الدوحة-قنا: نظمت الخيمة الخضراء التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة، ندوة بعنوان إيحاء الطبيعة في الإبداع العلمي والهندسي، اعتبر عدد من المشاركين فيها، محاكاة الطبيعة أحد منابع الابتكارات وأساس الاكتشافات الإنسانية والتطور العلمي والصناعي والإداري في حياة البشر. وأشار هؤلاء المشاركون إلى أن هناك طريقتين لفهم الكون هما الملاحظة، والتأمل والتفكير، لافتين إلى الدور المحوري لمحاكاة الطبيعة في عدد من الاختراعات. وأكد الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة خلال الندوة التي نظمتها الخيمة عبر الإنترنت، أن الإنسان يسعى منذ القدم إلى محاكاة الطبيعة للإجابة عن أسئلته، وحل مشكلاته، وتلبية متطلبات حياته، فاتخذ من الكهوف بيوتا، ومن الأشجار مأوى له، ومن النباتات وثمارها طعاما وشرابا سائغا، وصولا إلى اكتشاف النار الذي مثل مفصلا في نموه. وأضاف أن الاكتشافات توالت وعظمت المخترعات، التي نقلت الإنسان من الاعتماد على طاقته الجسدية المحدودة، واستغلال طاقة البهائم، إلى طاقة الرياح، فالطاقة الأحفورية، وصولا إلى الطاقة الشمسية، والطاقة النووية. وبين الدكتور الحجري أن كل مرحلة من الاكتشافات أهلت الإنسان لمزيد من الفهم، والقدرة على التقاط الإلهامات من الطبيعة، مشيرا إلى أن محاكاة الإنسان للطبيعة تظهر في كل ما يحيط بنا من منجزات ووسائط، وصلت إلى صناعة طائرات الهليكوبتر المستوحاة من حشرة اليعسوب، وأن معظم ما يعج به الواقع الآن، هو ثمرة من ثمار محاكاة الطبيعة، فالأبنية والصروح المحيطة بالإنسان ثمرة محاكاة الطبيعة، بجمالها وخطوطها الهندسية البديعة. في الإطار ذاته أكد المشاركون في الندوة أن الطبيعة كانت ولاتزال ملهمة للبشر في جميع أنشطتهم وتجسد ذلك في الآداب والفنون ومع نضوج الفنون وتحولها إلى علوم أخذت الطبيعة شكلا آخر من الإيحاء سرعان ما وجد سبيله إلى التطبيق في المجالات النظرية والتطبيقية. وبينوا أن الطيران كان التحدي الأكبر أمام الإنسان في محاكاة الطبيعة، وكان الإنسان يلجأ إلى أسلوب التجربة والتصحيح إلى أن أتت الرياضيات ووفرت عليه الوقت والجهد والتكلفة بما قدمته من نماذج وحسابات دقيقة ومتطورة. وأضافوا "أن العالم الآن مليء بالعديد من وسائط النقل والمباني والروبوتات المستوحاة من الطبيعة في البنية والوظائف. كذلك أسهمت الطبيعة وتساهم في الاقتصاد وعلوم الإدارة بفضل الخوارزميات المستوحاة من حياة مستعمرات الحشرات كالنحل والنمل وغيرها". وأوضحوا أن المسيرة البشرية مرت بفترات متعاقبة ومتغيرة بتغير الاكتشافات والاختراعات وأن الله خلق الطبيعة المحيطة متطورة بشكل مثالي وعلى الإنسان معرفة قدراتها والاستفادة منها، لافتين إلى أن الملاحظة والتأمل من أهم الوسائل لفهم الكون من حولنا وأن الاستفادة من الظواهر الطبيعية تأتي من خلال محاكاة الطبيعة والاستعانة بإشارات القرآن الكريم لفهم آيات الله في الكون. وتحدث المشاركون في الندوة عن أن القرآن الكريم أشار إلى الظواهر الطبيعية وأنظمتها داعيا إلى التفكير والتأمل ومحاكاة الطبيعة ومعرفة أسرارها، مشيرين إلى أن الإنسان استوحى من حيوان القندس فكرة بناء السدود والكاميرا من آلية عمل العين البشرية والطائرة الهليكوبتر من اليعسوب. كما تطرق المتحدثون إلى إلهام الطبيعة الطبي وأن النباتات كانت ولاتزال المصدر الأول لإنتاج المستحضرات التجميلية والعلاجات الطبية وأن أعظم الأدوية التي خدمت البشرية يتم استخراجها من مكونات الطبيعة المحيطة، موضحين بأن استخراج المادة الفعالة من النباتات غالبا ما يكون عن طريق الصدفة أو كثرة المحاولات التجريبية ومعرفة خواص ومكونات النباتات.
مشاركة :