وأدخل المدرسة فتعرض للسخرية من قبل زملائه بسبب قصته. حزن الطفل بشدة وكره نفسه، ولكي يخفف عنه حزنه اشترى له أبوه بالتبني جهاز حاسوب مستعملا من محل الخردة. كانت هذه بالنسبة إلى فريدي فرصة ذهبية ليتعلم ويصقل مهاراته وهو في التاسعة من العمر.فقام بتفكيك الحاسوب وإعادة تركيبه أكثر من مرة لاستكشاف ما بداخله وفهم تركيبة الجهاز وكيف يعمل. درس كل قطع الحاسوب وتعلم إصلاح كل الأعطال. يقول فريدي إنه لا يزال يحتفظ بهذا الحاسوب لأنه كان السبب وراء نجاحه. بعد ذلك بدأ في البحث عن وظيفة إصلاح أجهزة الكمبيوتر وحصل عليها وهو في الـ13 من العمر، استمر في الوظيفة مدة عامين قبل أن يبدأ بإنشاء شركته الخاصة لإصلاح أجهزة الكمبيوتر والبرمجة وذلك في حجرة معيشة منزله. واصل تطوير عمله إلى أن بلغ عدد عملائه 150 عميلا وهو في الـ17 من العمر. وعندما بلغ الـ22 من العمر باع برنامجاً لتعقب نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). يقول فريدي: «اخترعت هذا الجهاز لمساعدة والدي الذي كان يعاني من مرض الزهايمر، فقد وضعت جهازًا يمكنني إدخاله في حذائه يسمح لي بتعقبه، بالإضافة إلى التحدث إليه من خلال حذائه كانت مشاهدة تدهوره صعبة جداً، إنه شيء لن أتمكن يوما من نسيانه». باع براءة اختراعه لشركة بأكثر من مليوني دولار. في سن الثلاثين أنشأ شركة Figgers Wireless، التي تقدر أرباحها بأكثر من 60 مليون دولار.

مشاركة :