بدأ طرفا النزاع في ليبيا يحشدان قواتهما لمعركة عسكرية هي الأكبر من نوعها منذ بدء الجيش الوطني الليبي تحركه لتطهير طرابلس العاصمة وبقية أنحاء البلاد من الميليشيات والجماعات الإرهابية.الجيش الليبي الذي يقف على مشارف طرابلس استدعى قوات إضافية، بينما تستمر حكومة الوفاق المدعومة من تركيا في تحشيد ميليشياتها ودعمها بالأسلحة التركية والمسلحين من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا والذين نقلتهم أنقرة إلى ليبيا، لتنفيذ خطوات عسكرية جديدة ضد مواقع الجيش.وأعلن الجيش الوطني الليبي أنه سيطلق عملية عسكرية كبرى، تستهدف بسط السيطرة على كامل مدن غرب ليبيا وتحريرها من الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا. وأوضح المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي مساء أول أمس الأربعاء، أن العملية العسكرية الجديدة سيطلق عليها اسم «طيور أبابيل»، دون الإشارة إلى تفاصيلها، مؤكداً أن «طرابلس سترجع إلى حضن الوطن قريباً جداً».يذكر أن تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للجيش الليبي، وصلت إلى محاور القتال غرب ليبيا، لدعم وإسناد الوحدات العسكرية المنتشرة هناك، في مؤشر يوحي بتصعيد عسكري مرتقب غرب ليبيا قد يغلق أبواب الهدنة بين الجانبين إلى الأبد وينهي أي مساعٍ للتسوية السياسية، خاصة أن ذلك يتزامن مع تحشيد كبير للميليشيات تقوم به الوفاق في إطار عملية عسكرية أطلقت عليها حكومة السراج اسم «عاصفة السلام» وتهدف إلى انتزاع السيطرة على المناطق الخاضعة لنفوذ الجيش، خاصة مدينة ترهونة وقاعدة الوطية الجوية.وكان الجيش الليبي أحبط ثاني هجوم عسكري للوفاق في أقل من شهر، لانتزاع قاعدة الوطية الجوية، أهم قاعدة عسكرية جويّة غرب ليبيا، بعد أسبوع من إفشاله هجوماً http://172.16.0.229/newspress/backup/files/images/2020/05/7/2960525.jpg?tmp=1588875088 للسيطرة على مدينة ترهونة شرق العاصمة طرابلس. واستهدف سلاح الجو بالجيش الوطني أول أمس الأربعاء الكلية العسكرية في مصراتة، حيث معقل المرتزقة السوريين وغرفة العمليات التركية، بأكثر من 18 ضربة جوية. وكانت الضربات دقيقة أصابت أهدافاً للميليشيات ما أسفر عن انفجار مخزن ذخيرة واشتعال النار داخل الكلية الجوية، وأدى إلى تطاير الشظايا.يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد، الأربعاء، نقلاً عن مصادر موثوقة، بانشقاق عدة ألوية من فصيل «السلطان مراد» الموالي لتركيا، عن الفصيل مع كامل عناصرهم، والذين يقدر عددهم بنحو 700 مقاتل. وبحسب المرصد فإن خروج القياديين مع العناصر من الفصيل جاء احتجاجاً على سياسة إرسال مقاتلين إلى ليبيا بجانب قوات الوفاق بعد خلافات كبيرة نشبت بين قادة الألوية من جهة وقائد الفصيل، بالإضافة لخلافات نتيجة سياسة قيادة الفصيل أيضاً في سوريا.(وكالات)
مشاركة :