قال فيروز لصحيفة الغارديان البريطانية، وهو عامل من الهند عالق في المنطقة الصناعية في العاصمة القطرية، منذ ما يقرب من شهرين: "أبلغتنا الشركة أنها لن تدفع لنا رواتب إبريل، لكنهم سيعطوننا بعض المال من أجل الطعام، إلا أننا لم نحصل عليه كذلك. أعطونا طبق بيض وبعض الزيت قبل بضعة أيام. وقد كان هذا كل شيء، يبدو الأمر وكأننا في السجن". وانتقدت الصحافة العالمية وضع العمالة مع ظروف الوباء قائلة إنهم بلا مرتبات ولا طعام، وتحدثت عن استمرار شركات في قطر في معاملة لا إنسانية. وذكرت مجلة إيكونوميست أن قطر واحدة من أغنى دول العالم وأقلها سكانا، ومع هذا أجبر العمال على التوسل من أجل الطعام بعد التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا، وقد تفشى المرض بينهم إلى درجة أن نتائج الفحص بينت إصابة إيجابية لشخص واحد من كل أربعة أشخاص. في حين وصفت الغارديان قطر، بأنها الأسوأ، قائلة إنه يعيش فيها أكثر من مليوني عامل أجنبي، ويوجد فيها الآن أحد أعلى معدلات العدوى للفرد في العالم، حيث تبين أن 25% تقريباً من الذين تم فحص إصابتهم بالفيروس في العشرة أيام الأخيرة مصابون، وكانت الغالبية العظمى منهم من العمال الأجانب. وقالت وسائل الإعلام الدولية إنه رغم وجود شكاوى ضد بقية الخليج لكن نالت قطر جُل الاهتمام، حيث اتضح في 11 مارس وجود 238 حالة مصابة بالفيروس في مجمع سكني واحد في المنطقة الصناعية، التي تضم أكثر من 369 ألف شخص. وبالتالي أغلقت عشرات الشوارع في هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 9 كيلو مترات مربعة. ووصف الإعلام الدولي الوضع في قطر بالسيئ جدا وخاصة فيما يتعلق بالعمالة الفقيرة التي تشكل غالبية النسبة السكانية في قطر البالغة 2.8 مليون نسمة، وتزداد الحالة صعوبة مع وباء كورونا. ففي المنطقة الصناعية، وهي حي للطبقة العاملة جنوب غرب العاصمة الدوحة، ينام بعض المقيمين في غرفة يتكدس بها ثمانية أشخاص، ويتشارك العشرات الحمامات والمطابخ. ولهذا، فإن مثل هذه الظروف المعيشية تعتبر البيئة المثالية لانتشار الفيروس. وقالت الغارديان إنها أجرت مقابلات مع أكثر من 20 عاملا في الدولة المستضيفة لكأس العالم وإن حالتهم متزايدة من اليأس والإحباط والخوف. وأخبر العديد منهم الغارديان أنهم فقدوا أعمالهم فجأة، بدون أي وسيلة أخرى لكسب لقمة عيشهم. وذكر آخرون أنهم يائسين ولا يمكنهم العودة إلى بلدانهم. كما أجبر البعض على التوسل من أجل الطعام من أصحاب عملهم والجمعيات الخيرية. وعلق رفيق عامل النظافة البنغلاديشي الذي فقد عمله في مارس الماضي: "لا أملك القدر الكافي من الطعام. لدي بعض الأرز والعدس فقط. وسيكفيني لبضعة أيام فقط. لكن ما الذي سيحدث عندما ينتهي الطعام؟". وتنفي الحكومة سوء الوضع وتذكر أن الوفيات منخفضة، وقد تضاعفت محنة العمالة بعد توجيه من الحكومة للشركات في منتصف إبريل يجيز لها عدم دفع الأجر أو إنهاء عقود العمال بسبب كورونا. وأفادت نساء عاملات أن الشركة القطرية التي تقوم بتوظيفهن مباشرة أجبرتهن على توقيع ورقة بأنها لم تعد مسؤولة عن رواتبهن. ومنذ أوائل مارس، تلقت كل منهن 100 ريال فقط. وقالت إحداهن: "ليس لدينا أي أموال متبقية الآن. توسلنا إلى مشرفنا من أجل الطعام وأعطانا القليل منه، لكن ماذا سيحدث عندما ينتهي؟". وتدعي الحكومة أنها وضعت خطة قروض بقيمة 656 مليون جنيه إسترليني للشركات في قطر بحيث يمكنها الاستمرار في دفع رواتب العمال في الحجر الصحي أو العزل الذي تفرضه الحكومة، لكن بعض العمال أخبروا الغارديان أنهم حصلوا على إجازة بدون أجر. من جانبها، أعلنت الحكومة أن "ألف شاحنة محملة بالبضائع تدخل إلى المنطقة الصناعية يومياً"، مع الغذاء والماء ومعدات الحماية للعمال.
مشاركة :