الخيمة الخضراء تنظم ندوة إلكترونية حول الآثار النفسية للحجر المنزلي

  • 5/7/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة – قنا: تناولت الخيمة الخضراء، التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة، موضوع الحجر المنزلي وتأثيراته النفسية والمجتمعية والاقتصادية، وذلك في ندوة الكترونية، شارك فيها عدد من المختصين من قطر وسلطنة عمان ومصر وتونس والمغرب. وأشار المشاركون في الندوة إلى أن جائحة كورونا خلفت آثارا نفسية واجتماعية واقتصادية شتى على الناس حول العالم، وأن على الجميع أن يتخذوا خطوات من أجل عدم التأثر نفسياً بالوضع الحالي. ولفتوا إلى أن الدول والمؤسسات حرصوا على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة خلال الجائحة، ومن بينها دولة قطر، التي لم يتوقف دورها على الداخل فقط، بل قدمت مساعدات للدول التي عانت بصورة كبيرة من الأزمة. وقال الدكتور سيف الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة إن البشرية تمر بحدث جلل لم تعهده البشرية، مما استدعى البقاء بالبيت طوعا وكرها، وأن من الدروس المستفادة أن كل محنة، بالإضافة إلى ما بها من جوانب مؤلمة ومحزنة ومكلفة، فإن لها أوجه أخرى إيجابية. وأضاف "علينا أن نستفيد من الأزمة بالتموضع في مكان يؤهلنا للصمود والتقليل من الآثار النفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فالحجر الصحي ليس جديداً على التاريخ الإسلامي، كما أنه الخيار الأمثل للحد من تفاقم وانتشار هذا الوباء". وأشار إلى فضل المحن في إبراز الإنجازات والتنبيه بالمخاطر، إذ ينبغي الالتزام وتعزيز شعار "خليك في البيت"، حفاظا على صحة وسلامة المجتمع البشري. من جانبه، قال الدكتور عزيز النعمان استشاري نفسي من سلطنة عمان إن الآثار النفسية لجائحة كورونا متعددة وكثيرة، ومن بينها القلق والتوتر والاثار السلبية الناتجة عن كثرة الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا "كوفيد 19" وتضاربها. ولفت إلى أن المشكلات النفسية المترتبة على الجائحة هي نتاج اهتزاز الثقة بالنفس لدى الإنسان، وشعور الكثيرين بالضعف أمامها، منوها إلى أن عجز الكثير من الدول وخاصة المتقدمة عن التصدي لجائحة كورونا خلف شعوراً لدى الكثيرين بأن مصيرهم مجهول. وشدد على أهمية التقليل من متابعة الأخبار المتعلقة بالفيروس، وأن يلتزم الشخص بالمصادر الموثوقة كالسلطات الصحية في بلاده فقط.. مؤكدا أن المتابعة الدائمة لأخبار كورونا فيه مضيعة للوقت، وتتسبب في زيادة الأمراض النفسية، وأنه من الأفضل التركيز على قضاء وقت أطول مع الأسرة، وتقليل ضغوط العمل، والمشاركة في الأمور المنزلية، والاهتمام بالصحة، والتقرب إلى الله خلال هذه الفترة. بدوره، أوضح الدكتور عبدالناصر فخرو، من كلية التربية جامعة قطر أنه بالرغم من السلبيات المعروفة عن جائحة كورونا، إلا أنها خلفت إيجابيات أيضاً، منها الأثر الذي تركه الحجر المنزلي على الجميع، فقد ساهم في بناء عادات ومهارات جديدة، وأدى إلى اكتشاف الذات، لدى الكثيرين ومنحهم فرصة التأمل الذاتي. ووصف الدكتور عبدالناصر فخرو الحجر المنزلي بأنه استراحة مقاتل، مثل الصيام ثلاثة أيام بالشهر، ومثل أداء العمرة في رمضان إلى غير ذلك من الممارسات الروحية، داعيا لاستمرار اللقاءات الالكترونية سواء العائلية أو الإدارية. واختتم بالتأكيد على أن نظافة البيئة زادت في الفترة الأخيرة في ظل قلة الملوثات من المصانع وعوادم السيارات والطائرات، وأن الكثيرين باتوا أكثر قدرة على التحكم الذاتي بالوقت الشخصي، وهي من الأمور الايجابية للمكوث في المنازل. من جانبه، أكد الدكتور محمد الأسعد القيسي اختصاصي علم الاجتماع من تونس، أنه وقف على العديد من الدراسات التي تؤكد على الأثر النفسي السلبي لجائحة كورونا على الكثيرين، خاصة أنه لا أحد يعلم موعد انتهاء الجائحة. وقال إن الأثر النفسي الذي خلفته الجائحة بلغ حد انتحار البعض في الدول الأوروبية نتيجة للضغوط التي يتعرضون لها، ولكن في الدول الإسلامية، الأمر مغاير حيث يحث الدين الحنيف على الصبر في مثل هذه المحن. وأضاف أن الأطفال والمراهقين من بين المتأثرين بالحجر المنزلي، وتأثرهم ينعكس على الأم والأسرة، وتصل التأثيرات في بعض الأحيان للأفكار السلبية أو فقدان الشهية أو زيادتها، وغيرها من الظواهر التي تعكس قلق الإنسان. وأكد أن كثرة متابعة الأخبار تزيد من المخاوف، والبقاء في المنزل يضاعفها، ناصحاً باللجوء للوسائل التي تحد من آثار المكوث في المنزل، كوسائل التواصل والأجهزة الحديثة التي تكافح الملل. في الإطار ذاته، استعرض عدد من المتخصصين المشاركين في الندوة عددا من النصوص الدينية ومواقف الرسول الكريم وصحابته في التعامل مع الأوبئة والابتلاءات والتكيف مع الواقع ومدى مراعاة الدين للمصالح والمآلات، ونظره إلى العواقب المترتبة على الواقع. كما تناولوا التأثيرات الاقتصادية لجائحة كورونا على العالم، وكيف أن بقاء الناس في البيوت، وإن كان هو السبيل لسلامتهم، فقد خلف آثارا سلبية كثيرة، فالشركات الصغيرة والمتوسطة تأثرت بصورة كبيرة رغم دعمها من قبل الحكومات.

مشاركة :